يوماً بعد يوم، يزداد المشهد العالمي تعقيداً و تنشئ أزمات وتتصاعد تهديدات جيوسياسية. تلخص هذه المقالة الأحداث الرئيسة من الربع الثالث من عام 2025، مع تسليط الضوء على الحوادث المهمة التي أثرت على الأعمال والمجتمعات في بعض مناطق العالم. أظهر تقرير “توقعات الأمن السيبراني العالمي 2025” أن ثلث الرؤساء التنفيذيين قلقون بشأن التجسس الإلكتروني وفقدان المعلومات الحساسة نتيجةً للصراعات العالمية المستمرة. إضافة لذلك، أثرت التوترات الجيوسياسية على استراتيجية الأمن السيبراني لنحو 60% من المؤسسات. فبينما عدّلت بعض المؤسسات بوالصها التأمينية، غيّرت نسبة كبيرة منها الموردين أو أوقفت أعمالها تماماً في بعض البلدان.
نزاعات وتهديدات جيوسياسية
شهد الربع الثاني من عام 2025 ارتفاعاً ملحوظاً في النزاعات و توترات جيوسياسية. اندلعت سلسلة من النزاعات، بدءاً من تبادل الضربات بين “إسرائيل” وإيران من 13 إلى 24 حزيران، مما أدى إلى تعطيل السفر عبر الشرق الأوسط. في جنوب آسيا، أدت الهجمات في كشمير في 7-أيار إلى تبادل القصف الصاروخي بين الهند وباكستان. في الوقت نفسه، كثفت روسيا ضرباتها بالطائرات المسيرة على أوكرانيا، مع تسجيل أكثر من 4000 ضربة في أيار وحده. أدت هذه النزاعات المتصاعدة إلى تعطيل واسع النطاق للحياة المدنية تأثر قطاع الأعمال، مع إغلاق الأجواء وإعلان حالات الطوارئ مما أدى إلى تحديات تشغيلية كبيرة.
الاضطرابات التشغيلية
- تأثرت الرحلات الجوية بشكل كبير، حيث اضطرت شركات الطيران الكبرى إلى إلغاء أو إعادة توجيه الرحلات.
- أدت حالات الطوارئ في إسرائيل وإيران إلى إغلاق المدارس وإغلاق الأعمال.
- في أوكرانيا، جعل القصف المستمر العمليات الروتينية غير ممكنة، مما أثر بشدة على اللوجستيات والاتصالات.
احتجاجات عالمية
شهد الربع الثاني من عام 2025 أيضاً زيادة حادة في نشاط الاحتجاجات العالمية إضافة لتعقيدات و تهديدات جيوسياسية. في الولايات المتحدة، اندلعت احتجاجات ضد ترحيل المهاجرين في لوس أنجلوس، بينما تجمع الملايين ضد سياسات ترامب خلال عرض عسكري. شهدت أوروبا احتجاجات ضد السياحة، وأعلنت بنما حالة الطوارئ وسط احتجاجات جماهيرية على إصلاحات الضمان الاجتماعي.
التأثير على الأعمال
- واجهت المدن الكبرى اضطرابات بسبب الحشود الكبيرة والاحتجاجات المضادة، مما عقد التنقل و تسليم البريد.
- خلقت المظاهرات غير المصرح بها مخاطر على السلامة، مما دفع بعض الشركات إلى الإغلاق مؤقتاً أو التحول إلى العمليات عن بُعد.
- إحدى انعكاسات التهديدات الجيوسياسية هي الاحتجاجات الشعبية. وهنا تظهر أهمية الوصول إلى معلومات مسبقة حول حجم وتأثير الاحتجاجات عالمياً لضمان استمرارية الأعمال وسلامة الموظفين.
حرائق الغابات في أمريكا الشمالية
تعتبر موسم حرائق الغابات في كندا لعام 2025 من بين الأكثر شدة في التاريخ الحديث، حيث تم حرق أكثر من 3.7 مليون هكتار بحلول منتصف حزيران . أجبرت الحرائق أكثر من 40,000 شخص على الإخلاء وتسببت في أضرار كبيرة للمنازل والبنية التحتية. أدى الدخان الناتج عن هذه الحرائق إلى تدهور جودة الهواء في أمريكا الشمالية، مما دفع إلى إصدار تحذيرات صحية في عدة مدن أمريكية.
الآثار الجانبية
- تأثرت إنتاجية النفط ، مما أثر على حوالي 7% من الإنتاج الوطني الكندي.
- ظهرت مخاوف لدى المزارعين بسبب نقص ضوء الشمس الناتج عن الدخان، مما زاد من المخاوف بشأن انخفاض المحاصيل.
انقطاع كهربائي ضخم يضرب إسبانيا والبرتغال
في 28- نيسان- 2025، ترك انقطاع كهربائي ضخم ما يقرب من 60 مليون شخص بدون كهرباء في إسبانيا والبرتغال. استمر هذا الانقطاع، الذي يعد من بين الأكثر شمولاً في التاريخ الحديث لأوروبا، لمدة تصل إلى 10 ساعات في بعض المناطق، مما أدى إلى توقف وسائل النقل العامة وتعطيل الاتصالات.
اضطراب الأعمال
- عطل الانقطاع الكهربائي أنشطة البيع بالتجزئة والتصنيع والرعاية الصحية والخدمات العامة.
- عانت شبكات النقل من تأخيرات شديدة، مما أدى إلى عزل المسافرين وإعاقة حركة الشحن.
- واجهت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات وأنظمة البنوك، انقطاعات في الخدمة.
الهجمات السيبرانية
وسعت مجموعة القراصنة Scattered Spider هجماتها في الربع الثاني، مستهدفة قطاعات الطيران والنقل، مع تأكيد اختراقات في WestJet و Hawaiian Airlines. تشتهر المجموعة باستغلال فرق الدعم الفني (Helpdesk) والموردين من الأطراف الثالثة، مما أدى إلى اضطرابات تشغيلية كبيرة عبر مختلف الصناعات.
نتائج مباشرة
- تسببت الهجمات السيبرانية في انقطاعات أعمال واسعة النطاق وأضرار سمعة للشركات المتضررة.
- واجهت تجار التجزئة ردود فعل سلبية بسبب ضعف أمان البيانات بعد اختراقات البيانات التي تشمل معلومات شخصية حساسة.
الخاتمة
تمثل هذه المجموعة من أحداث الربع الثالث من عام 2025 عينة من المخاطر التي تؤثر على المؤسسات عبر العالم، وهو أمر لا يستثني عالمنا العربي. من كوارث بيئية إلى تهديدات جيوسياسية وسيبرانية، يجب على الشركات أن تظل يقظة وقابلة للتكيف. إن الوصول إلى معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب أمر حيوي للمؤسسات لحماية موظفيها وأصولها وعملياتها في عالم متقلب بشكل متزايد. من خلال فهم هذه التهديدات وتأثيراتها المحتملة، يمكن للشركات تطوير استراتيجيات مرنة للتنقل في تعقيدات المشهد الحالي.
