أمن الملفات – دليل موجز للمهتمين وأصحاب القرار

تُعد معالجة المخاطر على أمن الملفات غاية في الأهمية بالنسبة لقادة أمن المعلومات (CISOs) وذلك لحماية بياناتهم الحساسة وضمان الامتثال للمعايير الدولية مثل GDPR.

36 مشاهدة
7 دقائق
أمن الملفات

في عالم الأمن السيبراني ، هناك حقيقة لا يمكن إنكارها: غالبية الهجمات السيبرانية تبدأ من ملف واحد خبيث – قد يكون مرفق بريد إلكتروني، أو مستند تم تنزيله من الانترنت، أو ملف تمت مشاركته عبر تطبيقات سحابية. تُعد معالجة المخاطر على أمن الملفات غاية في الأهمية لأن الملفات تتحرك بحرية عبر البريد الإلكتروني، المنصات السحابية، والأقراص الخارجية. كل ملف غير مؤمّن قد يكون باباً لاختراق كامل. لهذا السبب، يجب على قادة أمن المعلومات (CISOs) أن يركزوا على أمن الملفات لحماية بياناتهم الحساسة وضمان الامتثال للمعايير الدولية مثل GDPR وPCI-DSS . فيما يلي، يشارك معكم روبودين هذا المقال الذي يتناول أهم المخاطر وأفضل الممارسات حول الموضوع.

مخاطر البريد الإلكتروني – المرفقات

تعقيم الملفات

لا يزال البريد الإلكتروني هو البوابة المفضلة للمهاجمين. يتلقى الموظفون فواتير وعقوداً وسيراً ذاتية يومياً، وكلها قد تُخفي برمجيات خبيثة. تُحقق بوابات البريد الإلكتروني الآمنة (SEGs) نتائج جيدة في تصفية البريد العشوائي والتصيد الاحتيالي الواضح، لكنها لم تُصمَّم لتطهير المرفقات (sanitize attachments). مما يعني أن البرامج الضارة المخفية غالباً ما تتسلل، وتبدو غير ضارة حتى لحظة فتحها. فالاعتماد فقط على فلاتر البريد التقليدية لا يكفي، فقد تمر ملفات خبيثة مخفية. وبالتالي، أفضل ممارسة هي استخدام تقنية نزع المحتوى وإعادة بنائه (CDR) لإزالة الأكواد الضارة من المرفقات.

أمن الملفات – توفير النسخ الآمنة

حتى عند تحديد الملفات المشبوهة، غالباً ما تكون عملية الوصول إلى نسخة نظيفة بطيئة. تُحبط عمليات الحجر (Quarantines ) والمراجعات اليدوية الموظفين، وتُسبب تراكماً في أعمالهم مما قد يدفعهم إلى تجاوز إجراءات الأمان لمجرد مواصلة العمل. إذا لم يتمكن الموظفون من فتح نسخة آمنة من بريدهم، فإن التوازن بين الأمان والإنتاجية سيتأثر سلباً. تمنع أنظمة SEG التقليدية البريد العشوائي، وليس تهديدات الملفات المضمنة. لسد هذه الفجوة بشكل كامل، تحتاج إلى طريقة لتوفير ملفات آمنة وكاملة الوظائف في الوقت الفعلي لأن التأخير في المراجعة الأمنية يبطئ الإنتاجية. وبالتالي، فأفضل ممارسة موصى بها هي توفير نسخ نظيفة من الملفات بشكل آلي دون تدخل يدوي.

أمن الملفات و مخاطر الويب

فحص ملفات الانترنت

يعتبر تصفح الانترنت جزءاً من مهام يوم العمل، بدءاً من فتح التقارير وصولاً إلى الاطلاع على أدلة المنتجات. لكن الملفات من الانترنت قد تتضمن حمولات ضارة خفية. إذا لم يتم تطهير هذه الملفات تلقائياً قبل استخدامها من قِبل الموظفين، فسيكون لدى المهاجمين مسار مباشر إلى شبكتك. إن الاعتماد على المستخدمين لتحديد الآمن من الضار في تنزيلات الانترنت يُعدّ مخاطرة لا تصب في صالح المؤسسات، فأي ملف يتم تنزيله قد يحتوي فيروسات أو برمجيات خبيثة. لذلك، يجب فرض التعقيم التلقائي (sanitization ) عند التنزيل من الانترنت.

أمن الملفات المنزلة من الانترنت

يُعد عزل المتصفح (Browser isolation) وسيلة ممتازة لحماية المستخدمين من التنزيلات غير المقصودة والروابط الضارة. لكن العزل وحده لا يضمن سلامة الملف نفسه؛ فهو يُتيح فقط نسخة آمنة من جلسة الويب. إذا قام الموظفون بتنزيل الملف الأصلي، فقد تبقى أي تهديدات مُضمنة عصية على الكشف. العزل يحمي جلسات التصفح، لكنه لا يضمن سلامة الملفات نفسها. أفضل ممارسة: الجمع بين العزل وتعقيم الملفات.

التطبيقات السحابية

تطبيقات SaaS

تُسهّل تطبيقات السحابة والتعاون مشاركة الملفات. لكن هذه الراحة تُشكّل ثغرات أمنية. إذا لم تعالج الملفات فوراً أثناء انتقالها عبر هذه المنصات، فقد ينتشر فيروس واحد إلى عشرات المستخدمين. وبحلول الوقت الذي تُدرك فيه فرق الأمن المشكلة، قد يكون الضرر قد وقع بالفعل. قد تتجاوز مشاركة الملفات عبر Google Drive أو Slack أدوات الحماية التقليدية.

خصوصية البيانات

لا تقتصر مخاطر المشاركة السحابية للمفات على البرمجيات الخبيثة فحسب، بل تتعلق أيضاً بخصوصية البيانات. قد تحتوي الملفات على معلومات تعريف شخصية (PII)، أو بيانات رعاية صحية (PHI)، أو تفاصيل بطاقات الدفع (PCI). في غياب الضوابط، قد تتسرب هذه البيانات الحساسة عبر التطبيقات أو الشركاء أو المستخدمين الخارجيين دون أن يلاحظها أحد. لذلك، فإيقاف البرمجيات الخبيثة ليس سوى نصف المهمة و الذي يكملها هو حماية البيانات الخاصة.

أجهزة و ملفات المستخدم

محركات الأقراص

لا تصل جميع الملفات للمؤسسات عبر البريد الإلكتروني أو السحابة. فمحركات أقراص USB تعتبر مثالاً لطرق تسلل المحتوى الخبيث. غالباً ما تتجاوز هذه الملفات التدقيق المطبق على البريد الإلكتروني، تاركةً مساراً خفياً للمهاجمين. إذا لم تفحص الملفات من جميع المصادر الخارجية، فأنت تُسلم مفاتيح شبكتك لجهات خارجية. كما نعلم، تمثل الأجهزة المحمولة أداة خطيرة لنقل البرمجيات الخبيثة وبالتالي يجب فحص كل الملفات مهما كان مصدرها.

أمن ملفات ZIP

تواجه أدوات الأمان القديمة صعوبة في التعامل مع الملفات المضغوطة أو المشفرة. ولذلك، تستخدم الجهات الضارة ملفات ZIP المحمية بكلمة مرور شائعةً في الهجمات الحديثة. إذا لم تتمكن أدوات الحماية من فك التشفير فتح هذا النوع من الملفات وفحصها في الوقت الحقيقي، فإنها تترك ثغرة واسعة في موقفها الأمني وخصوصاً أن المهاجمين يستخدمون الأرشيفات المشفرة لإخفاء الفيروسات.

مخاطر عدم الامتثال

تهديدات يوم الصفر

هناك فجوة خطيرة بين ما يبدو آمناً وبين ما هو آمن بالفعل. قد يمر ملف عبر برنامج مكافحة فيروسات أو فحص آخر دون إطلاق أي إنذارات، لكن ذلك لا يعني أنه خالٍ من الثغرات الأمنية الخفية. تُصمَّم تهديدات “يوم الصفر Zero-day” لتتجاوز عمليات الفحص التقليدية. إذا افترض الموظفون أن “عدم التنبيه” يعني “عدم وجود خطر”، فقد يستخدمون ملفات مُخترَقة دون إدراك طبيعتها.

إثبات الامتثال

لا يقتصر اهتمام جهات تدقيق الامتثال، على التأكد من حماية أنظمتك، بل تريد إثباتاً. تحمل معايير HIPAA وPCI وGDPR وISO جميعها توقعات على مستوى الملفات تتعلق بخصوصية البيانات وأمانها. إذا لم تتمكن من إثبات أن كل ملف يدخل إلى بيئتك ويخرج منها محمي ومتوافق مع تلك الأطر والأنظمة، فأنت تُعرّض مؤسستك لغرامات وعقوبات وإضرار بسمعتها. فالمطلوب حفظ سجلات تدقيق وآثار رقمية لعمليات الفحص والحماية تلك.

كلمة أخيرة

لا يمكن لأي مضاد فيروسات أن يضمن الحماية الكاملة من الهجمات الصفرية. هنا يأتي دور تقنية CDR التي تعيد بناء الملفات مع إزالة العناصر الضارة مثل الماكروز والسكريبتات لتوفر ملفات آمنة وقابلة للاستخدام دون تعطيل سير العمل. لذلك، يجب اعتماد CDR كطبقة أساسية ضمن استراتيجيات الأمن السيبراني. على أن يتم ذلك بالتوازي مع توعية الموظفين بمخاطر الأمن السيبراني و تعزيز حماية البريد الإلكتروني والسحابة لضمان الامتثال وحماية البيانات على مستوى الملف.

شارك المقال
اضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *