في عالم كرة القدم العربية يلقب منتخب الكويت بالأزرق. و في دوري كرة السلة الأمريكي NBA ، عندما تقول الفريق الأزرق -بدرجات لونية مختلفة- فقد يعني Dallas Mavericks أو ربما Dallas Mavericks. و لكن في الأمن السيبراني لهذه التسمية معنى مختلف.
في الأمن السيبراني ، الفريق الأزرق هو فريق الدفاع عن أمن تكنولوجيا المعلومات في المؤسسة. يلعب هذا الفريق دوراً معاكساً -و أحياناً مكملاً- للفريق الأحمر من حيث الأعمال، الأهداف و الأدوات. والغرض من وجود هذا الفريق هو دراسة الحالة الأمنية للمؤسسة وضع إستراتيجيات أمنية وتنفيذ و اختبار خطط حماية الأمن السيبراني . يعمل الفريق الأزرق على تقييم مستوى الأمان و كذلك اختبار جودة مستويات الدفاع السيبراني بمواجهة اختبارات الاختراق التي تنفذها الفرق الحمراء أو هجمات مجرمي الانترنت.
الفرق الزرقاء مسؤولة عن وضع تدابير أمنية لحماية الأصول الرئيسية للمؤسسة. لذلك ، يُجري الفريق الأزرق تقييماً للمخاطر من خلال تحديد التهديدات ونقاط الضعف التي يمكن أن تستغلها هذه التهديدات بعد الحصول على البيانات من المعنيين وتوثيق الأصول التي يجب حمايتها.
في الوقت الذي تلعب فيه الفرق الحمراء دور المهاجمين من خلال تحديد نقاط الضعف الأمنية وشن الهجمات داخل بيئة خاضعة للرقابة يكون الفريق الأزرق هو المدافع عن المؤسسة. تسمح استراتيجية الفريق الأحمر / الفريق الأزرق للمؤسسات باختبار دفاعاتها وقدراتها الإلكترونية بشكل فعال وبأقل مستوى من المخاطر. من خلال إشراك هاتين المجموعتين ، من الممكن التطوير المستمر لاستراتيجية أمان المؤسسة استنادًا إلى نقاط الضعف عموماً ونقاط الضعف الفريدة للشركة.
أدوات الفريق الأزرق
تتضمن بعض الأدوات التي تستخدمها الفرق الزرقاء ما يلي:
نظام سجلات إدارة الأحداث الأمنية (SIEM)
تُستخدم أدوات SIEM لجمع وتحليل البيانات المتعلقة بالأمان من مصادر مختلفة في في بيئة تكنولوجيا المعلومات وشبكة المؤسسة. فهي تساعد في تحديد التهديدات الأمنية المحتملة وتوفر تنبيهات في الوقت الفعلي لفرق الأمن السيبراني. يساعد SIEM في الكشف عن التهديدات والحالات الشاذة والتحقيق في أسبابها والاستجابة لها في الوقت الفعلي أو شبه الفعلي. يجمع SIEM بين كل من إدارة معلومات الأمان (SIM) وإدارة الأحداث الأمنية (SEM) في نظام واحد لإدارة الأمن. توفر حلول SIEM نظاماً مركزياً للتدقيق و بالتالي الامتثال للجهات الرقابية و تقديم تقارير وافية عن كامل البنية التحتية للمؤسسة. في الوقت الراهن، تساعد الأتمتة على تبسيط عملية جمع وتحليل سجلات النظام و تلبية معايير تقارير الامتثال بأقل تكلفة.
أنظمة كشف التسلل (IDS):
تُستخدم أدوات IDS لمراقبة حركة مرور الشبكة بحثاً عن أي علامات لنشاط ضار و تنبيه فرق الأمن السيبراني للهجمات المحتملة في الوقت الفعلي. يعتبر نظام كشف التطفل (IDS) تقنية أمان للشبكة تراقب حركة مرور الشبكة الواردة والصادرة ، وتحلل باستمرار التغييرات في الأنماط ، وتنبه المسؤولين عندما يتم اكتشاف سلوك غير عادي ليقوم المسؤول بعد ذلك بمراجعة الإنذارات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل مخاطر هذا التهديد.
ماسحات الثغرات الأمنية Vulnerability Scanner:
باستخدام أدوات فحص الثغرات الأمنية يتم تحديد تلك الثغرات في البنية التحتية لشبكة المؤسسة. يساعد ذلك الفريق الأزرق على تحديد أولويات الثغرات الأمنية التي يجب معالجتها أولاً. تفحص الـ Vulnerability Scanner الشبكات والأنظمة والتطبيقات بحثاً عن نقاط الضعف الأمنية في أنظمة البرامج والأجهزة وتقدم معلومات حول كيفية إصلاحها. في الواقع، في استخدام أدوات فحص الثغرات الأمنية ليس محصوراً على المدافعين السسيبرانيين و لكنه يستخدم أيضاً بواسطة المهاجمين لتحديد نقاط الضعف في الأنظمة المستهدفة.
اكتشاف نقطة النهاية والاستجابة (EDR):
تراقب أدوات Endpoint Detection and Response (EDR) نقاط النهاية مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة والخوادم بحثاً عن علامات النشاط الضار. تجمع حلول EDR البيانات من نقاط النهاية وتستخدم التحليلات المتقدمة لاكتشاف الحوادث الأمنية والاستجابة لها بأسرع ما يمكن. كما تدعم حلول EDR أيضاً الطب الشرعي الرقمي و التحقيقات الجنائية للحوادث الأمنية لمساعدة المؤسسات على فهم نطاق وتأثير الهجوم أو الحدث الأمني.
جدران الحماية Firewall:
تعمل جدران الحماية على مراقبة حركة مرور الشبكة الواردة والصادرة والتحكم فيها. ويمكن أن تساعد في منع الوصول غير المصرح به إلى شبكة المؤسسة. الـ Firewall هو نظام أمان للشبكة يراقب ويتحكم في حركة مرور الشبكة بناءاً على قواعد أمان محددة مسبقاً تمثل جدران الحماية (أو الجدران النارية) حاجزاً بين الشبكة الداخلية للمؤسسة والانترنت أو غيرها من الشبكات غير الموثوق بها. يمكن أن تكون تلك الجدران عبارة عن أجهزة أو تطبيقات برمجية تعمل على الخوادم أو أجهزة الشبكة الأخرى.
الانضمام للفريق الأزرق
مركز العمليات الأمنية (SOC) و هو وحدة مركزية تتعامل مع القضايا الأمنية على المستويين التنظيمي والتقني. و تقع على عاتق الـ SOC مسؤولية مراقبة وتحليل الوضع الأمني للمؤسسة بشكل مستمر وعن الاستجابة للحوادث الأمنية. على سبيل المثال، يعمل الفريق الأزرق عبر مركز العمليات الأمنية (SOC) على تحديد الحوادث الأمنية المحتملة وتحليلها و صدها والتحقيق فيها والإبلاغ عنها بشكل صحيح.
لتصبح عضواً في الفريق الأزرق في الأمن السيبراني ، يمكنك البدء بالقراءة عن الموضوع وتعلم الأدوات واكتساب الخبرة العملية. يوفر روبودين مرجعاً مهماً للقارئ العربي المهتم بأمن المعلومات. هناك أيضاً دورات متاحة من معهد SANS يمكن أن تساعدك في معرفة المزيد حول أساسيات الفريق الأزرق وتحليل عمليات الأمان. على سبيل المثال ، يقدم المعهد دورة تدريبية تسمى “أساسيات الفريق الأزرق: عمليات الأمان والتحليل SANS SEC450” والتي توفر تشرح مهام مركز عمليات الأمن ، وكيفية فهم نموذج التهديد للمؤسسة وقابلية المخاطرة. كما تعلم الطلاب كيفية تصميم وبناء وصيانة مركز عمليات أمنية ناجح (SOC). تغطي الدورة موضوعات مثل تصميم وتنفيذ مركز عمليات السلامة ، والاستجابة للحوادث ، والبحث عن التهديدات ، والتحليلات الأمنية.
كذلك فالعديد من الكتب يمكن أن تساعدك في معرفة المزيد عن استراتيجيات الفريق الأزرق للأمن السيبراني. على سبيل المثال ، يعد “Cybersecurity Blue Team Strategies” دليلًا شاملاً سيساعدك على توسيع نطاق معرفتك بالأمن السيبراني ويعلمك بناء الفرق الزرقاء في مؤسستك.
كلمة أخيرة – مستقبل الفريق الأزرق
يركز الجيل القادم من الفريق الأزرق للأمن السيبراني على الأتمتة والتعلم الآلي. مع التعقيد المتزايد للتهديدات السيبرانية ، تبحث الفرق الزرقاء عن طرق لأتمتة عملياتها واستخدام خوارزميات التعلم الآلي لاكتشاف الحوادث الأمنية والاستجابة لها في الوقت الفعلي. تبحث الفرق الزرقاء أيضاً عن طرق لدمج معلومات التهديد في عملياتها الأمنية لتحسين قدرتها على اكتشاف التهديدات المتقدمة والاستجابة لها.