تتسارع التغييرات في مشهد التهديد السيبراني مما يزيد من صعوبة منع الهجمات الضارة على أنظمة تكنولوجيا المعلومات . وبالنتيجة تتراكم نقاط الضعف الأمنية مع اتساع سطح الهجوم. لذلك يتفق قادة أمن المعلومات على أن اختبارات الاختراق تمثل ضرورة لتحليل دفاعات المؤسسة. لكن هذه الاختبارات لا يمكنها سوى تقديم لمحة مجتزأة عن هذه الدفاعات. تبقى تلك اللمحة محصورة بنطاق و توقيت الاختبار، وبالتالي لا يمكن الحصول على تقييم أمني كلي. من هنا أتت أهمية اختبار الاختراق المستمر (CPT).
والمقصود بالـCPT محاكاة الهجمات استباقياً وفي الوقت الفعلي على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.يمكن بذلك تحديد نقاط الضعف ومعالجتها قبل أن تستغلها أي جهة ضارة. وبشكل عام، يستغرق إعداد اختبارات الاختراق من أسابيع إلى أشهر. قد يمثل ذلك فترة كافية لظهور ثغرات أمنية جديدة وخصوصاً أن هذه الثغرات تنبت كالفطر في الفضاء السيبراني. لكن اختبار الاختراق المستمر يحل هذه المشكلة. بدلاً من إجراء اختباري اختراق pentest سنوياً للإيفاء بالحد الأدنى من متطلبات الامتثال، يمكن للشركات تنفيذ (CPT) لنقاط الضعف في أنظمة وتطبيقات المؤسسة.
اختبار الاختراق المستمر Continuous Penetration Testing
تجمع خدمة اختبار الاختراق المستمر بين الطبيعة الدقيقة لاختبار الاختراق اليدوي وبين قوة الذكاء الاصطناعي. يساعد هذا المزيج المثالي في تلبية متطلبات اختبار الأمان. وهنا من الضروري التنويه أن كلمة “مستمر” في هذا النوع من الاختبارات لا تعني أن هناك تقييماً مستمراً كل ساعة أو حتى يومياً. إن مثل هذا النمط من الاختبار لن يكون عملياً أو فعالاً أو منطقياً من حيث التكلفة. لكن يعمل الاختبار المستمر على تعزيز استخدام أدوات مراقبة الأمن الآلية جنباً إلى جنب مع اختبارات الاختراق المجدولة لتعزيز الموقف الأمني. كذلك، يمكن جدولة الاختبارات خلال الأوقات التي تكون فيها المخدمات أقل انشغالاً، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة الإجمالية للاختبار.
يتضمن اختبار الاختراق المستمر تقييمات منتظمة لنقاط الضعف ومراقبة مستمرة لأصول البرامج. إن الفضاء الإلكتروني دائم التطور كما يتكيف المهاجمون مع هذه الديناميكية عبر تطوير طرق استغلال نقاط الضعف الجديدة. ولذلك، يجب إجراء تقييمات منتظمة تتسق مع التغيرات في الشبكة أو مشهد التهديد. يمكن لهذا النوع من الاختبار محاكاة ظروف أكثر واقعية تشبه العالم الحقيقي. وبالتالي، يساعد اختبار الاختراق المستمر في التعرف على الثغرات الأمنية الجديدة حال ظهورها وقبل أن تبدأ الجهات الضارة في استغلالها لخلق المشاكل.
على عكس اختبار الاختراق التقليدي، والذي يتم إجراؤه عادةً على أساس دوري، يتخذ CPT نهجاً أكثر استباقية. يتمثل ذلك بالمراقبة المستمرة لنقاط الضعف الجديدة واختبارها فور اكتشافها. ويساعد ذلك على ضمان أن يكون الوضع الأمني للمؤسسة محدثاً دائماً ومحمياً ضد التهديدات المستجدة.
فوائد اختبار الاختراق المستمر (CPT)
تقليل مخاطر خروقات البيانات: إن المشهد السيبراني سريع التغير. مما يعني أنه من الأفضل أن تكون على دراية بأحدث اتجاهات الهجمات والمهاجمين وأن تكون محمياً منها. من خلال تحديد نقاط الضعف ومعالجتها بمجرد اكتشافها، يساعد اختبار الاختراق المستمر (CPT) على تقليل مخاطر خروقات البيانات.
تحسين الامتثال: تتعرض المؤسسات لضغوط للالتزام بعدد لا يحصى من قواعد الامتثال المتعلقة بأمن المعلومات. وعادةً ما يكون إجراء اختبار الاختراق ضرورياً كجزء من تلك القواعد. يمكن لـ CPT مساعدة المؤسسات على الامتثال للوائح وسياسات الأمان الداخلي من خلال ضمان أن أنظمتها وتطبيقاتها آمنة دائماً.
تحسين الوضع الأمني: تراقب CPT نقاط الضعف الجديدة بشكل مستمر. والتالي يوفر للمؤسسات نهجاً استباقياً فيما يتعلق بالأمن. كما يجمع الاختبار المستمر بين مزايا أدوات الأمن المؤتمتة مع توفير التفاصيل الدقيقة ومستوى التخصيص الذي يوفره اختبار الاختراق اليدوي.
خفض التكاليف: تساعد CPT في تقليل التكاليف المرتبطة بالحوادث الأمنية من خلال تحديد نقاط الضعف ومعالجتها قبل استغلالها. إن معالجة المشكلات الأمنية باستمرار تعني أنه يمكن تقليل الوقت الذي يتم قضاؤه في العمل غير المخطط له مما يحسن الكفاءة والفعالية ويقلل النفقات.
مراحل اختبار الاختراق المستمر
الاكتشاف: تتضمن المرحلة الأولى من CPT تحديد أصول المنظمة وفهم نقاط ضعفها. ويتم ذلك عادةً عن طريق جمع البيانات من مصادر مختلفة، مثل أدوات فحص الثغرات الأمنية، وسجلات حركة مرور الشبكة، وقواعد بيانات إدارة التكوين.
الاستغلال: تتضمن المرحلة الثانية من CPT محاولة استغلال نقاط الضعف التي تم تحديدها. ويتم ذلك باستخدام الأدوات الآلية وتقنيات اختبار الاختراق.
إعداد التقارير: تتضمن المرحلة النهائية من CPT الإبلاغ عن نتائج الاختبار. وينبغي أن يتضمن هذا التقرير تحليلاً مفصلاً لنقاط الضعف التي تم العثور عليها، بالإضافة إلى توصيات لإصلاحها. كما يوفر رؤى ونتائج على مستوى مجلس الإدارة تساعد على قيادة المبادرات والبقاء في حدود الميزانية وتقليل المخاطر من أجل ضمان استمرارية الأعمال.
أدوات لاختبار الاختراق المستمر
هناك عدد من الأدوات التي يمكن استخدامها لـ CPT. ويمكن تصنيف هذه الأدوات إلى ثلاث فئات رئيسية:
أدوات فحص الثغرات الأمنية: تعمل هذه الأدوات على أتمتة عملية تحديد الثغرات الأمنية في الأنظمة والتطبيقات.
أطر اختبار الاختراق: توفر هذه الأطر نهجاً منظماً لاختبار الاختراق، بما في ذلك أدوات لتقييم نقاط الضعف والاستغلال وإعداد التقارير.
أنظمة المعلومات الأمنية وإدارة الأحداث (SIEM): تقوم هذه الأنظمة بجمع وتحليل البيانات الأمنية من مصادر مختلفة، والتي يمكن استخدامها لتحديد الثغرات الأمنية وتتبعها.
اختبار الاختراق المستمر مقابل اختبار الاختراق التقليدي
يختلف اختبار الاختراق المستمر عن اختبار الاختراق التقليدي بعدة طرق:
التكرار: يتم إجراء CPT بشكل مستمر، في حين يتم إجراء اختبار الاختراق التقليدي عادةً على أساس دوري.
النطاق: يمكن لـ CPT أن يغطي نطاقاً أوسع من الأصول ونقاط الضعف مقارنة باختبارات الاختراق التقليدية.
الأتمتة: غالباً ما يستخدم CPT أدوات آلية، في حين أن اختبار الاختراق التقليدي قد يكون يدوياً أكثر.
تنفيذ اختبار الاختراق المستمر
يتطلب تنفيذ CPT عددًا من الخطوات، بما في ذلك:
تطوير سياسة أمنية: يجب أن تحدد هذه السياسة نهج المنظمة تجاه CPT، بما في ذلك تكرار الاختبار ونطاق الاختبار والأدوات التي سيتم استخدامها.
اختيار البائع (المزود): هناك عدد من البائعين الذين يقدمون حلول CPT. يجب على المنظمة اختيار المنتج الذي يتمتع بالخبرة والخبرة اللازمة لتلبية احتياجاتها المحددة.
تدريب الموظفين: ينبغي تدريب موظفي الأمن على عملية CPT والأدوات التي سيتم استخدامها.
المراقبة وإعداد التقارير: من المهم مراقبة نتائج CPT بشكل مستمر وتقديم تقرير عن النتائج إلى الإدارة العليا.
من مختبر روبودين – RidgeBot من شركة Ridge Security
يعمل روبودين على ربط المفاهيم النظرية بالتجربة العملية و لذلك راجع روبودين نظام اختبار الاختراق الأمني المستمر من ridgesecurity ، على أن يعمل لاحقاً على مراجعة منتجات أخرى لشركات مختلفة. يجمع RidgeBot بين تقنيات القرصنة الأخلاقية، وخوارزميات اتخاذ القرار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، لتحديد الثغرات ومن ثم يحاول استغلالها مما يساعد في تحديد أولويات مخاطر العمل داخل المؤسسة. هناك ثلاث ميزات رئيسية تميزه عن أساليب المسح أو اختبار الاختراق الأخرى.
- يعتبر بمثابة اختبار أمني مؤتمت بالكامل ومستمر، على عكس الاختبار الدوري التقليدي الذي ينفذه مختبرو الاختراق عادة.
- يساعد نهج المعالجة التكراري في الكشف عن مخاطر قد تكون غير مرئية لأدوات أو تقنيات أخرى.
- من خلال التركيز على عمليات الاستغلال التي تم التحقق منها ستأتي التقارير خالية من false positive مما يوفر وقت فريق الأمن السيبراني.
RidgeBot – تجربة عملية
يمكن تثبيت RidgeBot بسهولة وسرعة ضمن شبكة المؤسسة إما كجهاز appliance أو كجهاز افتراضي. ومن ثم يمكن البدء بإجراء أول اختبار اختراق مؤتمت بالكامل عبر استهدف عنوان IP محدد أو مجالاً من عناوين IP أو نطاقاً Domain بعينه و يعود للمعنيين إما البدء فوراً بتنفيذ هذا الاختبار أو جدولته ليبدأ في تاريخ ووقت معين. يتكون كل اختبار اختراق من عدد من المراحل المترابطة منطقياً بدءاً من اكتشاف الأصول والتعرف عليها لفهم سطح الهجوم و رسم مخطط للهجمات.
التنقيب في نقاط الضعف عبر البحث أكثر في تلك النقاط ومسح الثغرات الأمنية.
وبذلك، وعند التحقق من نقاط الضعف المكتشفة يستمر RidgeBot في اختبارها عبر محاكاة هجمات خارجية قد تنفذ عبر الانترنت وهجمات داخلية. وعلى عكس تقرير اختبار الاختراق التقليدي، يوفر RidgeBot تقارير تقييم قائمة على مخاطر الأعمال مع إعطاء الأولوية بوضوح لنقاط الضعف المستغلة وكذلك معلومات عن المخاطر الحرجة التي تحتاج لمعالجة فورية.
كما يقدم للمدراء التنفيذيين نظرة عامة مختصرة على مخاطر الثغرات الأمنية على أعمال المؤسسة كما يمكن استخدام محتوى التقرير للإيفاء بمتطلبات الامتثال. وتساعد هذه التقارير مطوري البرامج على تعزيز أمن برامجهم وإجراء اختبارات حقيقية قبل إطلاق تلك البرامج ووضعها في الاستخدام الفعلي.
ومن جانب آخر، يساعد RidgeBot في ردم الفجوة بين متطلبات السوق و بين المهارات التخصصية المتوفرة في مجال الأمن السيبراني عبر تقليل الضغط على فريق الأمن في المؤسسات و توفير الوقت الذي يخصصه عادة لاختبارات الاختراق اليدوية التي تتطلب جهد بشري كبير مما يتيح لهم إعادة استخدام تلك الموارد في البحث و التطوير وفهم التقنيات الجديدة لتحسين الموقف الأمني.
خاتمة
أصبحت السلامة السيبرانية للشركات ذات أهمية متزايدة مع تزايد عدد الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يعملون عن بعد. تواجه جميع مؤسسات الأعمال تقريباً، بغض النظر عن حجمها، مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني بسبب النمو المستمر في الجرائم السيبرانية. كما يتسارع التحول الرقمي بشكل يضع قادة أمن المعلومات تحت ضغط شديد. تكتشف أدوات اختبار الاختراق المستمر CPT الثغرات القابلة للاستغلال بشكل أسرع من الاختراق التقليدي مما يتيح إجراء اختبار لتطبيقات الويب والهاتف المحمول والشبكات وواجهات برمجة التطبيقات (APIs) والأصول السحابية.
يعد اختبار الاختراق المستمر أداة قيمة للمؤسسات الجادة في حماية وضعها الأمني. ومن خلال اختبار نقاط الضعف بشكل منتظم واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها، يمكن للمؤسسات تقليل مخاطر اختراق البيانات والحوادث الأمنية الأخرى.