في عالم اليوم، أصبحت إدارة المخاطر الأمنية و منع التهديدات السيبرانية من الأمور الأساسية للحفاظ على أمن وسلامة أعمالك عبر شبكة الانترنت.
لا يخفى على أحد بأن نشاط وذكاء المهاجمين يزداد يوماً بعد يوم. وقد أصبحت التهديدات الأمنية الجديدة المبتكرة قابلة للتمويه وتجاوز أي حماية مطبقة. ولكن ولحسن الحظ مازال هناك طرق لإيقاف هذه الهجمات. مع ملاحظة أن المشاكل الحديثة تتطلب حلولاً حديثة و تفكيراً خارج الصندوق. منع التهديدات الأمنية المحتملة هو مصطلح عام ولكنه مرتبط بشكل محدد بسياسات الحماية المطبقة من قبل الشركات. إذا كنت ترغب بالتعرف بشكل أكبر على هذا المصطلح “منع التهديدات Threat prevention” وأهميته وكيف يمكن تحقيقه، يدعوك روبودين لقراءة هذا المقال.
ما هو منع التهديدات؟
هذا المصطلح يشير إلى كل الإجراءات والعمليات والسياسات والحلول المستخدمة لحماية شبكة الشركة من مخاطر أمن المعلومات. ومع كل الجهد الذي يتم بذله في هذا الاتجاه إلا أن المهاجمين بدأوا باتباع أساليب تمويه مبتكرة، مثل تغيير الكود البرمجي للبرمجيات الخبيثة المستخدمة في الهجمات لتجاوز الحماية التي تعمل من خلال الكشف المعتمد على التوقيع الرقمي.كما يلجأ مجرمو الانترنت لنشر البرمجيات الخبيثة باستخدام برتوكولات الشبكة الأخرى أو من خلال استغلال نقاط الضعف والثغرات في البرامج وأنظمة التشغيل. ولمواكبة هذه المخاطر الأمنية المتطورة باستمرار أصبح من الضروري استخدام أنظمة وحلول قادرة على التعامل مع هذه المخاطر والتهديدات الجديدة والمبتكرة.
لذلك تتضمن حلول منع التهديدات العديد من أدوات الحماية ومنها الحماية الاستباقية وأنظمة منع الاختراق IPS وأنظمة كشف الاختراق IDS بالإضافة للتقنيات الحماية الأخرى التي تقلل مخاطر التهديدات الأمنية المختلفة.
ما هي أهمية منع التهديدات السيبرانية؟
في عالم البرمجيات الخبيثة التي يتم تطويرها بشكل يومي لا يكفي الاعتماد على طرق الكشف والاستجابة التقليدية للحفاظ على سلامة وحماية البيانات والأنظمة ضمن المؤسسات. تظهر الدراسات الحديثة أرقاماً مثيرة للقلق حول عدد الهجمات التي تستهدف الشركات. بالإضافة لحجم الخسائر المالية الكبيرة التي تتكبدها بسبب هذه الهجمات. وفقاً لدراسة خاصة عن التكلفة السنوية للجرائم المعلوماتية قامت بها شركة Accenture في عام 2019 بالتعاون مع Ponemon Institute فقد تم تسجيل زيادة بنسبة 67% في حوادث انتهاك البيانات على مدار خمس سنوات. بالإضافة إلى ذلك، زاد متوسط تكاليف التخفيف من هذه الأثار بنسبة 72% خلال نفس الفترة. و وفقاً للتقرير فإن 43% من الهجمات الالكترونية تستهدف الشركات الصغيرة مع نسبة 14% فقط من هذه الشركات المستعدة لحماية بياناتها ضد هذه الهجمات.
ووفقاً لتقرير تم نشره في عام 2019 فإن 45% من الشركات الصغيرة والمتوسطة تعتبر أدواتها وسياساتها غير فعالة في مواجهة الهجمات الالكترونية
أنواع منع التهديدات؟
يوجد نوعين رئيسين يجب مراعاتهما في الشركات عندما يتعلق الأمر بتصنيف حلول وسياسات منع التهديدات. لدينا منع التهديدات الخاصة بالشبكة ومنع التهديدات الخاصة بالمستخدم النهائي. ويعتمد هذا الأمر على البنية التحتية المطلوب حمايتها.لنلقي نظرة على كل تصنيف:
الحماية من تهديدات الشبكة:
إن المحيط الالكتروني للشركات عرضة للعديد من التهديدات الأمنية على مستوى الشبكة. و يمكن لهذه التهديدات أن تستهدف بيانات العمل والبرامج لذلك تعد طبقات الحماية التالية مهمة جداً لحماية شبكتك من المهاجمين:
- الجدران النارية التقليدية
- أنظمة منع الاختراق IPS
- أنظمة كشف الاختراق IDS
- تسجيل ومراقبة وتحليل حركة البيانات
تقليل مخاطر المستخدم النهائي:
نظراً للطبيعة المتغيرة لبيئات العمل الحديثة لم تعد الحماية او منع التهديدات الخاصة بالشبكة أمراً كافياً. فقد أصبح من الممكن للموظف الوصول لشبكة العمل من أي مكان في العالم فيما يعرف بالعمل عن بعد. ولهذا السبب يتم الاعتماد على منع التهديدات الخاصة بالمستخدم والتي تتضمن العديد من الإجراءات وهي:
- فلترة حركة البيانات الخاصة ببرتوكول DNS
- حجب صفحات ومواقع ويب معينة
- تطبيق حماية قوية للبريد الالكتروني
- إدارة إمكانية الوصول
- إجراء عمليات التحديث للأنظمة والبرامج بشكل دوري
كيف يتم تطبيق منع التهديدات؟
اذا كنت قد وصلت لهذا الجزء من المقال فمن المؤكد أن لديك فضول عن كيفية تطبيق منع التهديدات لحماية شركتك. يختصر روبودين هذه العملية بخمس خطوات أساسية وهي:
تأمين محيط الشبكة:
قد يكون منع التهديدات الخاصة بالشبكة هو الأسلوب التقليدي ولكنه لا يزال ضروري في وقتنا الحالي.
حماية المستخدم النهائي بعض النظر عن مكان وجوده:
يعتبر هذا الأمر مكمل لحماية الشبكة. ويتم من خلال تطبيق تقنيات مثل فلترة حركة البيانات الخاصة ببرتوكولات مثل DNS, HTTP, HTTPS لتأمين حماية ضد الهجمات المختلفة.
الاستجابة السريعة للحوادث:
في حاول وقع حادث أمني (هجوم الكتروني مثلاُ) فإن سرعة الاستجابة تُعتبر أمراً مهماً . فكلما كانت سرعة الاستجابة أسرع كانت الخسائر أقل. ويمكن لبعض برامج الحماية أو عملية تدريب الموظفين أن يكون لها دور إيجابي في هذه العملية.
في مثل هذه الحالات يجب القيام بقطع اتصال الأنظمة المصابة عن الشبكة وإعطاء الوقت الكافي لفريق الاستجابة للتعامل مع هذه الحادثة.
الحماية الاستباقية:
في يومنا الحالي يجب أن تكون الحماية استباقية وليست رد فعل للاستجابة للحوادث فقط. ويتم ذلك من خلال تطبيق إجراءات الحماية الخاصة بالشبكة وتدريب الموظفين والعديد من الإجراءات الأخرى.
تطبيق اكثر من طبقة حماية:
مع التطور المستمر للتهديدات وظهور أنواع جديدة منها بشكل يومي لن تكون طبقة حماية واحدة قادرة على مواجهة هذه التهديدات. وبالتالي يجب التأكد من تطبيق أكثر من طبقة حماية بالإضافة لإدارة عملية إصلاح الثغرات وإدارة عمليات الوصول وإجراءات الحماية الأخرى,
منع التهديدات هو أمر مهم جداً في الأمن السيبراني فهو وسيلة فعالة تسمح ببناء طبقات متعددة من الحماية الاستباقية لمواجهة التطور المستمر للتهديدات وتقنيات الهجوم.