كان لفيروس كورونا أثر سلبي على الصحافة الورقية حيث تخوف الناس من كون ورق الصحف ناقلاً للمرض. أدى ذلك لتوقف توزيع النسخ الورقية من الصحف لفترات طويلة. اختفت تلك النسخ منذ عام 2020 و لم تعد حتى الأن في بعض البلدان. لكن صحيفة الغارديان التي واجهت فيروس كورونا و انتصرت تواجه اليوم فيروس من نوع جديد فهل ستنتصر أيضاً؟ نتمنى ذلك.
وفقاً للويكيبيديا فإن صحيفة الغارديان هي صحيفة يومية بريطانية تأسست عام 1821 باسم «The Manchester Guardian»، وغُير اسمها عام 1959. تعتبر صحيفة الغارديان جزءاً من شركة «غارديان ميديا غروب». كشفت الصحيفة الخميس أنها تعرضت لهجوم يعتقد أنه فيروس الفدية . أجبرها ذلك الهجوم على الطلب من موظفيها التحول إلى العمل من المنزل لبقية الأسبوع. يبدو أن الحادث بدأ في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 20-كانون الأول وأثر على “أجزاء من البنية التحتية التكنولوجية للشركة” و “خدمات الموظفين” ، ,وفقاً لمحرر في صحيفة الغارديان.
فيروس الفدية مجدداً
يعتبر فيروس الفدية Ransomware من الاتجاهات الحديثة نسبياً في البرامج الضارة. يصيب المجرمون الأنظمة الضحية ببرامج ضارة. يؤدي ذلك لتشفير الملفات (على سبيل المثال ، المستندات) ويرسل مفتاح التشفير إلى منفذي الهجمة. الذين يطلبون بعد ذلك فدية لمنح المستخدم حق الوصول إلى بياناته مرة أخرى.
تاريخياً، لا تعتبر فكرة البرمجيات الخبيثة التي تستخدم تشفير المفتاح العام للاحتفاظ ببيانات الضحية أمراً جديداً. لكن التقدم التكنولوجي في طرق تسليم البرامج الضارة هو ما جعل من الممكن الوصول إلى أعداد كبيرة من الضحايا. و أدى كذلك إدخال طرق دفع مثل Bitcoin يعتبرها المجرمون أكثر أماناً لتحصيل الفدية من الضحايا.
تمثل هجمات برامج الفدية مصدراً جيداً للربح مقارنة بالجهد بالنسبة لمجرمي الانترنت مقارنة بمخططات الجرائم الإلكترونية الأخرى. لا يتعين على المجرمين إقناع الضحية بالشراء كما هو الحال في هجمات البريد الإلكتروني العشوائي. كما لا يتعين عليهم بذل جهد كبير لإقناع ضحاياهم كما هو الحال في حالة التصيد الاحتيالي. لكن بمجرد تشفير الملفات سيصبح الضحية في موقف تفاوض صعب خصوصاً إذا ترافق ذلك مع غياب نسخ احتياطية للبيانات المشفرة. بالنتيجة، سيجد الضحية نفسه مرغماً على دفع الفدية.
صحيفة الغارديان – المرونة السيبرانية
لا يبدو أن الحادث أثر على نشر الصحيفة عبر الانترنت. رغم أنه لا يبدو حادثاً عابراً إلا أنه مازال تحت السيطرة كما يبدو للمراقبين. و في رسالة من الرئيس التنفيذي للمجموعة مالكة الصحيفة قال: “كما يعلم الجميع ، كان هناك حادث خطير أثر على شبكة تكنولوجيا المعلومات وأنظمتنا خلال الـ 24 ساعة الماضية. نعتقد أن هذا هجوم فدية ولكننا نواصل النظر في جميع الاحتمالات “.
و أضاف “نحن مستمرون في النشر عالمياً على موقعنا الإلكتروني وتطبيقاتنا. وعلى الرغم من تأثر بعض أنظمتنا الداخلية ، فإننا على ثقة من أننا سنكون قادرين على نشر النسخة المطبوعة. تعمل فرق التكنولوجيا لدينا للتعامل مع جميع جوانب هذا الحادث ، مع قدرة الغالبية العظمى من موظفينا على العمل من المنزل كما فعلنا أثناء الوباء “. ليس من الواضح حتى الأن ما إذا كانت أي بيانات حساسة خاصة بالصحيفة قد أصيبت بالهجوم. علماً أن العمل مستمر على تقليل ضرر فيروس الفدية و أثره على عمل الصحيفة ككل.
كلمة أخيرة
بشكل عام، فإن تقليل ضرر فيروس الفدية يبدأ من الأساسيات : تجزئة الشبكة ، والنسخ الاحتياطية ، و تطبيق التصحيحات بشكل منتظم ، و التقييم الدوري لنقاط الضعف.
ومع ذلك ، تحتاج المنظمات أيضاً إلى تبني ثقافة عمل تعزز السلوكيات الأمنية الإيجابية ، والتعامل معها كقيمة أساسية أو عملية نشطة ، وليس مجرد إجراءات سنوية لغرض الامتثال. تلعب توعية الناس دوراً فعالاً في مواجهة فيروس الفدية. هم خط الدفاع الأول والأخير الحاسم. يجب على المنظمات منحهم الأدوات والتدريب للسماح لهم بأن يكونوا فعالين .