في العام 1978 أنتج المبدع السوري الراحل مصطفى العقاد الفيلم الأول في سلسلة الأفلام “هالوين Halloween”. كان هذا الفيلم بداية مجموعة من أفلام الرعب المرتبطة بالمناسبة التي تصادف 31- تشرين الأول. ولذلك يعتقد روبودين أنه ربما هي ليست مصادفة أن يكون تشرين الأول شهر التوعية بالأمن السيبراني خصوصاً أن منسوب الخوف المرتبط بالمخاطر السيبرانية لا يقل عن الخوف المرتبط بهالوين كما رسخته هوليود في ذاكرتنا.
منذ العام 2004 و بجهود التحالف الوطني للأمن السيبراني في الولايات المتحدة بالتعاون مع جهات محلية و دولية داعمة تم اعتبار هذا الشهر من كل عام مناسبة عالمية لرفع مستوى الوعي حول أهمية الأمن السيبراني. تكتسب هذه الفكرة احتراماً و دعماً أكبر مع استمرار تقدم التكنولوجيا الذي رافقه زيادة في التهديدات والمخاطر المرتبطة بالأنشطة التي يديرها مجرمو الانترنت لاستغلال نقاط الضعف و امتلاك الوصول غير المصرح به إلى المعلومات الحساسة. في هذه المقالة، سوف نتحدث عن أهمية شهر التوعية بالأمن السيبراني، ونستكشف الدور الهام للتعليم في مجال الأمن السيبراني، ونناقش التهديدات والمخاطر ، ونسلط الضوء على أفضل الممارسات لتعزيز الأمن عبر الانترنت، وندرس تعزيز الوعي بالأمن السيبراني في مكان العمل.
أهمية شهر التوعية بالأمن السيبراني
في عصرنا الحالي، نعتمد على التكنولوجيا في كل شيء تقريباً، بدءاً من التسوق عبر الانترنت وحتى التواصل مع الأصدقاء. ولكن هذه الراحة تأتي مصحوبة بالمخاطر. يتربص مجرمو الانترنت بكل مستخدم و ينتظرون أي خطأ منه. إنهم على استعداد لاستغلال أي نقاط ضعف يمكنهم العثور عليها. ولهذا السبب من المهم نشر الوعي حول الأمن السيبراني. ومن خلال الوعي بالمخاطر، يمكننا اتخاذ خطوات لحماية أنفسنا وتقليل فرص أن نصبح الضحية التالية للهجوم السيبراني.
المعرفة قوة. لذلك لنفكر في الوعي بالأمن السيبراني كقوة كبرى. من الممتع امتلاك القدرة على اكتشاف رسائل البريد الإلكتروني الضارة، واكتشاف مواقع الويب المزيفة، وتجنب الوقوع في عمليات الاحتيال. ومن خلال هذه المعرفة، يمكننا السير في عالم الانترنت بثقة وتجنب مصائد مجرمي الانترنت التي يمكن أن تعرض معلوماتنا الحساسة للخطر. لذا، لنعتبر شهر تشرين الأول مناسبة لرفع مستوى الحذر و الذكاء و الفطنة للبقاء آمنين قدر الإمكان في عالم الانترنت.
الأمن السيبراني – امتلاك درع في حرب قاسية
يقولون إن التعلم هو مفتاح النجاح. وبالتالي، فالأمر نفسه ينطبق على الأمن السيبراني. يعتبر تعلم الأمن السيبراني سلاحاً يد الأفراد والمنظمات يزودهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للدفاع ضد التهديدات السيبرانية. بما أنه لا يمكن ثني مجرمي الانترنت عن ممارسة نشاطهم الضار فإن التعلم بهذا المعنى يشبه الدرع الذي يصد هؤلاء المتسللين و يردعهم. كذلك، من خلال تثقيف أنفسنا حول الأمن السيبراني، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل المخاطر ونقاط الضعف الموجودة في العالم الرقمي. نتمكننا هذه الجهود من امتلاك رؤية حول أحدث تقنيات الهجوم وتعلم كيفية التعرف على التهديدات المحتملة والرد عليها.
لا يقتصر تعليم الأمن السيبراني على حماية أنفسنا فحسب بل تمتد فوائده لتشمل حماية أسس عالمنا الرقمي بأكمله. عندما يكون الأفراد والمنظمات مدربين جيداً ، فإنهم يصبحون حائط صد منيع بمواجهة الهجمات السيبرانية. يعني ذلك بالضرورة عدداً أقل من الانتهاكات الناجحة، وأضراراً شخصية ومالية أقل، وبيئة أكثر أماناً على الانترنت للجميع. بالنسبة للأفراد، فإن تعلم الأمن السيبراني يعني امتلاك الأدوات اللازمة لتأمين معلوماتهم الشخصية، وتجنب عمليات الاحتيال، وحماية سمعتهم عبر الانترنت مما يمنع -مثلاً- سرقة هويتهم ويبقي بياناتهم الحساسة بعيدة عن أعين المتطفلين.
أما بالنسبة للمؤسسات، فامتلاك المعرفة الأمنية يعتبر بمثابة تغيير جذري في قواعد اللعبة. فهو يساعدهم على تحصين المؤسسة عبر تدريب الموظفين على تحديد التهديدات المحتملة والإبلاغ عنها. سيقلل هذا السلوك من مخاطر اختراق البيانات والخسائر المالية، ويحافظ على سير الأعمال بسلاسة. يمكنك عبر تدريب الموظفين امتلاك جيش كامل من المدافعين السيبرانيين الذين يحمون الأصول الرقمية للمؤسسة.
التهديدات والمخاطر الشائعة للأمن السيبراني
التهديدات السيبرانية تعتبر بمثابة الكوابيس لعالم الأعمال. تخيل أن استقرار أعمالك يهددها متسللون و جهات ضارة لا تعرف الحدود و لا تعترف بالجغرافيا و لكنها تهاجم أي كان دون رحمة و تستغل كل خطأ مهما بدا صغيراً و تعتاش على تعطيل مصالح الآخرين و إيقاع الضرر بأعمالهم. لكل ما سبق، علينا أن نكون على دراية بالتهديدات والمخاطر الأكثر شيوعاً الكامنة في الفضاء السيبراني.
تأتي التهديدات السيبرانية بأشكال وأحجام عديدة، بدءاً من البرامج الضارة وهجمات التصيد الاحتيالي وحتى الهندسة الاجتماعية. يمكن لهذه الأساليب المخادعة أن تنطلي على البعض فتسرق معلوماتهم الشخصية، أو تصيب أجهزتهم ببرامج ضارة، أو تسيطر على حياتهم الرقمية. لذلك علينا أن نبقى متقدمين بخطوة حتى لا نكون الضحية التالية لمجرم سيبراني ما.
أفضل الممارسات في شهر التوعية بالأمن السيبراني
إنشاء كلمات مرور قوية و فريدة من نوعها
لقد ولت الأيام التي كان فيها “password123” كلمة سر. حان الوقت لرفع مستوى لعبة كلمة المرور الخاصة بنا. إن إنشاء كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها يشبه بناء جدار متين حول حساباتك على الانترنت. من المهم استخدام مزيج من الأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام والأحرف الخاصة، كذلك تجنب استخدام المعلومات الشخصية التي يسهل تخمينها. ويرجى عدم إعادة استخدام نفس كلمة المرور لجميع حساباتك.
تطبيق المصادقة الثنائية حيثما أمكن ذلك
تشبه المصادقة الثنائية، أو 2FA، إضافة طبقة إضافية من الأمان إلى حساباتك عبر الانترنت. إنه مثل وجود حارس عند الباب، يسأل عن هويتك قبل منح الوصول لأي أحد. باستخدام المصادقة الثنائية، ستحتاج إلى شيء تعرفه (مثل كلمة المرور الخاصة بك) وشيء لديك (مثل رمز التحقق المرسل إلى هاتفك) لتسجيل الدخول. وهذا يجعل من الصعب على المهاجمين اختراق حساباتك، حتى لو تمكنوا من اختراق كلمة السر خاصتك.
تحديث وتصحيح البرامج
قد تبدو تحديثات البرامج مزعجة أحياناً، ولكنها في الواقع ضرورية لأمنك على الانترنت. غالباً ما تحتوي هذه التحديثات على إصلاحات للأخطاء ونقاط الضعف التي يمكن للمتسللين استغلالها. لذا، لا تتخطى هذه التحديثات – فهي بمثابة الحصانة لأجهزتك الرقمية، حيث تحميها من أحدث الأمراض السيبرانية. حافظ على تحديث برامجك وأجهزتك، وستكون محصناً أكثر من مخاطر الانترنت.
كلمة أخيرة في شهر التوعية بالأمن السيبراني
يساعدكم روبودين بمحتواه التعليمي الممتع و الدقيق على تعزيز أمانكم عبر الانترنت كما يساعدكم على البقاء على اطلاع واتباع أفضل الممارسات الأمنية. يشارككم روبودين أيضاً الاحتفال بهذا الشهر و لكنه يدعوكم لجعل كل شهر شهراً للتوعية بالأمن السيبراني.