في عالم رقمي متسارع، هناك حاجة إلى قيام المؤسسات بإعادة التفكير في استراتيجياتها القيادية والتشغيلية ومخاطر الأمن السيبراني التي يتعين عليها التعامل معها خلال التحول الرقمي. يشارك معكم روبودين هذا المقال الذي يناقش العلاقة بين التحول الرقمي والأمن السيبراني.
أهمية التحول الرقمي
كما هو الحال في جميع مشاريع التكنولوجيا، تتطلب التحولات الرقمية تغييرات في الأشخاص،العمليات والتكنولوجيا. علماً أن الجوانب التكنولوجية هي الأسهل هذا المجال. إن أحد الأسباب الرئيسة لذلك هو أن الشركات التي تبيع حلولاً جديدة لديها خريطة طريق لتحقيق النجاح، والتي تتضمن مستويات معينة من فهم البيانات واستخدامها في إنجاز التحول المطلوب. ويشمل ذلك مثلاً، الترقية من قواعد البيانات والتطبيقات القديمة إلى الجديدة، وكذلك الانتقال من الأنظمة المعلوماتية المحلية إلى حلول السحابة، وهو أمر شائع في العديد من الصناعات. ومع ذلك، فإن الأمن السيبراني ذات أهمية قصوى في كل هذه الخطوات. من الضروري الانتباه إلى الخيارات التي يتم اتخاذها فيما يتعلق بالتشفير والخصوصية وإدارة الهوية.
يقودنا ما سبق إلى أصعب جزء من التحول الرقمي وهي الأشخاص والعمليات. في حين أن هناك العديد من الخطوات التي يمكن للمؤسسات اتخاذها لتدريب الموظفين وإعادة تصميم العمليات وتحويل سير العمل، فإنه لا يمكن استبعاد الأمن السيبراني من هذه التغييرات. لذلك من المطلوب التأكد من تنفيذ عمليات الأمن السيبراني، بما في ذلك التحديثات في مجالات مثل ضوابط الوصول، وخطط الاستجابة للحوادث، والنسخ الاحتياطي والاسترداد، وإدارة الثغرات الأمنية، وإدارة التغيير الشامل وغيرها من جوانب الأمن التشغيلي.
التداخل بين التحول الرقمي والأمن السيبراني
مع الاعتماد المتزايد على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، و5G،فإن هناك اعتبارات يجب على الشركات مراعاتها لتحقيق التوازن بين الابتكار والأمن. يجب أن يكون الأمن في صدارة الاهتمامات عند التخطيط لجميع التقنيات الجديدة. وكذلك دمج الأمن في أي منتج جديد، وتطبيق الخيارات التي تتوافق مع ملف تعريف مخاطر العمل وقيم مؤسستك. على سبيل المثال، ضع في اعتبارك تمكين أقصى ميزات الأمان التي تأتي مع انترنت الأشياء، مثل فرض تغيير كلمات المرور الافتراضية، وتصحيح الأجهزة وضمان إمكانية معالجة نقاط الضعف. وبالمثل، تأكد من أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي مقبولة أخلاقياً وشفافة ولا تتضمن تحيزات غير مقصودة.
وإضافة لما سبق، يجب إجراء تقييم شامل للمخاطر على الشبكة والأنظمة الحالية بالإضافة إلى الرؤية المستقبلية المخطط لها. والاستفادة من الذكاء الاصطناعي للكشف الاستباقي عن التهديدات السيبرانية. يمكن أن تساعد الذكاء الاصطناعي في تحديد الشذوذ في مجموعات البيانات الكبيرة أو أنماط حركة المرور على الشبكة التي قد تشير إلى خرق أو هجوم. لكن ذلك الجهد لا يكتمل إذا لم يتم التعاون مع الأطراف الثالثة كالبائعين للتأكد أنهم يتبعون ممارسات أمنية قوية. كما يجب التأكد أن منتجاتك وخدماتك وأنظمتك لا تتضمن نقاط ضعف. إذا كانت هناك مخاطر معروفة، فالمطلوب بناء خطة للحد من المخاطر وتطوير خطة إدارة سلسلة التوريد للمساعدة في هذه الجهود.
التحول الرقمي والأمن السيبراني – تطوير المنتجات
مع كل ما سبق، فإن التحول الرقمي يدفع التغيير الداخلي في المؤسسات إلى ما هو أبعد من التكنولوجيا، مثل الرؤية الإدارية والتشغيل. سيؤدي الموظفون على جميع المستويات الذين يتبنون التحول الرقمي ويطبقون الأدوات على البيانات وظائفهم بكفاءة أكبر. يمكن أن يؤدي هذا التغيير الإيجابي إلى تمكين أكبر، حيث يحصل الموظفون على إمكانية الوصول إلى البيانات في الوقت الفعلي، ويستفيدون من أدوات الذكاء الاصطناعي، والأنظمة الآلية التي تساعدهم على اتخاذ القرارات وتحسين إنتاجيتهم.
يشجع التحول الرقمي المؤسسات على إعادة التفكير في منتجاتها وخدماتها. تتحول العديد من الشركات من تقديم المنتجات المادية إلى تقديم حلول أو خدمات رقمية قابلة للتطوير ويمكن تحسينها باستمرار من خلال تحديثات البرامج أو الذكاء الاصطناعي. كما تعيد النظر في خدمة العملاء وكيفية تقديم الخدمات. كما يتطلب التحول الرقمي كسر القوالب المألوفة وإنشاء الفرق متعددة الوظائف. يؤدي هذا التحول إلى هياكل تنظيمية يتم فيها توزيع عملية صنع القرار بشكل أكبر، ويتم تمكين الفرق من العمل معاً بشكل أكثر سلاسة. على سبيل المثال، قد تتعاون فرق تكنولوجيا المعلومات والتسويق والعمليات بشكل أوثق لتنفيذ الاستراتيجيات الرقمية التي تعمل على تحسين تجارب العملاء والكفاءة التشغيلية.
مهارات قيادية جديدة
في عالم رقمي، أصبحت وتيرة التغيير أسرع من أي وقت مضى. وبالتالي فالقادة يجب أن يكونوا القادة أكثر مرونة، ومدفوعين بالبيانات، وقادرين على اتخاذ قرارات أسرع. يؤدي هذا الاتجاه إلى التحول من نماذج صنع القرار الهرمية التقليدية إلى أنماط لامركزية وتعاونية حيث تعمل البيانات والرؤى على تمكين الفرق على جميع المستويات. ويتطلب التحول الرقمي أيضًا قادة ليسوا بارعين من الناحية الفنية فحسب، بل لديهم أيضاً رؤية و قدرة على التوجيه إن القادة هم قادة التغيير في مؤسساتهم. يجب أن يكون القادة قادرين على نشر ثقافة رقمية فعالة، ومواءمة فرقهم مع التقنيات الجديدة، واحتضان المبادرات الاستراتيجية التي تستفيد من القدرات الرقمية لتحقيق ميزة تنافسية. كما يجب أن يمتلك أولئك القادة مهارة التعلم مدى الحياة لتحديث مهاراتهم باستمرار.
كلمة أخيرة- التحول الرقمي والأمن السيبراني
يمثل التحول الرقمي سمة معظم الشركات، فمنظمات الأعمال بحاجة إلى إعادة إنتاج نفسها كل بضع سنوات مع تسارع وتيرة التغيير وتضمين الذكاء الاصطناعي في من كل وظيفة تقريباً. سيتم النظر إلى الأمن السيبراني على أنه ضروري لاستمرارية الأعمال. لقد جعل الانتقال السريع إلى العمل عن بعد والحوسبة السحابية من الأمن مكوناً أساسياً يسمح للمؤسسات بالحفاظ على العمليات في عالم رقمي ولامركزي.