في ظل المشهد المتطور بسرعة في مجال الأمن السيبراني، يواجه رؤساء أمن المعلومات (CISOs) تحديات كبرى و منها إدارة مخاطر سيل من الثغرات الأمنية لضمان أمن مؤسساتهم. غالباً ما تؤدي الطرق التقليدية في إدارة الثغرات الأمنية إلى إغراق فرق الأمن بإشعارات قد تشغلهم عن التهديدات الأكثر خطورة. وبالتالي، فإن دمج الذكاء الاصطناعي (AI) يساعد في ترتيب أولوية الثغرات مما يُحدث ثورة في كيفية تعامل رؤساء أمن المعلومات مع هذه المهمة. يشارك معكم روبودين هذه المقالة التي تشرح كيفية استخدام قادة أمن المعلومات لوكلاء الذكاء الاصطناعي لتعزيز إدارة الثغرات الأمنية وموقف الأمن السيبراني في مؤسساتهم.
تسونامي الثغرات الأمنية
يصل فريق أمن المعلومات آلاف التنبيهات. بينما يشير بعضها إلى ثغرات حرجة، فإن العديد منها مكرر أو إيجابيات كاذبة (false positive) أو ببساطة غير ذات صلة بسياق المؤسسة المحدد. يمكن أن يؤدي هذا الحجم الهائل من التنبيهات إلى إهدار الموارد. وبالتالي، يقضي محللو الأمن وقتاً طويلاً في فرز التنبيهات بدلاً من معالجة التهديدات الحقيقية مما يؤدي إلى تأخيرات في الاستجابة بحيث تظل الثغرات الحرجة غير معالجة لفترة أطول من اللازم، مما يزيد من خطر الاستغلال. كما يمكن لسيل التنبيهات المستمرة أن يؤدي إلى إرهاق فرق الأمن. لمكافحة هذه القضايا، يتبنى رؤساء أمن المعلومات الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي تبسط عملية إدارة الثغرات الأمنية بطرق متعددة نستعرض معكم بعضها.
إدارة الثغرات الأمنية – مشكلة التكرار
يعد التكرار واحدة من أكبر مسببات عدم الكفاءة في إدارة الثغرات حيث تصل النتائج المكررة عبر أدوات الأمان المختلفة. تعالج تقنية إزالة التكرار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي هذه المشكلة من خلال تصفية التكرارات. تحدد خوارزميات الذكاء الاصطناعي تلقائياً وتزيل الثغرات المكررة، مما يسمح للفرق بالتركيز على الثغرات الفريدة فقط. وبالتالي، من خلال تقليل عدد التنبيهات، يمكن للفرق الاستجابة بشكل أسرع للتهديدات الحقيقية. كما تعمل الخوارزميات التي تتعلم باستمرار على تحسين طرق إزالة التكرار، مما يضمن تقديم النتائج ذات الصلة فقط. لا يوفر هذا النهج الوقت فحسب، بل يعزز أيضاً الكفاءة العامة لعمليات الأمان.
تقييم المخاطر المعتمد على السياق
غالباً ما تفشل أنظمة تقييم الثغرات التقليدية، مثل نظام تقييم الثغرات الشائع (CVSS)، في أخذ السياق المحدد للمؤسسة في الاعتبار. يوفر تقييم المخاطر المعتمد على الذكاء الاصطناعي نهجاً أكثر دقة من خلال التقييمات الديناميكية بأن يعدل الذكاء الاصطناعي درجات الثغرات في الوقت الحقيقي بناءاً على اتجاهات الاستغلال وأهمية الأصول. كما يضمن الذكاء الاصطناعي الأولوية المعتمدة على الأعمال عبر النظر في عوامل مثل قيمة الأصول والأهمية التشغيلية و معالجة الثغرات الأمنية التي تؤثر على الأنظمة الحرجة أولاً. وإضافة لقيام الذكاء الاصطناعي بتقييم الثغرات، فإنه يتنبأ أيضًا بالثغرات التي من المحتمل أن يتم استغلالها قريباً، مما يسمح لقادة أمن المعلومات باتخاذ تدابير استباقية وإعطاء الأولوية للثغرات التي تشكل أكبر خطر على مؤسساتهم.
التحليلات التنبؤية للثغرات عالية المخاطر
تعد قدرات الذكاء الاصطناعي التنبؤية نقطة تحول في إدارة الثغرات. من خلال تحليل الأنماط من الهجمات السابقة، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد التهديدات المحتملة عندما تقيم خوارزميات التعلم الآلي البيانات التاريخية للتنبؤ بالثغرات التي من المحتمل أن تكون مستهدفة في المستقبل القريب. كما يقيم الذكاء الاصطناعي اتجاهات الهجمات عبر مصادر متعددة، ويعمل على تحديد الثغرات التي تتسق مع الحملات والهجمات النشطة. وبذلك، من خلال التركيز على التهديدات المتوقعة، يمكن لفرق الأمن معالجة الثغرات قبل استغلالها مما يسمح للمؤسسات بتحقيق السبق على المهاجمين وتقليل تعرضها للمخاطر بشكل كبير.
وكلاء الذكاء الاصطناعي – إدارة الثغرات الأمنية
يستخدم رؤساء أمن المعلومات بشكل متزايد وكلاء الذكاء الاصطناعي لإدارة الثغرات خلال دورة حياتها. يوفر الوكلاء رؤية شاملة للمخاطر من خلال أتمتة المهام لتنفيذ مهام معقدة عبر الكشف والتصنيف والتصحيح، مما يقلل من عبء العمل اليدوي على فرق الأمن. ومن خلال التكامل مع أدوات الأمن، يسهل وكلاء الذكاء الاصطناعي العمليات من الاكتشاف إلى التحقق فالإصلاح. ومع إمكانية عمل وكلاء الذكاء الاصطناعي المتعددين سوية يتوفر قدرة أكبر لمراقبة الأصول والمستخدمين. يعزز هذه التنسيق لوكلاء الذكاء الاصطناعي فعالية جهود إدارة الثغرات.
أتمتة سير العمل للتسريع في التصحيح
بمجرد تحديد الثغرات، يكون التحدي التالي هو ضمان تصحيحها بسرعة. يمكن لإدارة سير العمل المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أتمتة هذه العملية من خلال إنشاء التذاكر تلقائياً في أنظمة مثل Jira أو ServiceNow بناءً على أولوية المخاطر. كما يتم إسناد الثغرات إلى الفرق المناسبة، مما يضمن معالجتها من قبل الخبراء المناسبين. و يتتبع الذكاء الاصطناعي جهود التصحيح لضمان إكمالها ضمن الجداول الزمنية المتفق عليها، مع تصعيد أي تأخيرات حسب الحاجة. ومن خلال أتمتة هذه العمليات، يمكن للمؤسسات تسريع التصحيح بشكل كبير.
المراقبة المستمرة والتكيف
يتغير مشهد الأمن السيبراني باستمرار، وكذلك التهديدات التي تواجهها المؤسسات. يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على المراقبة المستمرة والتكيف من خلال دمج المعطيات من مصادر التهديد الحية لتحسين تقييمات الثغرات والتنبؤات، إضافة للتعلم المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي من التهديدات الناشئة، مما يحسن دقتها وفعاليتها في إدارة الثغرات الأمنية مع مرور الوقت. يمنح ذلك المؤسسات ميزة تعديل استراتيجيات إدارة الثغرات الخاصة بها بناءاً على رؤى في الوقت الحقيقي، مما يعزز مرونتها في مواجهة التهديدات المتطورة.
كلمة أخيرة
مع استمرار زيادة حجم وتعقيد الثغرات، يجب على رؤساء أمن المعلومات اعتماد حلول مبتكرة لإدارة هذه المخاطر بشكل فعال. يقدم ترتيب أولوية الثغرات باستخدام الذكاء الاصطناعي نهجاً يقلل من إرهاق التنبيهات و يعزز دقة وكفاءة عمليات إدارة الثغرات. من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي للقضاء على التكرار، وتوفير تقييمات مخاطر معتمدة على السياق، والتنبؤ بالتهديدات المستقبلية، وأتمتة سير العمل، يمكن لرؤساء أمن المعلومات توجيه جهودهم نحو الثغرات الأمنية الأكثر إلحاحاً، لتعزيز موقف أمان مؤسساتهم و تبني ثقافة استباقية لإدارة المخاطر ترفع مستوى مرونة المؤسسة تجاه التهديدات السيبرانية.