كما يبحث المحب عن صورة من يحب في كل ما يشاهد فإنني أبحث عن أمن المعلومات في تفاصيل أفلام هوليود و المسلسلات التي قد أتابعها. فمن منا لا يعتبر هوليود وجهة رئيسة عندما يتعلق الأمر بالترفيه و المتعة. لكن هذه القاعدة لا تخلو من بعض الاستثناءات. هناك بعض المحاولات التي يقوم بها مخرجون و ممثلون محليون عرب أحياناً إن كان ذلك تقليداً للنمط الهوليودي أو خروجاً عن نصه.
مقابلة مع السيد آدم
تدور أحداث حلقات مسلسل “مقابلة مع السيد آدم-Interview with Mr. Adam” حول جريمة غامضة تؤدي لسلسلة من الجرائم المرتبطة بها بطريقة ما. بطل العمل هو أستاذ جامعي مرموق يدرس مادة التشريح الجنائي. تتصاعد أحداث القصة ليجد ذلك الطبيب نفسه وسط دوامة من الأحداث المعقدة التي تهدده شخصياً و مهنياً.
دراما محلية و أفق هوليودي؟
نعود إلى السيد آدم، الذي يؤدي دوره الفنان غسان مسعود، حيث يكلف بكتابة تقرير طبي شرعي عن جريمة قتل معقدة. لربما كان اسم Interview with Mr. Adam سيطلق على هذا العمل فيما لو قررت هوليود تحويله لفيلم. بجميع الأحوال فبطل العمل كان ضيفاً في فيلم هوليودي واحد على الأقل. و كذلك فبعض تفاصيل العمل شبه هوليودية.
ورطة السيد آدم
يصل أحدهم إلى التقريرالمحفوظ على حاسبه المحمول و يعدل عليه و يطبعه و يسلمه لجهاز الأمن وكأنه هو التقرير الأصيل.
ثم تتصاعد الأحداث، ليتم البناء على التقرير المزيف درامياً بطريقة تقلب الحقائق و تحرف التحقيق عن مساره.
يمكننا ملاحظة أن الدكتور آدم (أستاذ الطب الشرعي) ، لم يقم بوضع كلمة سر لجهاز اللابتوب في مكتبه في البيت.
على خطى هوليود
يستخدم الدكتورآدم جهازه لأغراض العمل. نعلم ذلك من وجود عدد كبير من تقارير الطب الشرعي مخزنة على اللابتوب. فكيف لم يضع كلمة سر ؟ . يبدو لنا ذلك تصرفاً خاطئاً. لكنه لو وضع كلمة سر لما أستطاع أحد التسلل إلى جهازه و بالتالي لما كان هناك ما يمكن البناء عليه درامياً.
إذا التمسنا عذراً للدكتور آدم ، و افترضنا أنه قد وضع كلمة سر، فيبدو لنا أنه شاركها مع ابنه (المحامي) بدافع الثقة، و هذا تصرف خاطئ ايضا. لم ينتهي الأمر هنا، فإن ختم الطبيب موجود في درج المكتب الغير مقفل ، ذلك أتاح لابن الطبيب الوصول إليه و استخدامه في التقرير المعدل (المزيف).
و يبدو أيضاً أنه لم ينصح أحد بطل العمل بتفعيل log الطباعة ، و إلا لكان انتبه لعملية طباعة تمت من حاسبه في غيابه.
بجميع الأحوال، ما يميز مسلسل ” السيد آدم “هو انه عمل درامي عربي خارج النطاق الروتيني للأعمال العربية، لكنني لن أقارنه أبدا بـــ NCIS مثلاً، فهوليود لديها مختصين تقنيين يقللون ظهور هذه الأخطاء في أعمالها، و إن كانوا يغفلون عن بعضها أحياناً كما سنرى في الفقرة التالية.
أمن المعلومات بكاميرا هوليود
هل شاهدتم الفيلم الهوليودي Olympus has fallen؟ نكتشف في هذا الفيلم مثالاً عملياً لمخاطر إدارة حسابات المستخدمين المميزين. نتحدث هنا عن “البطل بانينغ Banning” الذي سينقذ الرئيس الاميركي ،كما فعل كل أبطال هوليود تقريباً. كان هذا البطل الهوليودي قد نقل من قسم حماية الرئيس لمكان آخر خارج البيت الأبيض و لكن للمفارقة فإنه لم تتم مراجعة صلاحيته على الأنظمة الحاسوبية و تعديلها لتتسق مع وظيفته الجديدة. إن حساباته المميزة على الأنظمة المعلوماتية ما تزال فعالة و عالية الصلاحية. و بذلك استطاع حين عاد متسللاً إلى البيت الأبيض بعد احتلاله من “المجرمين” أن يدخل على نظام المراقبة باستخدام اسمه و بصمته ليقوم بتعطيل الكاميرات و تغييرات أخرى نترك تفاصيلها لكم حتى لانفسد متعة هذا الفيلم على محبي هذا النوع من الأفلام.اصلح الله كتاب السيناريو الامريكان، لديهم SANS و اهم خبراء أمن المعلومات و مع ذلك لا يأخذون مشورتهم بسيناريوهات أفلامهم، فلا عتب على بوليود و غيرها.