العمل في الأمن السيبراني – ليس كل ما يلمع ذهباً

بغض النظر عن مجال أو حجم عملك، من المهم امتلاك برنامج أمن معلومات عالي الجودة.مع تزايد الجرائم الإلكترونية بمعدلات مثيرة للقلق كل عام، يزيد الطلب على مهارات الأمن السيبراني. لذلك تسعى الحكومات والمؤسسات لسد الفجوة المتزايدة في المهارات، لذلك، يمثل العمل في الأمن السيبراني حلماً للكثيرين. لكن بغض النظر عن الراتب الجيد أو البيئة أو المزايا التي قد تحصل عليها ، فهناك بعض الأشياء التي يجب مراعاتها. ليس الغرض من هذا المقال إخافتك أو إخبارك بأن الأمن السيبراني ليس نوع الوظيفة التي تناسبك، لكن الهدف من هذا المقال توضيح السمات التي يختص بها هذا النوع من الوظائف.

المرونة والعمل في الأمن السيبراني

في بعض وظائف الأمن السيبراني، قد يكون لديك جدول زمني مرن، مما يعني أنك ربما تحتاج إلى تغيير جدول عملك من وقت لآخر، مثل كل شهر أو كل ثلاثة أشهر حسب دورك. يحدث هذا أكثر في التخصصات المرتبطة بالـ SOC مثلاً. تنطوي هذه الأدوار التي على مسؤوليات عالية على مستوى أنظمة المراقبة والتأكد من أمن الأصول المعلوماتية. في بعض الأحيان ستجد وظائف تتطلب منك قبول تغيير جدولك الزمني بسبب ذلك، وفي بعض الأحيان ستعمل بدوام كامل في الصباح أو الليل أو في الصباح الباكر، اعتماداً على ما يختاره لك مسؤول التوظيف أو رئيسك في العمل، ربما بعد فترة من الوقت، ستحتاج إلى تكيف نمط حياتك وفق جدول المناوبة. لا يعني ما سبق أنك ستعمل طوال اليوم، بل ستعمل فقط عدد الساعات المطلوبة مثل أي موظف، ولكن بجداول زمنية مختلفة.

العمل على مدار الساعة

تتطلب وظائف الأمن السيبراني (وليس كل الوظائف) نشاطاً مستمراً في المراقبة، وتتم مداورة وظائف SOC بين جميع أفراد الفريق. وحتى في عطلة نهاية الأسبوع. ولا يعني أنك ستعمل كل يوم إلى الأبد. لكن ربما تتطلب منك وظيفتك العمل في عطلات نهاية الأسبوع، وبجميع الأحوال، حتى إذا كنت تعمل في عطلات نهاية الأسبوع، فسيكون لديك يوم أو يومين استراحة أسبوعياً بالاتفاق مع إدارتك. على سبيل المثال، يمكنك العمل بدوام كامل من الاثنين إلى الجمعة، مما يعني يعني أن أيام الاستراحة الخاصة بك ستكون السبت والأحد. ربما يتغير هذا الجدول من وقت لآخر تبعاً لعدد أعضاء الفريق وضغط العمل.

الغرق في بحر المعرفة

تتطلب العديد من وظائف الأمن السيبراني الرغبة في التعلم الذاتي وأن تكون نشيطاً باستمرار، لا يعني أنك ستحتاج إلى القيام بمهام متعددة. لكنك قد تعمل على مشاريع مختلفة بشكل متزامن، وليس مشروعاً واحداً فقط. من هذه المشاريع حماية الأصول المعلوماتية، والعمل مع SIEM ، و اختبار تقنيات أمنية جديدة، وكل ذلك يعتمد على أهمية وأولوية كل مشروع بما تحدده الشركة. عادة ما تتم جدولة تلك المشاريع مسبقاً وبشكل يسمح لك بإدارة وقتك وجهدك في العمل على كل مشروع. لكن، في بعض الأحيان، يمكنك التركيز كدوام كامل على أحد المشاريع وترك وقت أصغر للآخرين، بناءاً على الأهمية ومنظور رئيسك في العمل.

المهارات الناعمة والعمل في الأمن السيبراني

في بعض الأحيان، تعتبر المبادرة والذكاء العاطفي من المهارات المرنة المطلوبة للغاية في مجال الأمن السيبراني، وهي تساعد في قبولك للوظيفة نفسها. ربما لا يتم ذكر ذلك في الإعلان عن تلك المناصب الوظيفية، ولا يعد ميزة إضافية تحتاج إليها الحصول على الوظيفة، وفي بعض الأحيان لا يذكر القائمون على التوظيف هذه الأمور. هناك مقدار عالي من الضغط والمسؤولية في الأمن السيبراني ، وهو جزء من الوظيفة نفسها، وهذا لا يعني أن وظائف الأمن السيبراني سيئة، بل إنها مرهقة في بعض الأحيان، و صعبة.

تحديات يومية

تتضمن وظائف الأمن السيبراني الكثير من التحديات. كل شركة تدير برنامجها للأمن السيبراني من خلال أفضل المحللين والمهندسين العاملين في المجال، وهذا ليس فقط بسبب مهاراتهم التقنية ولكن أيضاً لقدرتهم على التغلب على التحديات وحتى إذا كنت لا تعرف كيفية الاستمرار، فأنت بحاجة إلى أن تكون لديك مبادرة للمضي قدماً وإيجاد طرق مبتكرة لحل المشاكل مثلاً. حافظ على هدوئك عندما يكون لديك العديد من المشاريع أو المهام، لأنك إذا لم تفعل ذلك بهدوء، فلن تتصرف بشكل صحيح وسوف تفسد كل شيء.

كلمة أخيرة – الوظيفة المثالية

من المؤكد أن هناك الكثير من المحترفين في مجال الأمن السيبراني، وليس هناك وظيفة مثالية طوال الوقت. عندما يعمل برنامج الأمن السيبراني ​​في مؤسسة ما بشكل جيد، تقضي فرق الأمن معظم وقتها في مراقبته وصيانته، وقد يكون هذا العمل متكرراً ومملاً. من ناحية أخرى، عندما تكون هناك مشاكل، تصبح الأمور مرهقة بسرعة. كما أن الوتيرة السريعة للتغيير في الأمن السيبراني تتطلب البقاء متقدمين على مجرمي الانترنت عبر البحث المستمر عن أدوات حماية جديدة والبقاء على اطلاع دائم بالاتجاهات والموضوعات الأهم في هذا المجال، وقد يكون ذلك مرهقاً لشخص يفتقر إلى الرغبة في التعلم. وعلى التوازي، فالافتقار إلى الموارد والقيادة تمثل أكثر الإحباطات شيوعاً بالنسبة لفرق الأمن السيبراني.

.