تعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) حيوية للابتكار والنمو الاقتصادي، كما أن دورها في سلاسل التوريد الأكبر يجعلها بوابة جذابة للمتسللين. مهما كان حجم شركتك صغيراً، أنت لست أصغر من أن تكون هدفاً للهجمات السيبرانية.
يستهدف أكثر من 50% من الهجمات السيبرانية تلك الشركات. تؤدي هذه الهجمات إلى عواقب مثل فقدان البيانات والإضرار بالسمعة، الغرامات أو إيقاف تشغيل الشركة بالكامل. للأسف، في غضون ستة أشهر من التعرض لخرق البيانات أو حادث أمني جدي، توقفت 60% من هذه الشركات عن العمل. يناقش هذا المقال أبرز التحديات الأمنية التي تواجه هذه الشركات واستراتيجيات العلاج المقترحة.
نقاط الضعف في الشركات الصغيرة والمتوسطة
بالنسبة لمجرمي الانترنت، الجميع هدف محتمل. لا يتعلق الأمر دائماً بالهجمات على الشركات الكبرى التي تتصدر العناوين الرئيسية والتي ستكسبهم ملايين الدولارات من الثروات غير المشروعة. يتعلق الأمر بسلوك الطريق الأقل صعوبة إلى الأمور المالية والبيانات والأنظمة الخاصة بالمؤسسة، ولسوء الحظ، توفر الشركات الصغيرة والمتوسطة نقاط دخول أسهل.
شهدت كل الأعمال تقريباً تحولاً رقمياً مضطرباً بفضل التحول السريع إلى العمل عن بعد والبنية التحتية السحابية في فترة كوفيد-19. على الرغم من مرور بضع سنوات، إلا أن هناك نقص في الموارد المطلوبة لتوفير حماية من مخاطر الأمن السيبراني. يتضمن ذلك نقص الموارد البشرية المزودة وكذلك نقص الأموال، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الأقل تطوراً لتوفير النفقات. ساهم كل ما سبق في إضعاف الشركات و وضعها في عين العاصفة و في مرمى المجرمين السيبرانيين.
أبرز التحديات الأمنية للشركات الصغيرة والمتوسطة
إن تحقيق التوازن بين سرعة النمو وجودة الأمن أمر بالغ الصعوبة، ولكن يتعين على الشركات الصغيرة والمتوسطة أن تجد الطريق إلى ذلك لإعطاء الأولوية لكليهما. وبخلاف ذلك، فإنها تشرع أبوابها للمخاطر والتحديات، ومنها:
تقادم التكنولوجيا
إن الاعتماد على استراتيجيات الأمن الأساسية فقط كجدران الحماية وبرامج مكافحة الفيروسات أمر شائع بين الشركات الصغيرة والمتوسطة. ويعود ذلك، إما لكون تكنولوجيا الأمن السيبراني الجديدة معقدة للغاية، أو باهظة الثمن، أو أنها تتطلب الكثير من العمل والمعرفة للحفاظ عليها. غالباً ما لا تكون أسعار مقدمي خدمات الأمن السيبراني و تكنولوجيا المعلومات مناسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة أو تتسق مع متطلباتهم المحددة. يجعل ذلك عملية الشراء أو الاشتراك أكثر صعوبة.
ضغط العمل
غالباً ما تعمل فرق تكنولوجيا المعلومات في الشركات الصغيرة والمتوسطة بميزانيات وموارد محدودة. وهذا يعني أن كل قرار يتخذونه يتطلب تحديد الأولويات بعناية. لكن هذا الضعف في الموارد يترك فرق تكنولوجيا المعلومات متأخرة عن تلبية الاحتياجات الأمنية. ولهذا السبب، فإن أغلب موظفي تكنولوجيا المعلومات في هذه الشركات يولون اهتماماً أقل للتنبيهات المتعلقة بالأمن السيبراني.
مخاطر سلسلة التوريد
تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة بمثابة نقطة انطلاق للمؤسسات الأكبر حجماً والبائعين الخارجيين الأكثر قيمة بالنسبة لمجرمي الانترنت. تجبر لوائح الامتثال الشركات على وضع سياسات وعمليات لحوكمة العلاقة بينها وبين الأطراف الثالثة، لكن معظم الشركات لا تدرك أن هذه اللوائح غالباً ما تحدد الحد الأدنى المقبول من المتطلبات. وهذا يعني أنه يجب على الشركات فعل المزيد، مثل الاستثمار في تدريب الموظفين و حلول المراقبة المستمرة.
التهديدات السيبرانية
تعتبر الخدمات السحابية ضرورية لتحسين الكفاءة وتوفير التكاليف، خاصة في عصر العمل عن بعد وميل الشركات لاعتماد أساليب أكثر رشاقة. بدون فهم متقدم لمتطلبات الأمان السحابي في ظل مشهد التهديدات المتطور، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة تخاطر بالوقوع ضحية لهجمات مثل البرامج الضارة وبرامج الفدية والتصيد الاحتيالي.علماً أن العديد من قادة تلك الشركات يجدون صعوبة في تصور النطاق الكامل للهجمات السيبرانية التقليدية التي تواجهها شركاتهم مما يؤشر لعدم استعدادهم لمواجهة هجمات أكثر تعقيداً وكثافة.
الخطأ البشري
بينما يركز متخصصو أمن المعلومات على التهديدات الخارجية مثل قراصنة الانترنت، فقد يكون الخطر كامناً بالقرب منهم
داخل القلعة كما هو الحال في قصة حصان طروادة الشهيرة. إن الأخطاء الشائعة مثل كلمات المرور سهلة التخمين، ونقص المصادقة متعددة العوامل، وضعف إدارة التحكم في الوصول للموظفين الحاليين و السابقين يمكن أن يعرض الشركات الصغيرة والمتوسطة للخطر. تبين الاحصائيات أنه فقط نصف قادة تلك الشركات واثقون من أن الموظفين السابقين لم يعد بإمكانهم الوصول إلى الأنظمة.
حل مشكلة الأمن السيبراني في الشركات الصغيرة والمتوسطة
إن اعتماد التكنولوجيا الجديدة هو قطعة واحدة من اللغز، ولكنه ليس استراتيجية الوقاية والعلاج الوحيدين التي ينبغي للشركات الصغيرة والمتوسطة تنفيذها. فيما يلي بعض الحلول الفعالة على المدى القصير والطويل لمساعدة الشركات على بناء أساس متين للأعمال عبر الانترنت:
إنشاء خطة الاستجابة للحوادث
ماذا يجب أن تفعل في حالة وقوع هجوم سيبراني؟ من المؤكد أن جميع الشركات تأمل ألا تحدث مثل هذه الأزمات أبداً، ولكن الخبر السيء -الواقعي- أنها ستحدث. ولذلك فالاستعداد لها ضروري. تحدد خطة الاستجابة للحوادث (IRP) الإجراءات الدقيقة واستراتيجيات التعافي التي ستتبعها الشركة الصغيرة والمتوسطة في حالة وقوع هجوم، مما يضمن لها الاستجابة بسرعة وتقليل الأضرار المالية والقانونية والسمعة.
تقييم مخاطر الشركات الصغيرة والمتوسطة
كما هو الحال في خطة الاستجابة للحوادث، يجب على الشركات مراجعة تقييمات المخاطر واختبار نقاط الضعف بانتظام.
تتضمن هذه المهمة تقييم التكنولوجيا والأشخاص والعمليات في الشركة وتحديد موقفها الأمني، وترتيب الأولويات عبر تحديد المجالات الأكثر إثارة للقلق، وتنفيذ المراقبة واختبارات الاختراق الآلية واستخدام الأدوات المناسبة للحفاظ على مستوى مقبول من الأمان على مدار الساعة.
برامج الأمن الحديثة
تحتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى حلول بسيطة وفعالة لرفع منسوب أمنها السيبراني. على سبيل المثال، غالباً ما تكون الحلول المبتكرة أسهل بكثير في النشر وتتطلب خبرة تقنية أقل. يجعل ذلك الحياة أسهل لفرق تكنولوجيا المعلومات التي لا تمتلك خبرات بالتقنيات المعقدة. وتشمل الحلول الأمنية الأساسية لهذه الشركات، التطبيقات المستندة إلى السحابة. كأن يتم نسخ بياناتها احتياطياً باستمرار لمنع فقدان البيانات. وكذلك اكتشاف التهديدات، والإصلاح التلقائي.
برامج التوعية بالأمن السيبراني
تساهم برامج التوعية في الأمن السيبراني وتدريب الموظفين عبر محاكاة التصيد الاحتيالي على منحهم حصانة ومعرفة تقلل فرصة نجاح الهجمات السيبرانية ضدهم كما تساعد في تقليل الأخطاء البشرية و رفع مستوى الحماية الخاص بالشركات. ومن الأفضل توفر تدريب مستمر في متناول يد الموظفين على مدار الساعة، وهو ما يوفره روبودين عبر المقالات التعليمية في كل مجالات الأمن السيبراني.
كلمة أخيرة
مع تزايد استهداف مجرمي الانترنت للشركات الصغيرة والمتوسطة، يجب أن تتخذ هذه الشركات إجراءات وتدابير استباقية
تدابير لتعزيز أمنهم ودفاعاتهم السيبرانية. من خلال اعتماد أفضل الممارسات الأمنية، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة أن تحمي نفسها بشكل فعال وتتجاوز محدودية مواردها. تذكر أن الأمر لا يتعلق بحجم مؤسستك ولكن بجودة استراتيجيتك الأمنية والأدوات التي اخترتها لحماية عملك.