لست بحاجة إلى أن تكون خبيراً في الأمن السيبراني حتى تحب مشاهدة أفلام الجرائم الإلكترونية والقرصنة. في كثير من الحالات، تجاوز البعض الحدود فيما يتعلق بما هو ممكن متأثرين بما شاهدوه في الأفلام عندما كانوا أطفالاً. على خلفية أفلام مثل Wargames وTerminator 2، اصطف الباحثون الأمنيون لمعرفة ما إذا كان اختراق أجهزة الصراف الآلي ممكناً. وكذلك حاول الكثيرون تجربة طرق القرصنة التي صورتها أفلام هوليود. يستعرض معكم روبودين فيما يلي عشرة أفلام عن الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية والقرصنة. ويهم روبودين أن ينوه أنه لا يتبنى الأفكار والمشاهد المتضمنة في بعض هذه الأفلام والتي قد لا تتوافق مع قيم مجتمعنا.
The Beekeeper
يصور هذا الفيلم هجمات التصيد الصوتي الاحتيالي كما تجري في الواقع. تؤدي إحدى الهجمات إلى سرقة الأموال من سيدة مسنة مما يدفعها للانتحار. آدم كلاي (Adam Clay) هو مربي نحل، لكن تلك السيدة ضحية التصيد الاحتيالي كانت شخصاً مهماً جداً بالنسبة له. لا يعرف هؤلاء المحتالون المتعطشون للمال، أن (كلاي) عميل في برنامج سري يسمى Beekeepers، وبالتالي، هم يقللون من حجم التهديد الذي يمثله. ينطلق آدم في رحلة للانتقام، حيث يطارد ويقتل المسؤولين عن الحادث.
زادت هجمات التصيد الاحتيالي ذات الدوافع المالية ضد الأفراد الضعفاء وكبار السن على مدى السنوات القليلة الماضية، لا سيما بالنظر إلى أن كل شخص تقريباً لديه هاتف أو شكل من أشكال الوصول إلى الانترنت، ولا يفهم الجميع التكتيكات والتقنيات التي يستخدمها المجرمون للهندسة الاجتماعية وخداع الضحايا المحتملين.
The Fate of the Furious
في هذا الفيلم تنفذ البطلة المسمى Cipher والتي نصبت نفسها “Master Hacker” عدة عمليات اختراق. أولاً، اخترقت نظام التحكم في حركة المرور داخل المدينة وتسببت بإحداث الفوضى واصطدام مئات السيارات. بعد ذلك، اخترقت غواصة نووية في محاولة للهروب ولكن تم أحباط الهجوم في النهاية. في حين أن العديد من عمليات الاختراق التي تم عرضها في هذا الفيلم مبالغ فيها ومن غير المرجح أن ينفذها فرد واحد، إلا أنها تظهر التأثير المحتمل للهجمات السيبرانية المدعومة من الدول، حيث يمكن للجهات الفاعلة في مجال التهديد المتقدم والمستمر تخصيص موارد مالية كبيرة لإلحاق الضرر بالدول التي تعاديها.
The Social Network
يتضمن هذا الفيلم عدة مشاهد عناصر القرصنة. عندما كان مارك زوكربيرج لا يزال طالباً في جامعة هارفارد، اخترق قاعدة بيانات تسجيل الطلاب في جامعته لجمع معلومات شخصية عن الطلاب الجدد، ثم أطلق موقعاً إلكترونيًا يسمى “FaceMash”، حيث يتم تصنيف الطالبات الجدد بناءhW على مظهرهن. لاحقhW، يدير مارك مسابقة قرصنة CTF، التقاط الراية لاختيار أول متدرب لديه.
يوضح هذا الفيلم أهمية حماية المعلومات الشخصية والتأكد من ضمان عدم إمكانية استخدام الأدوات سحب المعلومات على نطاق واسع. عانت منصة الشبكات المهنية LinkedIn من اختراق البيانات في عام 2021 حيث جمع المهاجمون 700 مليون ملف شخصي على LinkedIn والأسماء وعناوين البريد الإلكتروني والصور.
أفلام عن الأمن السيبراني – Blackhat
يتعمق هذا الفيلم في عالم الجرائم الإلكترونية العالمية. تدور أحداث الفيلم حول هكر مسجون وتم إطلاق سراحه لمساعدة السلطات الأمريكية والصينية في تعقب مجرم إلكتروني خطير جداً. تمتد القصة إلى دول مختلفة حيث يطارد ذلك الهكر وفريقه مجرم انترنت متورط في قضايا إرهاب مالي ونووي. يجمع هذا الفيلم بين الإثارة والتشويق والتجسس بين الدول، ويسلط الضوء على التأثير المدمر بعيد المدى للتهديدات السيبرانية في العالم الحديث.
Hackers
عندما صدر فيلم “Hackers” في عام 1995، كان استخدام الانترنت المنزلي يتوسع بسرعة. تبدأ الحبكة الخيالية للفيلم مع قرصان إلكتروني يبلغ من العمر 11 عاماً، يحطم 1507 نظام كمبيوتر، مما يتسبب في انخفاض بورصة نيويورك بمقدار سبع نقاط. تم تغريم ديد بمبلغ 45000 دولار ومنعه من استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف. ومع ذلك، في سن 18 عاماً، بشن هجمات إلكترونية على محطة تلفزيون محلية حتى يتمكن من مشاهدة حلقة من The Outer Limits. في المدرسة، يلتقي البطل بزملائه المتسللين. على الرغم من أن الفيلم لا يصور الاستغلال السيبراني بدقة تكنولوجية كبيرة، إلا أن روح ثقافة القرصنة موجودة بالكامل: المعرفة يجب أن تكون مجانية، وغياب الثقة.
Underground: The Julian Assange Story
يروي الفيلم عن السيرة الذاتية لجوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس المثير للجدل. يركز الفيلم على سنوات مراهقته كهاكر في أستراليا، خلال الثمانينيات. إنه يصور تطور أسانج إلى هاكر ماهر تحت الاسم المستعار “مينداكس”. يتعمق هذا الفيلم في أنشطة جوليان أسانج مع مجموعة قراصنة تسمي نفسها International Subversives، ويسلط الضوء على هجماته المبكرة في مجال القرصنة ونظرته لحرية المعلومات. تمهد القصة الطريق لأنشطته اللاحقة مع ويكيليكس وتأثيره على الصحافة العالمية ونشر المعلومات.
أفلام عن الأمن السيبراني – Firewall
يركز هذا الفيلم المشوق على مخاطر التكنولوجيا الرقمية في الصناعة المصرفية. يجد البطل ، وهو متخصص في أمن البنوك، نفسه في موقف صعب عندما يتم اختطاف عائلته. ويطالبه الخاطفون باستخدام خبرته لاختراق النظام الأمني لبنكه وسرقة 100 مليون دولار. يستكشف هذا الفيلم موضوعات الجرائم الإلكترونية والابتزاز والمعضلات الأخلاقية التي نواجهها عندما تتصادم الحياة الشخصية والمهنية. إنها قصة عالية المخاطر لرجل يعاني كثيراً لحماية عائلته، مستخدماً فهمه العميق للأمن الرقمي ضد النظام ذاته الذي ساعد في إنشائه.
Gringo: The Dangerous Life of John McAfee
تكثر الألغاز في حياة جون مكافي. لقد حقق الملايين من إنشاء برامج مكافحة الفيروسات، ثم أعاد اختراع نفسه باعتباره مؤيداً لطب الأعشاب، ورجل أعمال. وكان معروفا بسحره وكرمه. ثم اتخذت حياته منحى آخر. انتقل من الولايات المتحدة إلى بليز بليز وهي دولة تقع على الساحل الشرقي لأمريكا الوسطى. أنشأ هناك مجمع مدجج بالسلاح. وفي عام 2012، عُثر على جاره في بليز، وهو أمريكي، مقتولاً بطلق ناري. وبعد أن تم استجوابه من قبل السلطات المحلية، هرب مكافي إلى غواتيمالا، ثم عاد إلى الولايات المتحدة حيث سعى للحصول على ترشيح الحزب الليبرالي لمنصب الرئيس في عام 2016. لكن في في 23 حزيران 2021، عُثر على مكافي ميتاً في زنزانته في سجن برشلونة.
The Italian Job -أفلام عن الأمن السيبراني
الفيلم بالأساس يتحدث عن عملية سرقة لكنه يتضمن لمسة من التكنولوجيا الحديثة. إنه يضم مجموعة من اللصوص الذين يخططون لسرقة الذهب من زميل سابق قام بخيانتهم. يُظهر هذا الفيلم توظيفاً ذكياً للقرصنة للتلاعب بإشارات المرور في لوس أنجلوس، مما يؤدي إلى حدوث حالة من الازدحام تساعدهم في السرقة. يعرض هذا الجانب من الفيلم التكامل بين التكنولوجيا واستراتيجيات السرقة التقليدية، مما يجعله رحلة مثيرة تجمع بين الجريمة الكلاسيكية والمهارات السيبرانية المعاصرة. يشتهر الفيلم بمشاهد المطاردة المثيرة وعمليات السطو و روح الفكاهة.
أفلام عن الأمن السيبراني – Swordfish
عندما أغلقت إدارة مكافحة المخدرات عملياتها التجارية الوهمية التي تحمل الاسم الرمزي SWORDFISH في عام 1986، كانت قد حققت 400 مليون دولار وتركتها دون استخدام. وبعد تركم فوائدها على مدى خمسة عشر عاماً تضخم المبلغ إلى 9.5 مليار دولار. تريد وحدة سرية لمكافحة الإرهاب الحصول على الأموال للمساعدة في تمويل حربها الانتقامية عالية المخاطر ضد الإرهاب الدولي، ولكن ذلك غير متاح بسبب مستوى معقد من التشفير . لذلك يتم إحضار هكر مدان يريد رؤية ابنته مرة أخرى ولكن لا يستطيع تحمل الرسوم القانونية، ليقتحم الحواسيب الحكومية الرئيسية ويحصل على المال.
كلمة أخيرة
يأمل روبودين أن تجدوا هذه الأفلام مسلية كما وجدها هو. منذ الأيام الأولى للقرصنة تعكس هذه الأفلام تفاعل مجتمعنا المستمر مع التكنولوجيا والأمن السيبراني. وتظل هذه الأفلام بمثابة شهادة على العالم المتغير باستمرار للتهديدات السيبرانية والقصص الإنسانية داخلها.