يتغير مجال الأمن السيبراني باستمرار. و تتابع منظمات الأعمال مواجهة تحديات متعددة الأوجه لحماية أصولها وبنيتها الأساسية الرقمية. أظهر تقرير جديد ممول من شركة آبل، زيادة بنسبة 20% في خروقات البيانات في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 مقارنة بالعام السابق بأكمله. ومع ميل الناس، أكثر فأكثر، لإدارة حياتهم عبر الانترنت ، يتم جمع المزيد من البيانات الشخصية. يجذب ذلك مجرمي الانترنت لتنفيذ هجماتهم و زيادة الخروقات. ومن أخطرها هجمات برامج الفدية، والتي زادت في الحجم والتعقيد والضرر. حتى أن مثل هذه الهجمات في الولايات المتحدة استهدفت شبكات الكهرباء. إنها ليست سوى أمثلة قليلة من الهجمات الشاملة التي تظهر الحاجة الواضحة للشركات لإعادة النظر في استراتيجياتها الخاصة بالأمن السيبراني والاستعداد للتكتيكات المتطورة للجهات الفاعلة في التهديد.
تطور التهديدات السيبرانية
يستمر مشهد التهديد السيبراني في التطور جنباً إلى جنب مع التقدم التكنولوجي، مما يجعل من الصعب بشكل متزايد على المنظمات حماية نفسها بشكل فعال من التهديدات السيبرانية. يستفيد مجرمو الانترنت من الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) لشن هجمات أكثر تعقيداً. وهذا يتطلب تطوير استراتيجيات الدفاع بنفس الوتيرة، باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتعزيز قدرات الكشف عن التهديدات والاستجابة لها.
سلسلة التوريد – الدور الحاسم لـ SBOMs
تظل هجمات سلسلة التوريد ناقل هجوم جذاب للجهات الفاعلة المهددة. من خلال اختراق البائعين، يصبح من السهل على المهاجمين التسلل إلى العديد من المنظمات في وقت واحد، كما أثبت -مثلاً- ثغرة MOVEit. للاستعداد لمثل هذه الهجمات، يجب على المنظمات تنفيذ ممارسات صارمة لإدارة مخاطر البائعين، وإجراء عمليات تدقيق أمنية بانتظام، وتحليل سلامة جميع البرامج المستخدمة. توفر فاتورة المواد البرمجية (SBOMs) جرداً تفصيلياً لمكونات البرامج، والتي يمكن أن تساعد المؤسسات في تحديد نقاط الضعف والتبعيات داخل سلسلة التوريد الخاصة بها.
الأمن السيبراني – توسع انترنت الأشياء
نتج عن أجهزة انترنت الأشياء (IoT) اتجاهات هجومية جديدة أدت لتوسيع سطح الهجوم. وبالتالي، فالمطلوب امتلاك المؤسسة معرفة لأصول انترنت الأشياء لديها، لتعزيز موقف الأمن السيبراني وللمساعدة في ضمان سلامة الأنظمة”. ويعد هذا الجرد أمراً أساسياً لتأمين شبكات وأجهزة انترنت الأشياء بشكل فعال والمساعدة في منع الوصول غير المصرح به والانتهاكات المحتملة في هذا العالم المترابط.
نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)
يؤدي الارتفاع والتطور السريع لنماذج تعلم اللغة (LLMs) إلى إنشاء طريق جديدة للكشف عن التهديدات، وتقديم منهجيات جديدة لتحديد التهديدات السيبرانية والاستجابة لها بسرعة. وبالتوازي مع ذلك، من المهم تقييم (LLMs) وغيرها من التقنيات المبتكرة بعناية والتأكد من دمجها بشكل فعال في البنية التحتية الأمنية الحالية.
الخطأ البشري
على الرغم من التطور في التكنولوجيا، يظل البشر عامل خطر كبير. بمراجعة إحصائيات حوادث خرق البيانات في العام 2023، تبين أن البشر مسؤولين عن 74% منها تقريباً. وبالتالي، مع أن التكنولوجيا ضرورية ويجب استخدامها للحماية من الهجمات، إلا أن برامج التوعية الأمنية تظل ضرورة أيضاً. إن تثقيف الموظفين حول أحدث التهديدات، وتعليمهم كيفية تحديد محاولات التصيد، والتصرف بمسؤولية عبر الانترنت يمكن أن يساعدهم في العمل وفي حياتهم الشخصية.
بناء الأمن السيبراني
يعمل الأشخاص والعمليات والتكنولوجيا معاً على مساعدتك في بناء استراتيجية أكثر قوة للأمن السيبراني.
الأشخاص
الأشخاص هم الركيزة الأولى لهذه الاستراتيجية. ولدعم ذلك، يجب أن تتضمن برامج التوعية الأمنية محاكاة للهجمات الإلكترونية وعمليات التصيد الاحتيالي. وهذا يوفر للموظفين خبرة مباشرة في تحديد المخاطر المحتملة وإحباطها والتخفيف منها. تساهم اختبارات الاختراق المنتظمة وتقييمات نقاط الضعف والتدريب الأمني الشخصي في زيادة أنظمة الدفاع في المؤسسة
العمليات في الأمن السيبراني
تحدد العمليات كيفية إدارة المنظمة للمخاطر والتخفيف منها عبر اعتماد سياسات متسقة لكل من أمن تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا التشغيل (OT) ويتطلب ذلك فهماً أعمق لأدوات الأمان لضمان استخدامها بشكل فعال. ومع تزايد مشاركة الهيئات الناظمة في مراقبة العمليات، يتعين على العمليات أن تتضمن مراجعة الامتثال للوائح ذات الصلة. ومع احتياج فرق القيادة ومجالس الإدارة إلى المزيد من الخبرة في مجال الأمن السيبراني، تساعد العمليات في زيادة نضج الأمن السيبراني وفعاليته.
التكنولوجيا
تلعب التقنيات المتقدمة دوراً حاسماً في التعرف السريع على التهديدات المحتملة وتحييدها. من خلال الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يمكن للمنظمات تمييز الأنماط والقيم الغير طبيعية ، والمخاطر المحتملة بشكل أسرع في الوقت الفعلي، مما يسمح بالتخفيف الاستباقي للتهديدات. يجب على منظمات الأعمال أن تبقى على اطلاع دائم بالتكتيكات والدفاعات المتطورة للتخفيف من المخاطر بشكل فعال.
تدابير الأمن السيبراني
تظل تدابير الأمن السيبراني التقليدية، مثل جدران الحماية وأنظمة اكتشاف التسلل ، بالغة الأهمية في استراتيجيات الدفاع المحيطي. تتطور هذه التقنيات لتوفير حلول أكثر تطوراً وتكاملاً. توفر جدران الحماية المتقدمة رؤى أعمق لحركة مرور الشبكة، مما يتيح الكشف عن الأنشطة الضارة والوقاية منها بشكل أكثر فعالية. وبالمثل، يمكن لأنظمة اكتشاف التسلل
تحديد أنماط الهجوم المعقدة باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
الكشف الاستباقي عن التهديدات
يعد الكشف الاستباقي عن التهديدات أحد المكونات الرئيسية لاستراتيجيات الدفاع المحيطي. فبدلاً من الاستجابة
للتهديدات بعد ظهورها، يهدف الكشف الاستباقي عن التهديدات إلى التنبؤ بالهجمات ومنعها قبل وقوعها. ومن خلال الاستفادة من التحليلات التنبؤية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل الأنماط والتباين الذي قد يشير إلى هجمات وشيكة، يمكن للمؤسسات الاستجابة بشكل استباقي للحد من احتمالية حدوث الخروقات الأمنية وتداعياتها.
كلمة أخيرة
مع تزايد رقمنة المجتمع، يجب على المؤسسات الاستثمار في الأمن السيبراني من أجل تحقيق النجاح واستدامته. يتم ذلك عبر الانتقال من الدفاع إلى تبني استراتيجية متطورة للبقاء في طليعة التهديدات والتحديات الجديدة. يمكن أن يساعد تدريب الموظفين، والكشف الآلي عن التهديدات، والسياسات المتسقة لأمن تكنولوجيا المعلومات على بناء نظام للأمن السيبراني
يستجيب للتقنيات ولوائح الالتزام المتغيرة.