مع مرور الذكرى السنوية الثانية لظهور جائحة COVID-19 ، يبدو الأمر كما لو أننا وصلنا إلى ما يمكن اعتباره “الوضع الطبيعي الجديد”. لاستقراء مخاطر العام 2022، قام قادة الأعمال بتقييم بعض أكبر الاضطرابات التي واجهتها مؤسساتهم. كما أنهم يأخذون نتائج ذلك التقييم في الاعتبار في خططهم طويلة الأجل.
في عام 2021 ، بدأ واقع جديد للعديد منا. تحولت المنظمات من وضع الأزمة إلى تخطيط استراتيجيات تكيف طويلة الأجل. أصبح من الواضح أننا وصلنا إلى منعطف تاريخي. إنها نقطة فاصلة تتطلب تتطوراً في سلاسل التوريد ، واستراتيجيات رأس المال البشري والبيانات. وأي منظمة فوتت فرصة التصرف ستتخلف عن الركب.
نتابع مع Dan Zitting في تحليله لنتائج الاستطلاع الذي تم مؤخراً و شمل 450 متخصصاً في المخاطر ، من الشركات الأمريكية المدرجة، حول المخاطر الكبرى التي حددوها لعام 2022. يهدف هذا الاستطلاع لتمكين قادة الأعمال من القيام بتحديد أهم التغييرات وأهم عوامل الخطر في الوضع الطبيعي الجديد وتحديد استراتيجيات للتخفيف منها.
بينما يحدد الاستطلاع مجالات المخاطر ، فإن الجانب الإيجابي المهم هو أننا شهدنا ارتفاعاً
تركزت الأولويات حول مواضيع مثل التنوع والمخاطر السيبرانية وتغير المناخ. وصل النقاش حول هذه النقاط في مجالس الإدارة و فرق المدراء التنفيذيين إلى مستويات حادة. في الوقت نفسه ، تواجه المؤسسات ضغطاً كبيراً ، مدفوعةً بالمستثمرين والهيئات التنظيمية والمنافسين.
مع كل خطر هناك فرصة إضافية لصناع القرار لبناء المرونة في مؤسساتهم. و كذلك إنها فرصة لتطبيق ممارسات حوكمة أقوى وتسهيل القيادة الموجهة نحو الهدف.
الأمن السيبراني في عالم العمل المختلط من بين عوامل الخطر الأعلى لعام 2022
احتلت التكنولوجيا والمخاطر الإلكترونية المتعلقة بالعمل عن بُعد المرتبة الثانية من بين اتجاهات المخاطر الخمسة الأولى التي تم تحديدها في ذلك الاستطلاع. ويبدو أن العديد من الشركات لديها من التجارب والمعاناة ما يعطي مصداقية لذلك الترتيب.
سجلت أكثر من 70٪ من الشركات التي شملها الاستطلاع ، التي أبلغت عن حدوث اختراق إلكتروني ، عن خسائر مالية بسبب تلك الانتهاكات. كان العديد منها سببه مخاطر الأمن السيبراني التي نشأت من نموذج العمل من المنزلwork from home. بالنظر فقط إلى هذه الشركات الأمريكية البالغ عددها 450 شركة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية ، كشف الاستطلاع أن 396 مليون دولار قد ضاعت بسبب انتهاكات الأمن السيبراني.
ولكن إذا كان لهذه الزيادة في الخروقات السيبرانية جانب إيجابي ، فهو تسليط الضوء الشديد على مخاطر تكنولوجيا المعلومات على مدار العامين الماضيين. ويتم الآن منح مدراء تقنية المعلومات الفرصة لبناء تفويض أقوى لإدارة مخاطر تكنولوجيا المعلومات من الإدارة التنفيذية ومجلس الإدارة.
في أعقاب ذلك ، نتوقع أن نرى برامج إدارة مخاطر تكنولوجيا المعلومات عالية المستوى التي تستفيد من التكنولوجيا السحابية لتحديد التهديدات الحرجة وتخفيفها قبل أن تتتصبح أمراً واقعاً. و كذلك منع الثغرات التي يمكن من خلالها التحكم في البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات. إضافة لتعزيز امتثال إدارات تكنولوجيا المعلومات لمعايير الأمن العالمية.
عوامل الخطر الرئيسية الأخرى في عام 2022 وكيفية مواجهة التحدي
على الرغم من أن الأمن السيبراني والعمل عن بُعد قد هيمن على عناوين الأخبار على مدار السنوات الماضية ، إلا أنهما بالتأكيد ليسا المخاطر الوحيدة التي تواجهها الشركات في الوقت الحالي.
بناءً على بيانات المسح التي يستند لها هذا المقال، تشمل عوامل الخطر الأخرى المدرجة ضمن العوامل الخمسة الأكثر خطورة:
- قضايا رأس المال البشري مثل إدارة المواهب والتوظيف والاحتفاظ بها
- التغييرات في البيئة القانونية و التنظيمية التي تعمل المؤسسة ضمن نطاقها.
- قضايا الاضطراب في سلاسل التوريد.
- عدم وجود تنوع داخل مجلس الإدارة وفريق الإدارة وخطر التفكير الجماعي groupthink الذي يضعف الإبداع و الابتكار.
- مع مواجهة المؤسسات للضغوط من جميع الاتجاهات فإنه هناك ضرورة ملحة لتطوير الأساليب التقليدية للمخاطر. من المهم أن تكون رؤية المخاطر واقعية و قابلة للتطبيق. كما أنها تسجيب بذات الوقت لاحتياجات النمو المستمر في قضايا المخاطر والامتثال.
ينبغي وضع معلومات المخاطر عبر المؤسسة تحت سقف واحد لإدارة المخاطر بشكل استراتيجي عابر للتقسيمات الإدارية. من الضروري اتباع نهج متكامل لإدارة المخاطر. يسمح هذا النهج بتشبيك تكنولوجيا المعلومات مع التدقيق و مسؤولي استمرارية الأعمال و كذلك إدارة الامتثال في الشركة. يوفر هذا للقيادة رؤية شاملة للمخاطر عبر الشركة. كما يناغم جهود فرق تكنولوجيا المعلومات وأصحاب المصلحة الداخليين الآخرين في دعم قدرة منظمات الأعمال على تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تضعها نصب أعينها.