التوعية الأمنية وأهميتها في حماية الشركات من التهديدات السيبرانية

يتطلب التنفيذ الناجح لأي حلول أمنية العمل على تغيير سلوك المستخدم عبر التوعية الأمنية بالمعايير و الإجراءات التي تفرضها سياسة الحماية.

1k مشاهدة
7 دقائق
مبادئ أمن المعلومات

يتطلب التنفيذ الناجح لاستراتيجية أمن المعلومات في المؤسسات العمل على تغييرسلوك المستخدم عبر التوعية الأمنية. وبشكل أساسي فإن هذه التغييرات تهدف لتحسين الامتثال للمعايير والإرشادات والإجراءات التي تفرضها سياسة الحماية. كما يتضمن تعديل سلوك الموظفين مستوى معين من التعليم والتدريب لتطوير وإدارة الوعي الأمني لدى الموظفين. وهنا تجد الإشارة إلى ضرورة تحديد جميع العناصر المتعلقة بنقل المعرفة بشكل واضح وطرق عرضها وإيصالها إلى الموظفين.

أدوات التوعية الأمنية

االتوعية الأمنية هي العنصر الأساسي في أي نظام أو عملية تدريبة. والهدف من خلق الوعي الأمني هو جعل الحماية في المقدمة وجعلها الأمر الأكثر أهمية لدى الموظفين. يؤسس الوعي الأمني قاعدة قوية لفهم الحماية المطبقة ويركز على المواضيع التي يجب على الموظفين فهمها. ولا يمكن الوصول للوعي الأمني من خلال قاعات التدريب فقط بل من خلال بيئة العمل أيضاً.

يمكن استخدام العديد من الأدوات لخلق الوعي الأمني. من هذه الأدوات الملصقات والإشعارات والمقالات والرسائل التوعوية والخطابات والمؤتمرات والعروض التقديمة بالإضافة لأساليب التعلم التقليدية ضمن الدورات التدريبية.
يؤسس الوعي الأمني لدى الموظفين الحد الأدنى لفهم أساليب وتقنيات الحماية المطبقة ضمن الشركة. ويجب أن يكون جميع الموظفين على دراية كاملة بمسؤولياتهم والتزاماتهم الأمنية. كما يجب العمل على تدريبهم لمعرفة ما يجب فعله وما لا يجب فعله. وتشمل المشاكل الأساسية التي تواجه الموظفين تجنب عمليات الخداع والاحتيال أو النشاطات الغير مصرح بها.

الحاجة للوعي الأمني في الشركات

يحتاج جميع موظفي الشركة من الإدارة العليا إلى أصغر موظف إلى امتلاك مستوى جيد من الوعي الأمني. ويجب أن يتم ربط برامج التوعية في الشركة بسياستها الأمنية وخطة التعامل مع الحوادث وضمان استمرارية الأعمال وإجراءات التعافي من الكوارث. ولكي يكون برنامج التوعية الأمنية فعالاً يجب أن يكون مواكب لآخر التطورات في الجوانب المختلفة. ويجب أن يكون برنامج التوعية الأمنية مرتبطاً أيضاً بفهم كيفية تأثير ثقافة الشركة على أمن الأفراد وعلى الشركة بشكل عام. فإذا كان الموظف لا يرى أن تطبيق سياسات ومعايير الحماية له تأثير إيجابي عليه بشكل شخصي فلن يسعى للالتزام بها.

التدريب لتحسين الامتثال

يهدف التدريب إلى تعليم الموظفين كيفية أداء المهام الخاصة بعملهم مع الامتثال لسياسة ومعايير الحماية المطبقة في الشركة. وعادةً ما تعمل الشركات على استهداف مجموعات الموظفين ذوي الاختصاصات المتشابهة ببرامج تدريبية مخصصة لطبيعة عملهم. بالإضافة لهذا الأمر يجب التأكيد على تدريب الموظفين الجدد حتى يتمكنوا من الامتثال لجميع المعايير والإرشادات والإجراءات التي تفرضها سياسة الحماية في الشركة.

وكذلك يجب تعليمهم كيفية استخدام البنية التحتية تكنولوجيا المعلومات وأين يتم تخزين البيانات وتصنيف الموارد والبيانات. وتعتبر عملية التدريب للموظفين الجدد أمر مهم جداً قبل منحهم صلاحيات الوصول إلى الشبكة والأنظمة. وقد تلجأ بعض الشركات لمنح المستخدمين الجدد وصولاً محدوداً لحين اكتمال عمليات التدريب الخاصة بمنصبهم الوظيفي.

يجب أن يكون التدريب نشاطاً مستمراً طوال فترة عمل الشركة ولكل الموظفين، ويعتبر بمثابة أحد الضوابط الأمنية الإدارية.

التدريب فرصة للتطور الوظيفي

تعتبر مراجعة وتحسين الأساليب والتقنيات الخاصة بتقديم الوعي والتدريب بشكل دائم مهمة رئيسة للمؤسسات. يساعدها ذلك مع مرور الوقت في تحقيق أقصى قدر من الفائدة. وقد تشمل تلك المراجعة على إعداد اختبار ما بعد التدريب لقياس مخرجاته. و كذلك مراقبة عمليات ونشاط الموظفين للتأكد من التطبيق الصحيح للنصائح والمعلومات التي حصلوا عليها خلال التدريب. وهذا الأمر يساعد على تقليل أوقات انقطاع العمل أو الحوادث الأمنية أو الأخطاء.
غالباً ما تسعى الشركات لتوفير التدريب بشكل داخلي. ويتم العمل على إعداد أدوات التدريب وتطبيقها داخل الشركة. ومع ذلك وفي بعض الأحيان تلجأ الشركات للحصول على مستوى أعلى من التدريب. توفرمصادر خارجية مثل روبودين مرجعاً مهماً في هذا المجال عبر تقديم المعلومة بشكل دقيق و مبسط بشكل احترافي.
ما يزيد فرص نجاح أي برنامج توعية تدريب هو رغبة المستخدمين أو الموظفين بالحصول على المعرفة. وغالباً ما ييد الاهتمام بهذا الأمر لدى الموظفين الذين يسعون للحصول على شهادات أو ترقيات وظيفية أو لديهم الرغبة باستكشاف مجالات للتطور الوظيفي وفرص أخرى في المستقبل. وهذا الأمر يتطلب منهم الحصول على معرفة واسعة بمفاهيم الحماية والبنية التحتية للشبكات وليس فقط مهام العمل الخاصة بهم.
ولضمان نجاح عمليات التدريب والحصول على الفائدة المطلوبة منها فإنه يجب مراجعة وتقييم المستويات المناسبة من الوعي والتدريب المطلوبة داخل الشركة. وكذلك مراجعة المحتوى بشكل دوري وتحديثه مع الأمور التي تتطور مع مرور الوقت. بالإضافة لذلك يجب العمل على تطبيق وسائل التعليم الحديثة والغير تقليدية.

التوعية الأمنية لحماية الحلقة الأضعف

من المهم للشركات فهم أهمية التوعية والتدريب الأمني للموظفين. و ذلك لأن العنصر البشري هو الحلقة الأضعف في أي سلسلة حماية. كما أنه الهدف المفضل لدى مجرمي الانترنت والمهاجمين. فعندما يفشل المهاجم بالوصول للنظام عن طريق استغلال الثغرات الفنية أو نقاط الضعف أو عندما تقوم أجهزة وأنظمة الحماية بكشفه ومنعه من القيام بذلك فإنه يلجأ إلى استهداف النقطة الأضعف وهي الموظف. يتم ذلك غالباً من خلال هجمات الهندسة الاجتماعية والتي تسمح للمهاجم بخداع الموظف ليقوم بالكشف عن المعلومات الحساسة كمعلومات تسجيل الدخول. أوقد يتم تصليل الموظف و دفعه لفتح مرفق أو رابط خبيث مما يؤدي إلى إصابة جهاز العمل الخاص به ببرمجيات خبيثة. إن هذا الأمر يسمح للمهاجم بالوصول للهدف والتمكن من تجاوز إجراءات وأنظمة الحماية المطبقة. لذا لا يمكن الاعتماد على أجهزة وأنظمة الحماية للحصول على المستوى المطلوب من الحماية بدون العمل على توعية وتدريب العنصر البشري.
ما فائدة استخدام أقوى أنظمة الحماية إذا كان الموظف يترك كلمة السر تحت لوحة المفاتيح أويستخدم كلمة سر تحوي على معلوماته الشخصية والتي يمكن تخمينها من قبل المهاجم بسهولة. أو ما فائدة استخدام الجدران النارية إذا قام الموظف بالضغط على روابط خبيثة أو قام بتحميل ملفات أو برامج خبيثة وصلت له عبر رسالة مخادعة عبر البريد الالكتروني. إن تدريب وتوعية الموظفين مع استخدام أكثرمن طبقة حماية يضمن للشركات الحصول على مستوى احماية أفضل ضد الهجمات المحتملة.

شارك المقال
اضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *