أمن البيانات – مقدمة قصيرة جداً

مع اعتماد المؤسسات على المنصات الرقمية، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات قوية لتعزيز أمن البيانات لضمان استمرارية الأعمال والحفاظ على السمعة.

116 مشاهدة
4 دقائق
أمن البيانات

في ظل التزايد المستمر لحوادث اختراق البيانات، أصبحت حماية المعلومات الحساسة أولوية قصوى للشركات في جميع أنحاء العالم. مع اعتماد المؤسسات بشكل متزايد على المنصات الرقمية، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات قوية لتعزيز أمن البيانات لضمان استمرارية الأعمال والحفاظ على السمعة.

تكلفة اختراقات البيانات

تشير التقارير الحديثة إلى أن تكلفة اختراقات البيانات آخذة في الارتفاع. وفقاً لتقرير صادر عن PwC، تعرض ثلث قادة الأمن السيبراني لاختراقات كلفت مؤسساتهم أكثر من مليون دولار أمريكي، بينما بلغت تكلفة بعض الحوادث أكثر من 20 مليون دولار.

على سبيل المثال، في حزيران-2021، تعرضت إحدى منصات التواصل الاجتماعي لاختراق سرب بيانات 700 مليون مستخدم، بما في ذلك عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف، مما زاد من مخاطر هجمات التصيد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية. وبالمثل، في آذار-2020، كشف اختراق لمنصة التواصل الاجتماعي الأكبر في الصين عن معلومات 538 مليون مستخدم.

هذه الحوادث تؤكد حقيقة قاسية: لا توجد مؤسسة محصنة ضد تهديدات أمن البيانات، بغض النظر عن حجمها. وكذلك، فإن العواقب المالية، والعقوبات التنظيمية، والأضرار التي تلحق بالسمعة تجعل من استراتيجيات حماية البيانات هي ضرر يصعب احتوائه.

استراتيجيات أمن البيانات

لتعزيز أمن البيانات، يمكن للمؤسسات اتباع استراتيجية “Shift Left, Expand Right, and Repeat”:

  • Shift Left: تضمين الأمان في المراحل المبكرة من التطوير لمنع الثغرات الأمنية قبل ظهورها. مع تزايد تعقيد بنية البرمجيات واتساعها وعدم مركزيتها، أصبح من الصعب مراقبة وإدارة الأمن بشكل فعال عبر المؤسسة. يتطلب الأمر نهجاً يوفر ضوابط أمان في وقت مبكر من عمر تطوير المنتجات والتطبيقات، وأماناً آلياً في كل خطوة، ويحول الأمن إلى ممكّن للأعمال. ويستخدم المطورون استراتيجية (Shift Left) كإجراء استباقي للمساعدة في تحسين أمان التطبيق من خلال تحديد العيوب ومعالجتها بدلاً من تركها كفكرة لاحقة.
  • Expand Right: تعزيز الحماية عبر الأطراف الثالثة والبيئات السحابية من خلال ضوابط صارمة ومراقبة مستمرة. مع تزايد تعقيد متجهات التهديد واستمرار نمو أسطح الهجوم بشكل كبير، تدرك الشركات أن الاعتماد فقط على اختبار التحول إلى اليسار أثناء مرحلة البناء لن يحميها بشكل كافٍ من التهديدات الأمنية المتطورة. ويعني (Expand Right) الاستمرار في ممارسة الاختبار وضمان الجودة وتقييم الأداء في بيئة ما بعد الإنتاج.
  • Repeat: تحسين إجراءات الأمن بشكل دوري عبر التدقيق والتدريب والتحديثات لمواجهة التهديدات المتطورة.

كيف نعزز أمن البيانات؟

  • بناء رؤية شاملة للبيانات: في النظام البيئي المتصل، تتدفق البيانات في جميع الاتجاهات: داخلياً وخارجياً. يجب على المؤسسات تحديد البيانات الأكثر قيمة وحساسية – ومراقبة كيفية تدفق البيانات خارج الحدود مع الشركاء والعملاء.
  • تصنيف البيانات: يجب تصنيف البيانات بناءاً على تأثيرها على الأعمال وحساسيتها. وبالتالي، فالبيانات عالية القيمة يجب أن تحظى بأعلى مستويات التحكم والوصول المقيد للمستخدمين المصرح لهم فقط.
  • حماية البيانات: في بيئة التهديدات الديناميكية، يعد اتباع نهج متعدد الطبقات أمراً ضرورياً. تشمل الممارسات الحديثة إدارة الوصول الديناميكي، ومبدأ “الحاجة إلى المعرفة”، والمصادقة متعددة العوامل (MFA)، بالإضافة إلى التشفير وإخفاء البيانات.
  • مركزية أنظمة البيانات: تعاني الأنظمة المجزأة من صعوبات في المراقبة والأمان. توفر الأنظمة المركزية رؤية شاملة في الوقت الفعلي، مما يعزز الامتثال للقوانين ويقلل من مخاطر الاختراقات.
  • الاستفادة من الذكاء الاصطناعي: أظهرت التقارير أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليلات الآلية يمكن أن يقلل من تكاليف اختراقات البيانات بنسبة تصل إلى 31%. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه التقنيات تسريع أوقات الاستجابة وتحسين الكشف عن التهديدات.

كلمة أخيرة

باتباع نهج استباقي في الأمن وتطبيق استراتيجية “Shift Left, Expand Right, and Repeat”، يمكن للمؤسسات تعزيز دفاعاتها وضمان المرونة المستمرة في مواجهة التهديدات المتطورة. في عالم يعتمد بشكل متزايد على البيانات، أصبحت حماية المعلومات الحساسة مفتاحاً للنجاح والابتكار.

شارك المقال
اضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *