في العام الماضي تعرض ما يقارب ثلثي الشركات في جميع أنحاء العالم لشكل واحد على الأقل من الهجمات السيبرانية. يمكننا ملاحظة أن الهجمات زادت تقريباً بمقدار النصف عن العام السابق 2020.
يدفعنا ذلك للاعتقاد بأن الإدارات يجب أن تفهم و تقارب مخاطر الأمن السيبراني بأنها مخاطر على مستوى المؤسسة ككل و ليس على مستوى تكنولوجيا المعلومات فقط.
وفقاً لـ ANTONIA DIN فإن الاحصائيات عن الهجمات السيبرانية لا تبدو مطمئنة. لكن لحسن الحظ فقد أصبح لدى أصحاب الأعمال الآن الوسائل لمحاربة الجهات الخبيثة التي تستهدف شركاتهم. وتهدد سرية بيانات زبائنهم و استمرارية أعمالهم.
الانترنت و الهجمات السيبرانية
في عصرنا الرقمي، تعتمد الشركات بغض النظر عن قطاعها وحجمها على الإنترنت وأدواته العديدة. بينما يجد القراصنة في اتصال المؤسسات بالانترنت فرصة ذهبية للعثور على ثغرات في أنظمة تلك المؤسسات للوصول إلى البيانات الهامة. هذا ما يجعل من الانترنت مساحة واسعة للاختلاف بين من يراها نعمة و من يراها نقمة. الحقيقة أنها كلا التوصيفين معا. يحمل الاعتماد على الانترنت مخاطر و فوائد على التوازي. لكن لا يجب أن نهمل حقيقة أن كون المتسللين أكثر وأكثر مهارة في وظائفهم تهديدًا كبيرًا للمؤسسات من جميع الأحجام.
أسباب أهمية الأمن السيبراني لشركتك
من أجل فهم سبب أهمية الأمن السيبراني للشركات بشكل أفضل ، سننظر للأمر بصورة معاكسة و نسأل عن أثار فشل منظومة الأمن السيبراني في حماية الشركات و بالتالي وقوعها ضحية لهجمات سيبرانية ناجحة.
الأثر المالي للهجمات السيبرانية
غالبًا ما تخسر الشركات التي تتعرض لهجمات إلكترونية الكثير من الأموال في شكل مدفوعات فدية أو ضرر في السمعة أدى لانخفاض في سعر سهم الشركة أو انخفاض في المبيعات.
هناك أيضًا تكلفة التحقيق في الهجوم والتي تتطلب الكثير من العمل الذي يجب القيام به بعناية. وفي معظم الأحيان ، تقوم الشركة الضحية بتوظيف شركة استشارية متخصصة في هذا النوع من المهام. إذا كان هناك اشتباه بارتكاب جريمة معلوماتية، يجب على فريق متخصص تحليل الأدلة.
على سبيل المثال، أنفقت شركة سوني ملايين الدورات على تكاليف التحقيق ومعالجة أثار القرصنة الانتقامية التي تعرضت لها و المتعلقة بفيلم The Interview.
كذلك فإن هناك كلفة مالية مرتبطة بالدفاع القانوني. فإذا تعرضت للاختراق أمني بسبب فشل في أنظمتك الأمنية فقد يقاضيك العملاء باعتبار ذلك الفشل سبباً في تسريب معلوماتهم الخاصة. ضع باعتبارك أن التقاضي هو عملية مرهقة و مكلفة و قد تستنزف موارد المؤسسة المترنحة أساساً بسبب الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها.
الدخل المفقود بسبب هجمات الحرمان من الخدمة
يهدف هجوم رفض الخدمة (DoS) إلى تعطيل الأنظمة و الحواسب، مما يجعل الوصول إليه غير ممكن للمستخدمين. يتم تحديد الأثر المالي لهذه الهجمات من خلال مدى أهمية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات للأعمال بالنسبة لعملياتها ومقدار الإيرادات التي يخسرونها في فترة زمنية معينة.
بسيط كالماء، قاتل كالرصاص
تترك الهجمات السيبرانية ندوباً قاسية على سمعة الشركة الضحية. فالسمعة التي تجهد الشركات سنوات طويلة لبنائها يمكن أن تنهار بلحظة ينجح فيها هجوم سيبراني بتسريب معلومات سرية خاصة بالشركة.
يؤثر ذلك بشكل كبير على الطريقة التي يرى بها الناس الشركة. فحتى أشد العملاء ولاءاً و إخلاصاً لعلامة تجارية أو شركة لعقود من الزمن سوف يبدأون التحرك بعيداً عن الشركة باتجاه منافسيها إذا شعروا أن معلوماتهم أو خصوصيتهم مهددة. بمعايير اليوم، إذا فشلت الشركة في حماية بيانات عملائها ، فسوف تخسر ثقة الجميع. معادلة بسيطة و لكنها كافية لتقتل سمعة الشركة بطلقة واحدة.
التأمين ضد الهجمات السيبرانية
من وجهة نظر استراتيجية، فإنه من المهم امتلاك منظمة الأعمال لبوليصة تأمين ضد المخاطر السيبرانية. أو أي بوليصة تأمين عامة تغطي بعض أنواع االحوادث السيبرانية على الأقل. على الرغم من أهمية الحصول على تأمين سيبراني فإن المهم أكثر هو مدى فعالية هذه البوليصة عند وقوع الحدث.
لا أحد مستثنى من الهجمات
نعلم جميعًا أن الأمان عبر الإنترنت في الوقت الحاضر لا يقل أهمية عن الأمان الشخصي والمنزلي. ولكن عندما يتعلق الأمر بإدارة شركة بنجاح في العصر الرقمي ، فإن المخاوف تكون أكثر خطورة من تعرض حساب الوسائط الاجتماعية الخاص بك للخطر أو اكتشاف فيروس على جهاز الكمبيوتر الخاص بك.
لسوء الحظ ، غالبًا ما تكون العواقب وخيمة حيث يمكن سرقة المعلومات الشخصية للموظفين و العملاء واستخدامها لأغراض ضارة.
أيضاً، لنتذكر أن الهجمات السيبرانية لا تستهدف دائماً مؤسسات معروفة ذات ملاءة مالية كبيرة فقط و لكن يمكن أن تؤثر الهجمات أيضاً على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. فهي لا تستثني أحداً.
الأن، بعد هذه الصورة المأساوية. ماذا هناك للقيام به؟ هل نوقف أعمالنا و نطفئ حواسبنا و نعود لزمن الورق. جواب الخبراء هو لا. استمر بأعمالك و لكن قم بذلك بصورة صحيحة تسمح لك بالتأكد من كون شركتك محمية إما بأدواتها الذاتية أو بواسطة مزود خدمة أمن سيبراني ذو كفاءة و سمعة جيدة.
ما هو المتوقع من مزود جيد لخدمات الأمن السيبراني
عندما تتعاقد مع مزود جيد لخدمات الأمن السيبراني أو عندما ينجح برنامجك الخاص المصمم لهذا الهدف فيجب أن يحقق لك ذلك دفاعاً صلباً ضد برامج التجسس والفيروسات وأحصنة طروادة والتهديدات الإلكترونية الأخرى بكل أشكالها و في الوقت الحقيقي. و سيعود ذلك على شركتك بالنفع عبر زيادة ولاء العملاء وثقتهم ، حيث يمكنك ذلك أن تُظهر لعملائك أنك تأخذ الأمن السيبراني على محمل الجد.
و على عكس ما يعتقده بعض أصحاب الأعمال، فإن الاستثمار في الأمن السيبراني ليس مضيعة للمال و الوقت و لكنه يسمح للموظفين بالعمل بأمان ويحمي المعلومات الحساسة كما يقلل من وقت التوقف عن العمل ويحسن الإنتاجية. أي أنه باختصار يوفر المال و يزيد فعالية و كفاءة الأعمال.
إن الحفاظ على استجابة سريعة للحوادث الأمنية و الانتباه للتحديثات و التأكد من معرفة و فهم البنية التقنية للمؤسسة سيوفر حماية صلبة ضد طيف واسع من الهجمات و يوفر نظاماً أمنياً متداخلاً و متعدد الطبقات مما يمنح الموظفين والعملاء إحساساً حقيقياً بالأمان.
الآن بعد أن أسهبنا في شرح الدور الحاسم الذي يلعبه الأمن السيبراني في عملك ، دعنا نرى مدى أهمية توعية و تدريب الموظفين على مهارات الأمن السيبراني.
توعية و تدريب الموظفين على الأمن السيبراني
لا يمكن للموظف الدفاع ضد خطر لا يعرفه. هنا تأتي أهمية تثقيف الموظفين بشأن الأمن السيبراني. فكيف يُتوقع منهم تجنب تهديد أمني أو الإبلاغ عنه أو إزالته إذا لم يستيطعوا التعرف عليه؟
يجب أن يعرف الموظفون كيفية تحديد تهديد محتمل وطريقة الإبلاغ عندما يشعرون أن شيئاً ما ليس على ما يرام.
يركز النوع الأساسي من تدريب الأمن السيبراني على زيادة وعي الموظف بالمخاطر المحتملة. يجب أن يتضمن تدريبك موضوعات تتعلق بما يلي:
- الأشكال المختلفة من أشهر تهديدات الأمن السيبراني مثل البريد العشوائي والتصيد والبرامج الضارة وبرامج الفدية والهندسة الاجتماعية
- أهمية أمان كلمة المرور
- سياسات البريد الإلكتروني والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي
- حماية بيانات الشركة
- كيفية التعرف على تهديدات الأمن السيبراني والإبلاغ عنه.
وأخيراً، فإنه مع زيادة استخدام التكنولوجيا المتقدمة ، تصبح المؤسسات وعملائها أكثر عرضة للجرائم الإلكترونية مثل القرصنة أو التصيد الاحتيالي أو الاحتيال. لذلك هناك العديد من الأسباب المهمة التي اتسعرضنا بعضها لجعل الأمن السيبراني أمراً حيوياً للشركات كخط دفاع تجاه الهجمات السيبرانية بأغلب أشكالها.