يتم استخدام مصطلح هكر Hacker للدلالة على قراصنة الانترنت هو غالباً ما يأتي بمعنى سلبي أو سيء. يُقصد بكلمة هكر وفق اللغة الدارجة هذه الأيام “شخص حصل على وصول غير مشروع لأنظمة الكمبيوتر و غالباً تلاعب بمعلومات تلك الأنظمة”.
صفات قراصنة الانترنت
يناقش كتاب Hacking the Hacker ، الذي يستند إليه روبودين في هذا المقال، بعضاً من الصفات العامة للهكر كما يلي:
1- معظم الهكر ليسوا عباقرة:
لسوء الحظ ، يقع أغلب من يكتب عن قراصنة الانترنت في فخ الرومانسية فيضفي عليهم صفات تشبه روبن هود لكن بلمسة معاصرة. يتم توصيفهم كشخصيات أسطورية يمكنهم تخمين أي كلمة مرور في أقل من دقيقة (على طريقة هوليوود). كذلك يمكنهم اقتحام أي نظام ، و كسر أي خوارزمية تشفير. و وفق هذا التوصيف فهم يعملون في الغالب ليلاً ويشربون كميات من مشروبات الطاقة و يملؤون مساحة العمل ببقايا البطاطس و رماد سجائرهم. في الحقيقة ، لا يجب أن يكون المخترقون عبقريين و لكن يمكنهم تحقيق أهدافهم بالدراسة والعمل الجاد و المثابرة.
2- المدافعون أذكى من المهاجمين:
إذا أجرينا مقارنة فكرية بمفردنا ، فإن المدافعين في المتوسط أذكى من المهاجمين. يجب أن يعرف المدافع كل شيء خبيث
يقوم الهاكر بالإضافة إلى كيفية إيقاف الهجوم. يعمل المدافعون طوال الوقت بشكل استباقي لإغلاق أي ثغرات قد ينفذ منها قراصنة الانترنت. الميزة الوحيدة للمهاجم هي المبادرة في اختياره التوقيت الأنسب لتنفيذ هجماته لكن مع ذلك فإن يقظة فرق الأمن السيبراني قد تعرقل جهود القراصنة فتوقف هجماتهم أو تقلل ضررها.
3- الفضول المعرفي
لا اعتبار جميع المتسللين أذكياء أو جيدون أو سيئون ، فالتعميم ينافي المنطق. لكن بالمجمل هناك سمات عامة يتصف بها قراصنة الانترنت. أهم هذه الصفات هي الفضول المعرفي والاستعداد لتجربة أشياء جديدة و التفكير خارج الصندوق. يميل هذا النوع من الأشخاص إلى اختراق كل شيء و ليس فقط أجهزة الكمبيوتر. إنهم نوع الأشخاص الذين يفكرون عند مواجهة أمن المطار بطرق تسلل السلاح عبر الكاشفات مع أنهم ليس لديهم نية للقيام بذلك في الواقع. إنهم يكتشفون ما إذا كان من الممكن تزوير تذاكر باهظة الثمن لحفل موسيقي حتى لو لم يكن لديهم نية الحضور مجاناً. إنها روح الاستكشاف في جميع الأوقات.
4- قراصنة الانترنت مثابرون
بعد الفضول ، تعتبر المثابرة أكثر سمات مفيدة للقراصنة. كل هكر جيداً كان أو سيئاً ، أمضى ساعات طويلة يحاول ويحاول مرة أخرى
ليحقق هدف معين خطط له. يبحث المتسللون عن نقاط الضعف الدفاعية. إن خطأ واحد من المدافع يجعل الدفاع كله عديم الجدوى. لذلك يجب أن يكون المدافع مثالياً كما أسلفنا. يجب أن يمتلك كل كمبيوتر وبرنامج أحدث التصحيحات و أن تغلق كل الثغرات الأمنية و أن تكون الإعدادات مناسبة و كذلك أن يكون كل مستخدم مدرب بشكل مثالي.
المدافع يعرف أن الدفاعات قد لا تعمل دائماً وفق ما هو مخطط لها. لذلك يستخدمون طبقات “الدفاع في العمق”. حيث تعمل طلقة حماية حتى و لو فشلت باقي الطبقات. يبحث كل من المتسللين الأشرار و المدافعين الأخيار عن نقاط الضعف ، لكن لكل من الطرفين أسبابه و دوافعه في هذا البحث. إنها تشبه الحرب المستمرة التي لا تنتهي. قد تربح معركة هنا أو تخسر معركة هناك، لكن الجانب المثابر سيفوز بالحرب.
خيارات قراصنة الانترنت
قد يمضي شخص حياته و هو يخترق أنظمة الكمبيوتر و يتلقى الأموال لاختراق كلمات المرور ، والشبكات و لكن دون أن يتجاوز القانون أو المعايير الأخلاقية. في وقت مبكر من احترافك الأمن السيبراني عليك أن تقرر من أنت وما هي أخلاقياتك. يشجعك روبودين أن تكون متسللًا جيداً (white hacker) لا تفعل أشياء غير قانونية أو غير أخلاقية.
لكن هناك أيضاً “Black hat”. قراصنة يكسبون عيشهم كمتسللين جيدين لكنهم يشتغلون سراً بشكل مخالف للقانون. بالنسبة لروبودين فلايوجد مساحة رمادية في هذا الموضوع. لا يوجد Gray Hat. إما أن تقوم بأشياء غير قانونية أو لا تفعل ذلك. بالنسبة للمعايير الأخلاقية التي يدعمها روبودين، إذا سرقت مصرفاً فأنت سارق و لص بنوك بغض النظر عما تفعله بالمال.
لا يعني ذلك أن طريق الـ Black hat هو طريق بلا عودة. حتى القراصنة الأشرار قد يتغيرون ليصبحوا متسللين جيدين White hat لكن السؤال هو كيف؟ هل سيضطرون إلى قضاء فترة طويلة في السجن ليصبحوا أخيار؟ أشخاص مثل Kevin Mitnick مروا بهذه التجربة القاسية قبل أن يصبحوا في الجانب الصحيح من المجتمع. روبرت موريس ، الرجل الذي كتب وأطلق أول دودة كمبيوتر تسببت في انهيار الانترنت أصبح في النهاية رجلاً صالحاً.
الأخلاق هي المعيار
في البداية ، لم تكن الحدود بين القرصنة القانونية والقرصنة غير القانونية واضحة كما هي اليوم. في الواقع ، تم اعتبار معظم المتسللين غير الشرعيين الأوائل أبطالاً خارقين. حينها، سرب العديد من المتسللين معلومات خاصة و غالباً ما تم الاحتفال بهم لأنهم اعتبروا ما قاموا لخدمة “الصالح العام”. يعتقد بعض المتسللين أن الغاية تبرر الوسيلة و يتبعون تأويلات أخلاقية فضفاضة يمكن تسميتها اصطلاحاً “أخلاقيات القراصنة.” لا نحاكم أحد في هذا السياق و لكن وجهة النظر التي نتبناها أن الأشخاص الذين يضرون أشخاصاً آخرين عبر اختراق حواسبهم أو انتهاك خصوصيتهم يرتكبون أعمالا إجرامية.