إن التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي يتطلب من صناع السياسات النظر في هذه التقنية وإدارتها بشكل استباقي. ويسعى الخبراء لاستقراء مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيراته المحتملة. كما يعملون على تزويد الحكومات بالرؤى لصياغة سياساته المستقبلية. ويناقش هذا المقال الأبحاث والرؤى حول الفوائد المستقبلية للذكاء الاصطناعي والمخاطر المرافقة.
المستقبل كما نحلم به
يتركز جهد الخبراء على تحديد خصائص مستقبل الذكاء الاصطناعي المطلوب عبر مناقشة واستكشاف السيناريوهات. وتشمل الحالة الفضلى المرغوبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي احترام حقوق الإنسان والخصوصية وحقوق الملكية الفكرية وتحسين الوظائف والأنظمة المادية والرقمية والمجتمعية ومنع إساءة الاستخدام و تنفيذ الخطوات اللازمة لمنع تركز سلطة تطوير هذه التقنية بيد عدد محدود من الشركات. كما يتضمن الأمر ممارسات قوية لإدارة المخاطر للتدريب ونشر واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التي قد تحمل مخاطر عالية والتعاون الدولي ومتعدد الأطراف. تسمح هذه الخطوات بتحقيق فوائد الذكاء الاصطناعي وتخفيف مخاطره. يمكن للحكومات اتخاذ إجراءات للمساعدة في تحقيق مستقبل إيجابي للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الخبراء لتحديد أولويات الحوكمة.
مستقبل الذكاء الاصطناعي – فوائد متوقعة
هناك عدة فوائد محتملة للذكاء الاصطناعي تستحق التركيز ، ومنها:
- تسريع التقدم العلمي عبر ابتكار علاجات طبية جديدة -مثلاً-.
- نمو اقتصادي أفضل، ومكاسب في الإنتاجية وتحسين مستويات المعيشة.
- الحد من الفقر، وتحسين مخرجات الزراعة والصناعة.
- معالجة القضايا المعقدة، مثل التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز أهداف التنمية المستدامة الأخرى.
- اتخاذ قرارات أفضل، واستخلاص النتائج من خلال تحسين تحليل الأحداث الحالية والتنبؤات المستقبلية.
- تحسين إنتاج المعلومات وتوزيعها، بما في ذلك أشكال جديدة من الوصول إلى البيانات ومشاركتها.
- خدمات رعاية صحية وتعليمية أفضل.
- تحسين جودة الوظائف عبر تكليف الذكاء الاصطناعي بالمهام الخطيرة أو المجهدة.
- تحسين الشفافية والتقييم والحوكمة المؤسسية.
مخاطر الذكاء الاصطناعي
يشارك معكم روبودين عدة مخاطر مستقبلية للذكاء الاصطناعي كما يلي:
- تسهيل الأنشطة السيبرانية الخبيثة المتطورة بشكل متزايد، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحرجة.
- التلاعب، والتضليل، والاحتيال والأضرار على المجتمع الناجمة عن ذلك.
- ضعف الاستثمار في سلامة الذكاء الاصطناعي وموثوقيته.
- انتهاك الخصوصية عبر الإفراط بالمراقبة و اتخاذ القرارات تلقائياً
- تأخر آليات ومؤسسات الحوكمة عن مواكبة التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي.
لم يتم إعطاء الأولوية لبعض المخاطر لأنها صُنفت على أنها أقل أهمية بشكل عام. لكن تباينت الآراء بشكل خاص حول المخاطر المحتملة المتمثلة في فقدان البشر للسيطرة على الذكاء الاصطناعي العام (AGI) وهذا مفهوم افتراضي يمكن فيه تمتع الآلات بمستوى ذكاء بشري أو أعلى عبر مجموعة واسعة من السياقات.
حوكمة الذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر
يمكننا الحصول على فوائد الذكاء الاصطناعي وتخفيف المخاطر عبر تبني مجموعة أولويات للوصول لمستقبل الذكاء الاصطناعي المرغوب فيه:
- وضع قواعد بشأن المسؤولية، فيما يتعلق بأضرار الذكاء الاصطناعي لإزالة عدم اليقين.
- فهم الخطوط الحمراء التي تهدف لتقييد أو منع استخدامات معينة للذكاء الاصطناعي.
- تعزيز الكشف عن المعلومات الأساسية حول بعض أنواع أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- اتباع إجراءات إدارة المخاطر طوال دورة حياة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي قد تشكل مخاطر عالية.
- التخفيف من السباق التنافسي في تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره والتي قد تخرج عن نطاق المنافسة العادلة وتؤدي إلى أضرار.
- تطوير معايير لسلامة الذكاء الاصطناعي وموثوقيته، بما في ذلك اتساق واستقرار الذكاء الاصطناعي وتقييم القدرات والقدرة على التفسير والتوضيح والشفافية.
كلمة أخيرة
jدرك الحكومات والمؤسسات أهمية القضايا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ، ولكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود. ويشمل ذلك مراجعة السياسات والمبادئ والأطر والإجراءات التنفيذية للسلامة والبحوث في مجال الذكاء الاصطناعي. كما يتضمن تعزيز والجهود الرامية إلى زيادة المواهب ذات الصلة وتطبيق اللوائح القائمة في سياق الذكاء الاصطناعي والاستثمارات العامة في البحث والتطوير وتعزيز الذكاء الاصطناعي المفيد. ومع ذلك، هناك فرص لاتخاذ إجراءات أكثر واقعية. وينبغي للحكومات أن تنظر في أفضل السبل لتنفيذ الإجراءات السياسية ذات الأولوية وتعزيز قدراتها على المساعدة في توقع وتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي