في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا والتحولات الجذرية التي يشهدها العالم الرقمي، يواجه القطاع المصرفي تحديات غير مسبوقة تتعلق بما يحمله مستقبل أمن المعلومات. ومع ظهور تهديدات سيبرانية متقدمة، وتزايد الاعتماد على الحلول السحابية والخدمات المصرفية الرقمية، أصبحت الحاجة ملحة لتعزيز استراتيجيات الحماية. على الرغم من ذلك، فإن هذه التحديات لا تقتصر فقط على العالم الرقمي، بل تمتد أيضاً لتشمل التأثيرات المناخية التي تؤثر بشكل غير مباشر على البنية التحتية التقنية والمخاطر التشغيلية. في هذا المقال، أجرى روبودين المقابلة الصحفية التالية ، في المستقبل، مع ذكاء اصطناعي يعمل كمدير لأمن المعلومات في أحد مصارف عالمنا العربي. يلقي هذا المقال الضوء على المخاوف الرئيسية التي تواجه كبار مسؤولي أمن المعلومات في المؤسسات المصرفية، وكيف يتعاملون مع تلك التهديدات التي تجمع بين العوامل التقنية والبيئية.
المخاوف الأمنية على مستقبل أمن المعلومات
كمسؤول عن أمن المعلومات في مؤسسة مصرفية في العالم العربي، تركز مخاوفي الأساسية على عدد من النقاط التي تتعلق بأمن المعلومات وحماية البيانات، وأبرز هذه المخاوف تشمل:
- الهجمات السيبرانية المتزايدة: نشهد في القطاع المصرفي ارتفاعاً كبيراً في عدد الهجمات السيبرانية المعقدة مثل هجمات الفدية وهجمات التصيد المتطورة. هذه الهجمات تستهدف بيانات العملاء المالية والمصرفية، ويمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وإضرار بسمعة المؤسسة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع وفعال.
- حماية البيانات الحساسة: مع كمية البيانات المالية والشخصية التي نحتفظ بها، يعد تأمين هذه البيانات ضد التسريب أو السرقة أولوية قصوى. نخشى دائماً من أن يحدث اختراق يؤدي إلى إفشاء هذه المعلومات أو استغلالها بطريقة غير قانونية.
- التهديدات الداخلية: ليست كل التهديدات تأتي من الخارج. قد تكون هناك تهديدات داخلية من موظفين غير راضين أو من خلال الأخطاء البشرية. من الضروري مراقبة الأنشطة الداخلية واستخدام أدوات إدارة الامتيازات لضمان حماية البيانات من سوء الاستخدام الداخلي.
- الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا المالية (Fintech): مع تطور التكنولوجيا المالية واستخدام الأدوات الرقمية الحديثة، تصبح هناك تحديات جديدة. تعتمد البنوك اليوم بشكل كبير على التكنولوجيا، مما يجعل الهجمات على التطبيقات المصرفية والخدمات عبر الانترنت مصدر قلق كبير.
- سلسلة التوريد : تعتمد البنوك على العديد من الشركاء الخارجيين، سواء كانوا مزودي خدمات تقنية أو حلول أمنية. إذا كان هناك ضعف في سلسلة التوريد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تهديدات غير مباشرة تؤثر على أنظمتنا.
- الامتثال للمعايير الدولية والمحلية: يجب علينا دائماً التأكد من أن مؤسستنا تتماشى مع القوانين واللوائح المحلية والدولية المتعلقة بحماية البيانات وأمن المعلومات، مثل معيار PCI-DSS، أي خلل في الامتثال قد يؤدي إلى عقوبات مالية مكلفة وأضرار في السمعة.
كيف تؤثر هذه المخاوف على استراتيجيتك الأمنية؟
توجه هذه المخاوف استراتيجيتنا الأمنية في المصرف. نركز على تعزيز الإجراءات الوقائية وتطوير قدرات الكشف المبكر عن التهديدات. تشمل استراتيجيتنا:
- تعزيز التكنولوجيا: نستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل الأنماط غير العادية في البيانات وتحديد الهجمات قبل أن تحدث. أصبحت أدوات مثل SIEM (إدارة الأحداث والمعلومات الأمنية) أساسية لرصد النشاطات المشبوهة.
- برامج التوعية الأمنية : تمثل التوعية الأمنية للموظفين والعملاء جزءاً مهماً من استراتيجيتنا. نحرص على تدريب الموظفين بانتظام على اكتشاف رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية كما ننشر ثقافة الأمن السيبراني في كافة مستويات المؤسسة.
- الاستجابة السريعة للحوادث: لدينا فريق متخصص في الاستجابة للحوادث (Incident Response) يعمل على مدار الساعة، ويستجيب بسرعة لأي حادث أمني قد يحدث. تعتبر هذه الخطوة غاية في الأهمية للحد من تأثير الهجمات ومنع انتشارها.
- التعاون مع الجهات الناظمة: نعمل بشكل وثيق مع الهيئات الناظمة لضمان أننا متوافقين مع جميع اللوائح والقوانين. التعاون مع تلك الجهات يتيح لنا البقاء على اطلاع بأحدث المتطلبات الأمنية ويقلل مخاطر عدم الامتثال.
ما هي خططكم المستقبلية لتقليل المخاطر الأمنية في البنك؟
تركز خططنا المستقبلية على تبني تقنيات جديدة وتعزيز التعاون مع شركاء الأمن السيبراني. من بين خططنا:
- التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي: نخطط لزيادة استخدام حلول الذكاء الاصطناعي لتحديد التهديدات السيبرانية في مراحل مبكرة. يمكن للأدوات المتقدمة أن توفر رؤى تنبؤية للتعامل مع التهديدات المحتملة قبل وقوعها.
- تقوية البنية التحتية السحابية: مع انتقال المزيد من الخدمات المصرفية إلى السحابة، نعمل على تقوية البنية التحتية السحابية وضمان أمانها من خلال التشفير و سياسات إدارة الوصول.
- تعزيز التعاون مع الشركات الناشئة في الأمن السيبراني: ندرك أن الابتكار في مجال الأمن السيبراني يأتي أحياناً من الشركات الناشئة، ونعمل على توسيع التعاون مع هذه الشركات لتطوير حلول أمنية متقدمة لمواجهة التهديدات المستقبلية.
- تطبيق أساليب (MFA): نواصل توسيع استخدام تقنيات المصادقة متعددة العوامل (MFA) لزيادة مستوى الحماية في جميع خدماتنا الرقمية، سواء للعملاء أو الموظفين.
كيف تتعاملون مع مستقبل أمن المعلومات في عالمنا العربي؟
نواجه تهديدات سيبرانية متزايدة تعكس التعقيدات السياسية والاقتصادية في المنطقة. نعمل لمواجهة هذه التهديدات من خلال:
- التعاون الإقليمي: نحن نؤمن بأهمية التعاون مع مؤسسات أخرى في المنطقة ومع المراكز الوطنية لأمن المعلومات لتبادل المعرفة حول التهديدات الأمنية وتطوير استراتيجيات مشتركة للتصدي لها.
- الاستجابة لحالات الطوارئ: لدينا خطط استجابة لحالات الطوارئ تتضمن التنسيق مع الجهات الحكومية والمصرفية لتأمين الأصول الرقمية والبيانات الحساسة في حال حدوث أي خرق أمني.
- تحسين البنية التحتية: نركز على بناء بنية تحتية رقمية قوية تتسم بالمرونة لمواجهة التهديدات المستجدة، سواء كانت هجمات سيبرانية أو اضطرابات جيوسياسية.
ما أثر الذكاء الاصطناعي على عملك؟
إليك بعض النقاط المهمة التي توضح كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على أمن المعلومات والقطاع المصرفي بشكل عام:
1. الكشف المبكر عن التهديدات السيبرانية:
أحد أكبر الفوائد التي يقدمها الذكاء الاصطناعي هو قدرته على تحسين الكشف المبكر عن التهديدات. باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، واكتشاف الأنماط غير الطبيعية أو الأنشطة المشبوهة التي قد تشير إلى هجمات سيبرانية. يسمح لنا ذلك باتخاذ إجراءات استباقية قبل أن تتطور التهديدات إلى اختراقات أمنية خطيرة.
2. تحليل السلوك وتحسين الأمان:
تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضاً في تحليل سلوكيات المستخدمين والموظفين. من خلال تحليل سلوك كل مستخدم على الشبكة، يمكننا تحديد أي نشاط مشبوه أو مخالف للنمط المعتاد، مثل محاولات الوصول غير المصرح بها أو عمليات تسجيل الدخول من مواقع غير متوقعة. تساعد هذه القدرة على تحليل السلوك في تحسين مستوى الأمان بشكل كبير.
3. أتمتة العمليات الأمنية:
يساعد الذكاء الاصطناعي في أتمتة العديد من العمليات الأمنية التي كانت تتطلب تدخلاً بشرياً. يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام مثل تحليل سجلات الأنظمة، التعرف على الثغرات الأمنية، ومراقبة الامتثال للمعايير. يقلل ذلك من العبء على فرق الأمن ويتيح لهم التركيز على الجوانب الأكثر تعقيداً من الحماية.
4. تعزيز أمان الخدمات المصرفية عبر الانترنت:
في ظل التوسع الكبير في الخدمات المصرفية الرقمية، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان في هذه الخدمات. على سبيل المثال، يتم استخدام خوارزميات التعلم الآلي في تحليل المعاملات المصرفية للتعرف على الأنشطة غير الطبيعية التي قد تشير إلى احتيال أو محاولة اختراق.
5. منع الاحتيال المالي:
واحدة من أهم التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي هي قدرته على منع الاحتيال المالي. أصبحت الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على فحص مليارات المعاملات المالية والتعرف على الأنشطة الاحتيالية في الوقت الحقيقي. كلما زادت البيانات المتاحة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، زادت دقتها في كشف محاولات الاحتيال.
6. تحسين الاستجابة للحوادث:
عند حدوث أي اختراق أو حدث أمني، يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عملية الاستجابة للحوادث. من خلال تحليل البيانات بسرعة، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحديد مدى التأثير، والبدء في اتخاذ خطوات استباقية لتقليل الضرر، مثل عزل الأنظمة المتضررة أو تصحيح الثغرات الأمنية المكتشفة.
مستقبل أمن المعلومات – الذكاء الاصطناعي:
على الرغم من الفوائد العديدة، هناك بعض التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في أمن المعلومات:
- التعلم من بيانات خاطئة: إذا تم تدريب الذكاء الاصطناعي على بيانات غير صحيحة أو منحازة، قد يؤدي ذلك إلى نتائج غير دقيقة.
- الاعتماد المفرط على التكنولوجيا: قد يصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كل شيء دون مراقبة بشرية مشكلة إذا كانت هناك ثغرات لم يتم اكتشافها.
- الهجمات على أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها: قد يحاول المهاجمون استهداف أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها لتعطيلها أو استغلال نقاط ضعف فيها.
هل تشعرك الحوسبة الكمومية بالقلق؟
كمسؤول عن أمن المعلومات، تمثل الحوسبة الكمومية مصدر قلق حقيقي على مستقبل أمن المعلومات. لدى التكنولوجيا الكمومية القدرة على إحداث تغييرات جذرية في كيفية معالجة البيانات وحل المشكلات المعقدة، ولكنها تنطوي أيضاً على تحديات خطيرة على الأمن السيبراني، خاصة فيما يتعلق بتشفير البيانات. ومن أهم أسباب المخاوف المتعلقة بالحوسبة الكمومية:
- كسر التشفير الحالي يهدد مستقبل أمن المعلومات:
أحد أكبر المخاوف هو أن الحوسبة الكمومية قد تكون قادرة على كسر أساليب التشفير التقليدية التي تعتمد عليها معظم الأنظمة المالية والمصرفية اليوم. هذا يعني أنه إذا تم تطوير كمبيوتر كمومي قوي بما يكفي، يمكنه فك تشفير البيانات المحمية بهذه الخوارزميات في وقت قصير جداً مقارنة بالحوسبة التقليدية. - أمان البيانات في المستقبل:
تعتمد المؤسسات المالية على التشفير لحماية بيانات العملاء والعمليات المصرفية. إذا تمكنت الحوسبة الكمومية من تجاوز هذه الأنظمة، فإن بيانات العملاء التي تم تشفيرها سابقاً قد تصبح عرضة للاختراق في المستقبل، حتى لو كانت اليوم آمنة. يعني ذلك أنه يجب علينا التفكير في حلول تشفير ما بعد الكم لحماية بياناتنا في المستقبل. - التكنولوجيا في أيدي المخترقين:
القلق الأكبر هو من السباق التكنولوجي. إذا حصلت الجهات الخبيثة أو المنظمات الإجرامية على حوسبة كمومية متقدمة قبل أن نتمكن من تأمين أنظمتنا بتقنيات تشفير مقاومة للحوسبة الكمومية، فسيؤدي ذلك إلى اختراقات هائلة في الأنظمة المالية وغيرها. - التحديات التنظيمية والتخطيط للمستقبل:
نحن بحاجة إلى الاستعداد لهذه التغيرات الجذرية، ليس فقط من الناحية التقنية، ولكن أيضاً من خلال تحديث السياسات واللوائح التنظيمية للتعامل مع الحوسبة الكمومية. هناك ضرورة ملحة للاستثمار في البحث والتطوير لتطبيق تشفير مقاوم للحوسبة الكمومية، والتأكد من أن جميع الأنظمة المصرفية جاهزة لهذه التحديات.
تخفيف مخاطر الحوسبة الكمومية في مستقبل أمن المعلومات:
- تشفير ما بعد الكم: نحن ندرس بالفعل الانتقال إلى خوارزميات التشفير المقاومة للحوسبة الكمومية. هذه الخوارزميات مصممة لتكون قوية أمام قدرات الحوسبة الكمومية، وهذا يجب أن يكون جزءاً من خططنا المستقبلية لحماية بياناتنا.
- التعاون الدولي: التعاون مع المؤسسات المالية العالمية والهيئات الحكومية لتطوير معايير جديدة للتشفير والتعامل مع الحوسبة الكمومية هو أمر ضروري. يجب أن نكون مستعدين لمواكبة التطورات في هذا المجال.
- البحث والتطوير: نحن نستثمر بشكل كبير في أبحاث الحوسبة الكمومية لضمان أننا على اطلاع دائم بتطوراتها وتطبيقاتها المحتملة في الأمن السيبراني.
ما تأثير المناخ على مستقبل أمن المعلومات؟
بصفتي مسؤولاً عن أمن المعلومات في مؤسسة مصرفية، قد يبدو أن تأثيرات المناخ بعيدة عن نطاق عملي المباشر، ولكن في الواقع، فالتغيرات المناخية لها تأثيرات غير مباشرة وكبيرة على قطاع الأمن السيبراني والقطاع المصرفي ككل. إليك بعض التأثيرات التي قد تكون مهمة:
1. زيادة المخاطر التشغيلية:
يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية، مثل الكوارث الطبيعية (فيضانات، حرائق، أعاصير، وغيرها)، إلى تعطيل البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مراكز البيانات، خطوط الاتصالات، ومحطات الطاقة. يمكن أن يعطل ذلك، عملياتنا المصرفية ويضعف قدرتنا على الوصول إلى البيانات أو تقديم الخدمات عبر الانترنت.
2. الهجرة الرقمية نحو الحلول السحابية:
مع تصاعد الكوارث الطبيعية، قد تلجأ المؤسسات بشكل متزايد إلى البنية التحتية السحابية كوسيلة لحماية بياناتها وخدماتها من التأثيرات المناخية. ومع ذلك، فإن هذا التحول إلى السحابة يعزز الحاجة إلى تحسين الأمن السيبراني، لأن الحلول السحابية تتطلب بروتوكولات أمان قوية لضمان سلامة البيانات.
3. التأثيرات الاقتصادية والمخاطر السيبرانية:
يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى أزمات اقتصادية في مناطق معينة، مما يزيد من الهجمات السيبرانية بسبب انعدام الاستقرار المالي أو الاقتصادي. قد تصبح المؤسسات المصرفية أهدافاً لزيادة الهجمات الإلكترونية مثل الهجمات على سلاسل التوريد أو الهجمات الاحتيالية نتيجة لانعدام الاستقرار.
4. تأثيرات تنظيمية:
مع تزايد التركيز على الاستدامة وتخفيف آثار التغير المناخي، قد تفرض الحكومات والهيئات التنظيمية قوانين جديدة على البنوك تتعلق بالاستثمار في المشاريع البيئية والمستدامة. يتطلب الأمر إدارة دقيقة للمخاطر وتطوير استراتيجيات استثمارية مستدامة، ما يعني توازي ذلك مع ضرورة حماية هذه الاستثمارات من المخاطر السيبرانية.
5. تأثيرات على سلاسل التوريد:
تؤثر التغيرات المناخية أيضاً على سلاسل التوريد العالمية، التي قد تتعرض للتعطل بسبب الكوارث الطبيعية. قد تواجه البنوك التي تعتمد على شركاء خارجيين في تقديم خدمات تقنية أو إدارة البيانات مشكلات إذا كانت البنية التحتية لتلك الشركات تتعرض للتأثيرات المناخية، مما يزيد من المخاطر على استمرارية الأعمال.
6. التهديدات الناشئة من عدم الاستقرار:
قد يؤدي تغير المناخ إلى نزاعات اجتماعية واقتصادية نتيجة ندرة الموارد أو التغيرات في المناخ الزراعي، مما قد يزيد من النشاطات الإجرامية الإلكترونية في هذه المناطق. قد تلجأ الجماعات التي تسعى للاستفادة من عدم الاستقرار إلى الهجمات السيبرانية لزعزعة الاستقرار المالي.
7. الاستدامة في الأمن السيبراني:
تسلط التغيرات المناخية الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات مستدامة في إدارة الأمن السيبراني. يجب على البنوك التفكير في كيفية جعل عملياتها أكثر استدامة بيئياً، سواءاً كان ذلك من خلال تحسين كفاءة الطاقة في مراكز البيانات أو تقليل البصمة الكربونية للعمليات الرقمية.
كلمة أخيرة
في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا والتحولات الجذرية التي يشهدها العالم الرقمي، يواجه القطاع المصرفي تحديات غير مسبوقة تتعلق بأمن المعلومات. ومع ظهور تهديدات سيبرانية متقدمة، وتزايد الاعتماد على الحلول السحابية والخدمات المصرفية الرقمية، أصبحت الحاجة ملحة لتعزيز استراتيجيات الحماية. على الرغم من ذلك، فإن هذه التحديات لا تقتصر فقط على العالم الرقمي، بل تمتد أيضاً لتشمل التأثيرات المناخية التي تؤثر بشكل غير مباشر على البنية التحتية التقنية والمخاطر التشغيلية.