هجمات فيروس الفدية – التدريب والتوعية أولاً

يُعتبر الخطأ البشري أكبر خطر أمني على المؤسسات وخصوصاً في هجمات فيروس الفدية. ويعتبر تدريب الموظفين دوراً حاسماً في منع هذه الهجمات

100 مشاهدة
6 دقائق
هجمات فيروس الفدية

غالباً ما يُعتبر الخطأ البشري أكبر خطر أمني على المؤسسات وخصوصاً في هجمات فيروس الفدية. يشارك معكم روبودين هذا المقال الذي يوضح كيف يلعب تدريب الموظفين دوراً حاسماً في منع هذه الهجمات وكيف يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تساعد الموظفين في تحديد تهديدات التصيد الاحتيالي المتقدمة.

التوعية بهجمات فيروس الفدية

لدى أكثر الشركات برامج لتدريب وتوعية موظفيها لمنع هجمات برامج الفدية. وأثبتت التجارب نجاح هذه البرامج في الحد من تأثير برامج الفدية وخصوصاً أن النظرة لدى أغلب مسؤولي الأمن السيبراني أن الحلقة الأضعف في سلسة الحماية هي الإنسان. كما أن تعقيدات هجمات التصيد وصلت إلى ذروة جديدة مع استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء هجمات مؤثرة ومستهدفة. يعد ضمان تدريب المستخدمين جيداً على تحديد هذه الأنواع من التقنيات أمراً بالغ الأهمية كخط دفاع أول والحد من الخطأ البشري. إن العديد من الأطر التنظيمية مثل SOC 2 و ISO 27000 تلزم الموظفين بالفعل بإجراء تدريب منتظم للمساعدة في نشر وتعزيز ثقافة أمنية قوية داخل المؤسسة.

وتتضمن الأساليب المبتكرة لجعل هذا الأمر أكثر إثارة للاهتمام أشكالًا من الألعاب والاختبارات الأخرى لمعرفة ما إذا كان يمكن خداع المستخدمين، وغالباً ما تثبت فعاليتها. كما تستخدم العديد من الأنظمة التدريب مع تنبيهات في الوقت الفعلي تحذرهم من أحدث عمليات الاحتيال والتقنيات مع وضع علامة على رسائل البريد الإلكتروني، على سبيل المثال بسبب نشاط مشبوه. يمكن لهذه التقنيات معاً أن تجعل التدريب أكثر جاذبية بشكل عام وأكثر عرضة للتبني كجزء من ثقافة الشركة.

الدفاع ضد الابتزاز الثلاثي

يمثل الابتزاز الثلاثي (A triple extortion attack) تصعيداً استراتيجياً في تقنيات برامج الفدية التقليدية. في البداية، ركز مهاجمو برامج الفدية على تشفير البيانات للمطالبة بالدفع. ثم انتقلوا إلى الابتزاز المزدوج – التهديد بتسريب البيانات الحساسة إذا لم يتم تلبية مطالب الفدية. لكن، مع الابتزاز الثلاثي، لا يستهدف المهاجمون الضحية الأولية فحسب، بل يستهدفون أيضاً العملاء والشركاء والجهات التنظيمية وحتى المساهمين. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يستخدمون تقنيات إضافية مثل هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة لشل قدرة المنظمات على ممارسة الأعمال.

إن مواجهة هذه الهجمات تتضمن بناء استراتيجية شاملة لمواجهة هذا التطور في هجمات برامج الفدية، تتضمن التدريب والنسخ الاحتياطي وأدوات الأمن السيبراني المناسبة. وتتطلب حماية نقطة الدخول جدران الحماية ومنتجات من نوع EDR. كما يقتضي الأمر وقف تسرب البيانات عبر الاستثمار المدروس في منتجات منع تسرب البيانات (DLP) لمنع الابتزاز في المقام الأول.

الذكاء الاصطناعي وبرامج الفدية

الطريقة الأنسب لمكافحة هجمات برامج الفدية الحديثة هي باستخدام التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي. تطورت برامج الفدية بسرعة في العامين الماضيين وأصبحت أكثر فعالية من أي وقت مضى. يمكننا القول أن التقنيات التقليدية فشلت في إحداث أي تأثير.

أثبتت الحلول الأحدث القائمة على الذكاء الاصطناعي والهجمات التي لا تتطلب تدخلاً فعاليتها ضد هذه المتغيرات الجديدة، والتي غالباً ما تكون عبارة عن مجموعات من متغيرات أخرى تم تجميعها معاً. من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، يتمكن البائعون من استهداف نقاط الضعف التي لم يتم تحديدها في الوقت الفعلي. لكن التحدي الذي يواجه هؤلاء البائعين هو الاستمرار في سوق الأمن السيبراني شديد التنافس و جذب انتباه المؤسسات. حالياً يوجد حلول قوية، وهي تتطور باستمرار.

التعافي من هجمات فيروس الفدية

بمجرد اكتشاف المؤسسات هجوم برامج الفدية، هناك العديدمن الخطوات الهامة التي يجب اتخاذها. أولاً وقبل كل شيء، يعد الاحتواء وحصر الأضرار أمراً بالغ الأهمية حتى يمكن إيقاف انتشار برامج الفدية. ومن المعلوم أن مجرمي الانترنت يستخدمون أساليب متعددة لاستكشاف الشبكة المصابة للعثور على نقاط ضعف، وتصعيد امتيازات الوصول، والوصول إلى هدفهم النهائي، وهو ما يسمى حركة جانبية (Lateral movement). وبالتالي فاستخدام أدوات منع تسرب البيانات تضمن عدم وجود أو استخراج بيانات من الأجهزة. بعد ذلك، يجب التحقق من صحة جميع النسخ الاحتياطية الموجودة والتأكد من أن المؤسسة لديها خطة استرداد بيانات لجميع الأنظمة المتأثرة. وبالتوازي مع ما سبق، من المهم معرفة نطاق التأثير ونوع البيانات المعنية بالهجمات، لأن هذه المعرفة هي من ستحدد كيفية ومستوى التواصل مع الإدارة و أصحاب المصلحة و العملاء.

ومن المهم التأكيد أن التواصل والإبلاغ أمر بالغ الأهمية لتمكين مراكز أمن المعلومات الوطنية من مساعدتك في التخفيف من تعرضك أنت وغيرك لمزيد من الهجمات. كما ينعكس هذا الإبلاغ إيجاباً عبر تقليل الغرامات. علماً أن إخفاء الهجوم ليس خياراً صالحاً، مهنياً أو أخلاقياً، ولا ينجح على المدى الطويل. وإذا لم يكن لديك موارد داخلية كافية للتخفيف من حدة الهجوم، فاستعن بمحترفين لتقييم الهجوم والتعافي منه. لن تكون هذه العملية مجانية، لكنها قد تضمن لك الاستمرار في تشغيل عملك بأقل قدر من التوقف.

كلمة أخيرة – مقدمي الخدمات المدارة (MSPs)

يتعرض مقدمو الخدمات المدارة للهجوم بسبب وصولهم المباشر للبيانات. وبالتالي فإن هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب على مقدمي الخدمات المدارة اتخاذها لتعزيز دفاعاتهم. ومن هذه الإجراءات، أن يكون لدى أي مقدم خدمة مدارة تتعامل مع شهادات تثبت جودة خدماته و المنتجات التي استخدمها. ويشمل ذلك شهادة SOC 2 أو ISO. هذه الشهادات لا يمكن الحصول عليها بسهولة وتتضمن عمليات تدقيق مستقلة لسياسات وإجراءات الأمان لضمان أن الأنظمة تستند إلى أفضل الممارسات. إذا لم يتمكن مقدم الخدمة المدارة من إثبات جدارته بالحصول على هذه الشهادات ، فربما يكون من الخطأ تكليفه بحماية نقاط النهاية والبيانات الخاصة بمؤسستك.

شارك المقال
اضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *