تتطور التهديدات السيبرانية بشكل متسارع، وتبذل الدول و المؤسسات لتقليل مخاطر تلك التهديدات ومنهااستغلال ثغرات يوم الصفر (Zero-day vulnerability). يمثل هذا الهجوم تهديداً للشركات والمؤسسات الحكومية و السيبرانية. قد تمتلك هذه المنظمات معلومات قيم تجذب المهاجمين السيبرانيين. تكون هذه الهجمات مدمرة بشكل خاص لأنها تستهدف نقاط ضعف غير معروفة لبائعي البرامج وأنظمة التشغيل المستهدفة مما يضعف قدرتهم على الدفاع والحماية. يناقش روبودين في هذا المقال كيفية استغلال ثغرات اليوم صفر وبنية وتقنيات هجمات البرامج الضارة وبعض الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لمنع تلك الهجمات.
مخاطر استغلال ثغرات يوم الصفر
يستغل مهاجمو الثغرة الأمنية في اليوم الصفري نقاط ضعف وثغرات في البرامج أو الأجهزة أو البرامج قبل أن يدرك المطورين أو المستخدمين وجودها. تمنح هذه الطبيعة الخاصة لتلك الثغرات المتسللين الأفضلية وتعزز فرص نجاح هجماتهم. وبالتالي، غالباً ما تكون لتلك الهجمات عواقب مالية وتشغيلية وأضرار سمعة فادحة على المؤسسات. يمكن أن توجد هذه الثغرات في أي مكون برمجي تقريباً، بما في ذلك أنظمة التشغيل ومتصفحات الويب وتطبيقات الأجهزة المحمولة. وكلما طالت مدة عدم ملاحظتها، زاد الخطر المحتمل، حيث يمكن للمهاجمين التحرك بصمت داخل الأنظمة. ,تعتبر مخاطر اليوم صفر خطيرة بشكل خاص للأسباب التالية:
- لا يدرك البائعون، المطورون ولا فرق الأمن السيبراني الثغرات في أصولهم المعلوماتية، مما يجعل الدفاع ضد تلك الهجمات يكاد يكون مستحيلاً.
- تسمح الثغرات للمهاجمين بالوصول غير المصرح به أو سرقة البيانات أو تعطيل الأعمال، مما ينتج عنه أضرار واسعة النطاق.
- يستخدم المهاجمون تكتيكات تجعل من الصعب اكتشاف ثغرات اليوم صفر.
- يشجع الطلب المرتفع على شراء ثغرات اليوم صفر في السوق السوداء، مما يجعل هذه الثغرات مصدر ربح للمهاجمين.
كيف يتحرك المهاجمون؟
مع اعتماد المزيد من الشركات للذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والحوسبة السحابية، يزداد عدد الثغرات المحتملة، مما يوفر للمتسللين المزيد من الأهداف. يعد التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص وشركات الأمن السيبراني أمراً جوهرياً لتطوير حلول تعالج مشكلة اليوم استغلال ثغرات اليوم صفر. غالباً ما تتبع هذه الهجمات النمط التالي:
- يكتشف المهاجمون أو الباحثون الأمنيون ثغرة أمنية لم يتم تطبيق تصحيح لها.
- تطورالجهات الخبيثة أدوات لاستغلال الثغرة الأمنية كبرامج ضارة مخصصة أو حقن التعليمات البرمجية
- لنشر الاستغلال، يستخدم المهاجمون رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية أو مواقع الويب الضارة أو تحديثات البرامج المخترقة.
- يخترق المهاجمون الهدف، وعادة ما يظلون غير مكتشفين
قصة عن استغلال ثغرات يوم الصفر -Microsoft Exchange
يمثل Microsoft Exchange، أحد أكثر منصات التواصل استخداماً. في كانون الثاني- 2021، تم اكتشاف أنشطة مشبوهة على مخدمات Microsoft Exchange، والتي تبين بعد التحقيق أنها استغلال لثغرة اليوم صفر نفذته مجموعة ترعاها دول. لقد أدى الهجوم إلى اختراق عدد كبير من المؤسسات على مستوى العالم، مما أثر على قطاعات أعمال متنوعة. سمح الاختراق للمهاجمين بالوصول إلى الرسائل الحساسة وسرقة البيانات وتثبيت برامج ضارة. كان هناك العديد من الثغرات الأمنية المرتبطة بهذا الحادث. أصدرت Microsoft تصحيحات للتخفيف من حدة هذه الثغرات الأمنية وأصدرت أدلة مفصلة لمساعدة المنظمات على الدفاع و. لتقليل مخاطر استغلال الثغرات الأمنية. أوضحت شركة Microsoft أنه يمكن عزل خادم Exchange عن شبكة الانترنت العامة عن طريق حظر الاتصالات الواردة عبر المنفذ 443. ويمكن أن يقلل ذلك من فرص الاستغلال حتى يتم تطبيق التصحيحات.
كانت هذه التدابير المضادة التي تم استخدامها فعالة للغاية. ويضاف لها السعي إلى القضاء على استغلال مثل هذه الثغرات الأمنية في المستقبل، تم بذل جهود وقائية لضمان عدم تشكيل مثل هذه الثغرات الأمنية تهديداًمستقبلياً. إن التطوير السريع وتطبيق التصحيحات وإدارة المخاطر بشكل فعال تعزز فرص معالجة مثل هذه التهديدات.
التخفيف من مخاطر اليوم صفر
لنتفق أنه من الصعب منع الهجمات التي تسعى لاستغلال ثغرات اليوم صفر. لكن هناك استراتيجيات يمكن للمؤسسات تنفيذها للتخفيف من تأثيرها السلبي:
- لا يمكن تصحيح نقاط الضعف اليوم صفر، لكن من المهم البقاء على اطلاع بمخاطر البرامج لتقليل خطر الثغرات.
- من خلال تجزئة الشبكات (Network segmentation)، يمكن للمؤسسات الحد من انتشار الهجوم وعزل المناطق المعرضة للخطر واحتواء الضرر المحتمل.
- تستخدم حلول الـ EDR التعلم الآلي والتحليلات السلوكية للكشف عن النشاط غير الطبيعي الذي يشير إلى استغلال اليوم صفر.
- يمنح الاشتراك في موجزات استخبارات التهديدات المؤسسات رؤية للثغرات المعروفة وثغرات اليوم صفر المكتشفة حديثاً، مما يتيح استجابات أسرع
- تقييد التطبيقات التي يمكن تشغيلها على بيئة العمل واختبار البرامج غير المعروفة في بيئات معزولة يمكن أن يقلل من التعرض لتهديدات اليوم صفر.
الاستجابة لاستغلال ثغرات يوم الصفر
يجب أن تمتلك المؤسسات خطة استجابة للحوادث لمواجهة محاولات استغلال اليوم صفر. تتضمن:
- مراقبة الأنظمة بانتظام بحثاً عن سلوك غير عادي يمكن أن تشير إلى استغلال.
- احتواء الهجمات بأسرع وقت ممكن للحد من انتشارها عن طريق عزل الأنظمة المتضررة.
- إبلاغ أصحاب المصلحة الرئيسيين والعملاء والبائعين بالهجوم للحفاظ على السمعة والحد من خطر تضررهم بالهجوم
- تطبيق التصحيحات أو عزل الأنظمة وإخراجها من الخدمة.
- بعد هجوم اليوم صفر، العمل مع بائعي البرامج لتنفيذ الإصلاحات وتأمين الثغرات الأخرى.
كلمة أخيرة
يمثل استغلال الثغرات الأمنية الغير معروفة مسبقاً أحد أخطر التهديدات في مجال الأمن السيبراني. تسمح تلك العيوب الخفية للمهاجمين بالتسلل إلى الأنظمة، وغالباً ما تكون العواقب مدمرة. ومع تقدم التكنولوجيا، سيزداد تعقيد التهديدات مما يحتم على المؤسسات أن تتنبه للمخاطر وتمتلك المرونة السيبرانية الكافية أيضاً. إن فهم مخاطر اليوم صفر والاستعداد لها أمر ضروري. يمثل النهج الاستباقي الذي يتضمن المراقبة المستمرة واستخبارات التهديدات والاستجابة القوية للحوادث أفضل وسيلة دفاع ضد هذه التهديدات.