في عالمنا الرقمي ، لم تعد تدابير الأمن التقليدية كافية. تغير مفهوم الشبكة التقليدي عبر التحول إلى العمل عن بُعد والأدوات المستندة إلى السحابة وتطبيقات SaaS، مما يجعل الهوية حجر الزاوية الجديد للأمن السيبراني للمؤسسات. يساعدك روبودين في هذا المقال على بناء برنامج أمن الهوية (Identity Security) فعال عبر خطوات قابلة للتطبيق بسهولة.
الهوية – خط دفاع عن المؤسسة
كان النهج التقليدي للأمن السيبراني يعتمد على إنشاء محيط آمن حول شبكات المؤسسة باستخدام جدران الحماية وأنظمة اكتشاف التسلل. ومع ذلك، مع انتقال المؤسسات إلى السحابة وتمكين العمل عن بُعد، أصبح هذا النهج غير كافٍ. يعالج أمن الهوية هذه الفجوة من خلال ضمان مصادقة وترخيص كل مستخدم وجهاز وتطبيق يصل إلى موارد المؤسسة بناءاً على هويته. وبالتالي، يعمل هذا النموذج الذي يركز على الهوية على مبدأ الحد الأدنى من الامتيازات، مما يقلل من الضرر المحتمل حتى لو تمكن المهاجم من الوصول. إنه يحول الأمن من الدفاع القائم على المحيط إلى التركيز على التحكم في الوصول إلى الموارد الحساسة.
ما هو أمن الهوية؟
ينطوي أمان الهوية على حماية الهويات الرقمية وامتيازات الوصول المرتبطة بها. على عكس مجالات الأمن السيبراني التقليدية التي تركز على البنية الأساسية، فإن أمن الهوية يحمي نقاط الوصول نفسها. ويشمل ذلك المستخدمين البشريين وحسابات الأجهزة والكيانات التابعة لجهات خارجية. يضمن أمان الهوية الفعال:
- الوصول المصرح به إلى البيانات الحساسة.
- المراقبة المستمرة لاستخدام الهوية.
- الكشف السريع عن التهديدات التي تستهدف بيانات الاعتماد والتخفيف منها.
أسس أمان الهوية
لإنشاء برنامج قوي لحماية الهوية، يجب على المؤسسات التركيز على الركائز الأربع الأساسية: تحديد الهوية والحماية والكشف والاستجابة.
تحديد الهوية
للوصول لأمن الهويات، يجب على المؤسسات فهم المشهد الحالي.
- الجرد: إنشاء جرد شامل للمستخدمين والأجهزة وهويات الحواسب. يجب تحديث هذا الجرد في الوقت الفعلي لتتبع التغييرات وتحديد الحسابات الخاملة.
- التحديات: يمكن أن تؤدي التناقضات في البيانات عبر الأنظمة الأساسية والأجهزة غير المُدارة إلى تعقيد إدارة الأصول. عالج هذه المشكلات من خلال توحيد تنسيقات البيانات ودمج الأنظمة الأساسية.
- ربط الهويات بالأجهزة: ربط هويات المستخدم بأجهزة معينة لمراقبة وتقييد الوصول غير المصرح به.
الحماية
يتطلب حماية الهوية تنفيذ ضمانات قوية، ومنها:
- المصادقة متعددة العوامل (MFA): تعد المصادقة متعددة العوامل ضرورية للحماية من الهجمات القائمة على بيانات الاعتماد. يجب أن تهدف المؤسسات إلى تبني أساليب المصادقة متعددة العوامل القوية، بما في ذلك الحلول المقاومة للتصيد الاحتيالي مثل FIDO2 والمعايير الحيوية.
- تسجيل الدخول الموحد (SSO): يعمل تسجيل الدخول الموحد على تبسيط الوصول من خلال السماح للمستخدمين بالمصادقة مرة واحدة لتطبيقات متعددة. ومع ذلك، يجب على المؤسسات مراقبة تسجيل الدخول الموحد بحثاً عن الثغرات الأمنية، لأنه يمكن أن ينتج عنه نقطة فشل واحدة (SPOF) .
- سياسات الوصول: تحديد وتنفيذ السياسات بناءاً على مستوى الثقة بالجهاز والمواقع الجغرافية ومستويات المخاطر. على سبيل المثال، تقييد الوصول من المواقع أو الأجهزة غير الموثوق بها وضبط متطلبات المصادقة ديناميكياً.
الكشف
تساعد قدرات الكشف المؤسسات على تحديد التهديدات القائمة على الهوية في الوقت الفعلي.
- السجلات: تجميع السجلات من موفري الهوية مثل Active Directory والحلول المستندة إلى السحابة. توفر هذه السجلات رؤى قيمة حول سلوك المستخدم والتهديدات المحتملة.
- طرق الكشف: استخدم طرقاً متعددة:
- الكشف المبني على الــ IOC: حدد المؤشرات المعروفة للاختراق.
- التحليل السلوكي: اكتشف الشذوذ في نشاط المستخدم باستخدام التعلم الآلي.
- الكشف وفق الــ TTP: ركز على تكتيكات وتقنيات المهاجمين، كما هو محدد في MITRE ATT&CK على سبيل المثال.
الاستجابة
تعتبر استراتيجيات الاستجابة الفعّالة بالغة الأهمية للتخفيف من حدة التهديدات.
- الاستجابات الآلية: بالنسبة للتهديدات المباشرة، دمج أدوات الكشف مع أنظمة إدارة الوصول لإلغاء الوصول أو فرض مصادقة أكثر صرامة.
- الاستجابات حسب الــ Playbook: تطوير أدلة استجابة للحوادث لتوجيه مسؤولي الأمن خلال السيناريوهات الأكثر تعقيداً. تحديث هذه الأدلة بانتظام لمعالجة التهديدات المتطورة.
- خطة الاستجابة للحوادث: تضمين خطوات لتحديد واحتواء والتعافي من الحوادث الأمنية. ضمان التوافق مع المتطلبات التنظيمية وإنشاء بروتوكولات اتصال واضحة بين المعنيين.
الأمن وإدارة الهوية
إن أحد التحديات الكبيرة في تنفيذ برامج أمن الهوية هو الفجوة بين الأمن ونظام إدارة الهوية والوصول (IAM). غالباً ما تنشأ هذه الفجوة من الأهداف غير المتوافقة والعمليات المنعزلة والتعاون المحدود. ولمعالجة هذا، يجب على المؤسسات:
- تطوير خطط مشتركة للاستجابة للحوادث.
- مشاركة سياسات الوصول الموثقة.
- مواءمة أهداف إدارة الهوية والوصول والأمان مع الأهداف التنظيمية الأوسع.
مسؤولية أمن الهوية
- المستخدمون النهائيون: المسؤولون عن الالتزام بسياسات الأمان والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة.
- مسؤولو أمن المعلومات: قيادة استراتيجية أمن الهوية ومواءمتها مع أهداف العمل.
- فرق الأمن: مراقبة التهديدات وفرض ضوابط الأمان.
- فرق إدارة الهوية والوصول: إدارة سياسات الوصول.
- فرق الامتثال: ضمان الالتزام بالمعايير التنظيمية وأطر الصناعة.
فوائد أمن الهوية
يوفر برنامج أمن الهوية فوائد تجارية كبيرة، ومنها:
- منع الاختراق: يقلل تحسين إدارة الهوية من احتمالية حدوث خروقات للبيانات ويقلل من تأثيرها.
- الامتثال التنظيمي: تدعم الرؤية المحسنة لضوابط الوصول الالتزام بالمعايير مثل GDPR وPCI DSS.
- إدارة مخاطر الطرف الثالث: تخفف الضوابط من مخاطر الكيانات الخارجية.
- الكفاءة التشغيلية: تعمل الأتمتة على تبسيط العمليات مثل التكامل وإعادة تعيين كلمة المرور.
مؤشرات الأداء
تتبع المؤسسات مؤشرات الأداء الرئيسية لتقييم فعالية برامج أمن الهوية الخاصة بها:
- التحديد: عدد الحسابات الغير فعالة، والتناقضات مع أنظمة الموارد البشرية، والمعرفات غير الفريدة.
- الحماية: معدلات تبني المصادقة الثنائية، والامتثال لسياسة الوصول.
- الاكتشاف: الوقت اللازم لاكتشاف الأنماط الغير قياسية، وعناوين IP المشبوهة المحظورة، وإساءة استخدام الامتيازات.
- الاستجابة: متوسط الوقت اللازم للإصلاح، ومعدلات الإيجابيات الخاطئة، وتحسينات سياسات الوصول.
كلمة أخيرة
لم يعد أمن الهوية اختيارياً في عالم اليوم. من خلال تبني الركائز الأربع المتمثلة في التحديد والحماية والاكتشاف والاستجابة، يمكن للمؤسسات إنشاء برنامج شامل لأمن الهوية يحمي أصولها ويتيح الوصول السلس للمستخدمين. ولذلك فالمهم التحسين المستمر والتوافق مع أهداف المؤسسة. من خلال الاستفادة من حلول أمن الهوية ، يمكن للمؤسسات التخفيف من المخاطر وتعزيز الامتثال وتقديم تجربة مستخدم مميزة.