في عصرنا الرقمي الحالي، تزايدت أهمية وظيفة رئيس قسم أمن المعلومات (CISO) للمؤسسات التي تهدف إلى حماية أصولها من التهديدات السيبرانية. ومع ذلك، لا تستطيع كل مؤسسة تحمل تكاليف توظيف CISO بدوام كامل، مما أدى إلى ظهور دور رئيس مسؤول أمن المعلومات الافتراضي (vCISO). يرسم روبودين في هذا المقال خارطة الأيام الأولى لــ vCISO عند البدأ مع عميل جديد.
أهمية دور الـ vCISO
يوفر vCISO للمؤسسات خبرة قائد أمني متمرس دون الالتزام بوظيفة بدوام كامل. تعتبر هذه الوظيفة مفيدة بشكل خاص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي قد تفتقر إلى الموارد لتوظيف CISO بدوام كامل. يتم تكليف مسؤول أمن المعلومات الافتراضي (vCISO) بتطوير وتنفيذ استراتيجيات الأمان، وضمان الامتثال للوائح، وتعزيز ثقافة الوعي بالأمن داخل المؤسسات.
مسؤول أمن المعلومات الافتراضي – الخطوات الأولى
تعتبر الأيام الأولى من بدء تعاقد الـ vCISO هامة لوضع أساس قوي لاستراتيجية الأمن السيبراني للمؤسسة (الزبون). خلال هذه الفترة، يجب على vCISO إجراء تقييمات شاملة، والتفاعل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، وتطوير استراتيجية لمعالجة المخاطر الفورية. يمكن أن تؤثر فعالية هذه الأيام بشكل كبير على النجاح طويل الأمد لبرنامج الأمن السيبراني.
وضع حجر الأساس – الانطباعات الأولى
خلال اليوم الأول، يجب على مسؤول أمن المعلومات الافتراضي (vCISO) التركيز على بناء علاقات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك الإدارة التنفيذية، ورئيس تكنولوجيا المعلومات (CIO)، وأعضاء فريق الأمن السيبراني. يعد فهم توقعاتهم وتأسيس قنوات اتصال فعالة أمراً ضرورياً لمواءمة استراتيجيات الأمن مع أهداف المؤسسة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على vCISO مراجعة السياسات والإجراءات الحالية للاستجابة للحوادث والخطط لفهم الوضع الأمني الحالي. يتضمن ذلك مراجعة تقارير التدقيق الأمني الأخيرة والوثائق المتعلقة بالامتثال لتحديد أي فجوات أو مخاوف يجب معالجتها بشكل فوري.
الأيام 2-5: تطوير خارطة طريق
بنهاية الأسبوع الأول، يجب على vCISO إجراء تقييم شامل لمشهد الأمن السيبراني. يتضمن ذلك اجتماعات معمقة مع مختلف الأقسام لجمع المعلومات حول الأصول الهامة، والمشاريع الجارية، والمخاوف الأمنية. يعد التعاون مع فرق تكنولوجيا المعلومات، والقانونية، والامتثال، وإدارة المخاطر أمراً هاماً لفهم وجهات نظرهم ومتطلباتهم. كما يجب على vCISO بدء تقييم شامل للمخاطر لتحديد التهديدات المحتملة والثغرات داخل بنية تكنولوجيا المعلومات في المؤسسة. قد تشمل هذه العملية إجراء مسح للثغرات، واختبارات الاختراق، ومراجعة الحوادث الأمنية السابقة لفهم المشهد الحالي للتهديدات. سيساعد تحديد أولويات هذه المخاطر بناءاً على تأثيرها المحتمل واحتمالية حدوثها في إنشاء سجل للمخاطر الذي سيعمل كأساس للنشاطات الأمنية المستقبلية.
ترتيب الأولويات
بعد إنجاز ما سبق، يجب أن يتحول التركيز إلى تطوير خارطة طريق استراتيجية للأمن السيبراني. يجب أن توضح هذه الخارطة الأهداف القصيرة والطويلة الأجل، مع معالجة المخاطر الأكثر أهمية التي تم تحديدها خلال التقييم. يجب على vCISO اقتراح خطوات قابلة للتنفيذ وتوصية بتقنيات وسياسات وإجراءات محددة لتعزيز وضع الأمن. يعد العمل سوية مع الإدارة التنفيذية لتقديم هذه الخارطة وتنقيحها أمراً جوهرياً للحصول على دعمهم وموافقتهم.
ومن هذه النقطة يبدأ الـ vCISO البدء في تنفيذ الإجراءات ذات الأولوية العالية من خارطة الطريق الاستراتيجية. تعطي هذه الانطلاقة دفعة هامة لموقف الأمن السيبراني وخصوصاً إذا ترافقت مع تغييرات مثل تحديث البرمجيات ، وتعزيز أمن نقاط النهاية، أو تنفيذ ضوابط وصول أقوى.
المرحلة الثانية – العمل بفعالية
خلال الأسبوع الثاني، يجب على vCISO التركيز على تواصل فعال مع المؤسسة وضمان ترجمة الأساسيات الأولية بشكل فعال إلى خطوات قابلة للتنفيذ. تعتبر هذه الفترة حاسمة لتنفيذ خارطة الطريق الاستراتيجية للأمن السيبراني التي تم تطويرها سابقاً. وبالتالي، يجب على vCISO إعطاء الأولوية للمبادرات الرئيسية، مثل تعزيز أمن الشبكة، وإنشاء ضوابط وصول قوية، وتعزيز تدابير حماية البيانات. يعد التعاون مع فرق تكنولوجيا المعلومات والأمن أمراً أساسياً لضمان تنفيذ هذه التدابير بسلاسة وفعالية.
بالإضافة لما سبق، يجب على vCISO وضع أساس لجلسات تدريبية وبرامج توعية لتثقيف الموظفين حول أفضل الممارسات في الأمن السيبراني. يعد تعزيز ثقافة الأمن أمراً جوهرياً للنجاح على المدى الطويل، حيث يلعب الموظفون دوراً حاسماً في تحديد التهديدات المحتملة والتخفيف منها.
يعد إعداد آليات المراقبة المستمرة والاستجابة للحوادث هاماً للكشف عن التهديدات وإدارتها بشكل استباقي. للحفاظ على الاتساق والحصول على الدعم للمبادرات، يجب عقد اجتماعات منتظمة مع المدراء التنفيذيين وأصحاب المصلحة وتقديم تحديثات حول التقدم، ومناقشة التحديات، وتنقيح الاستراتيجيات،
قياس نجاح مسؤول أمن المعلومات الافتراضي
لتقييم جدوى التعاقد مع مسؤول أمن المعلومات الافتراضي (vCISO)، يجب على المؤسسات وضع مؤشرات أداء رئيسية (KPIs) تقيس التقدم والنجاح. قد تشمل هذه المؤشرات:
- تقليل الثغرات: تتبع عدد الثغرات المحددة والوقت المستغرق لإصلاحها.
- وقت الاستجابة للحوادث: قياس الوقت المستغرق للاستجابة لحوادث الأمان وحلها.
- مشاركة تدريب الموظفين: مراقبة نسبة الموظفين المشاركين في برامج تدريب الأمن السيبراني.
- مؤشرات الامتثال: تقييم امتثال المؤسسة للوائح والمعايير ذات الصلة.
من خلال قياس هذه المؤشرات، يمكن تحديد ما إذا كان vCISO يعزز بشكل وضعهم الأمني بشكل ملموس ويحقق تقدماً نحو الأهداف طويلة الأجل.
كلمة أخيرة
تعتبر الأيام الأولى من بدء تعاقد مسؤول أمن المعلومات الافتراضي (vCISO) جوهرية لوضع الأساس لاستراتيجية الأمن السيبراني الناجحة. من خلال إجراء تقييمات شاملة، والتفاعل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، وتطوير خارطة طريق استراتيجية، يمكن لـ vCISO قيادة المؤسسة نحو وضع أمني قوي بشكل فعال. ومع ذلك، إذا فشل vCISO في أداء الأنشطة اللازمة خلال هذه الفترة الأولية، فقد يشير ذلك إلى عدم توافق مع احتياجات المؤسسة وأهدافها. في مثل هذه الحالات، قد تحتاج المؤسسات إلى إعادة تقييم فكرة التعاقد مع الـ vCISO أو النظر في مرشحين بديلين لضمان إدارة برنامج الأمن السيبراني بشكل أفضل.