يعتبر BLACKHAT بلاك هات أهم مؤتمرات الأمن السيبراني العالمية لأكثر من عقدين من الزمن. وفي تشرين الثاني من هذا العام تحتفي المنطقة العربية بالحدث الهام بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا. وكانت النسخة السابقة 2022 قد شهدت حضور أكثر من 30 ألف متخصص في مجال أمن المعلومات من أكثر من 100 دولة. اجتمعوا في الرياض لبناء شراكة في منطقة مهيأة للنمو والنجاح في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هذا العام يتكرر اللقاء فيتم تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع SAFCSP وهي منظمة غير حكومية تُعنى بأمن المعلومات في المملكة العربية السعودية.
يمثل هذا الملتقى فرصة لفهم الوضع الحالي للأمن السيبراني في الشرق الأوسط. كما يستكشف التهديدات السيبرانية المتزايدة، والمبادرات التي اتخذتها الحكومات والمنظمات. كذلك يضيء على دور التقنيات الناشئة، وأهمية بناء المرونة السيبرانية، والحاجة إلى التعاون والشراكات. إن هذا الحدث يمثل نظرة على مستقبل الأمن السيبراني في عام 2023 وما بعده.
أهداف معارض و مؤتمرات الأمن السيبراني
مع تزايد أهمية الأمن السيبراني، تتزايد الحاجة إلى منصات تعمل على تعزيز الوعي والتعاون والابتكار في هذا المجال. وتهدف معارض الأمن السيبراني إلى معالجة هذه المتطلبات من خلال التركيز على الأهداف الرئيسية ومجالات الاهتمام داخل الصناعة. و يتضمن هذا الدور ما يلي:
الحكومات والشراكات بين القطاعين العام والخاص في الأمن السيبراني
تلعب الحكومات دوراً محورياً في مبادرات الأمن السيبراني. يشمل ذلك و لا يقتصر على تطوير السياسات أو تخصيص الموارد. وبالتالي فمن خلال مؤتمرات الأمن السيبراني، يمكن للحكومات عرض جهودها ومشاركة استراتيجياتها وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز قدرات الأمن السيبراني. ومن خلال تسليط الضوء على التعاون الناجح، تشجع هذه المعارض على المزيد من التعاون والجهود المنسقة لمكافحة التهديدات السيبرانية.
تعزيز الابتكار والتقدم التكنولوجي في مجال الأمن السيبراني
أحد الأهداف الأساسية لمعارض الأمن السيبراني هو عرض أحدث الابتكارات والتقدم التكنولوجي في هذا المجال. بدءاً من الكشف عن التهديدات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وحتى أساليب التشفير المتقدمة. تعد هذه المعارض بمثابة منصة لقادة الصناعة لتقديم حلولهم المتطورة. ومن خلال تسليط الضوء على الابتكار، تحفز المعارض تطوير استراتيجيات وتقنيات جديدة للدفاع السيبراني. سيعزز ذلك في نهاية المطاف القدرة الجماعية على الصمود ضد التهديدات الناشئة.
تسليط الضوء على أفضل الممارسات
الهدف الآخر لمعارض الأمن السيبراني هو تبادل أفضل الممارسات والدروس المستفادة في مجال الدفاع السيبراني والاستجابة للحوادث. مع استمرار تطور التهديدات السيبرانية، تحتاج المنظمات والحكومات إلى البقاء على علم بالاستراتيجيات والتكتيكات الفعالة. ، تتضمن معارض الأمن السيبراني حلقات النقاش وورش العمل والعروض التقديمية التي تقدم رؤى وإرشادات قيمة حول كيفية التخفيف من المخاطر والاستجابة للحوادث وتحسين الوضع العام للدفاع السيبراني.
تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات
إن تحديات الأمن السيبراني تتجاوز الحدود، مما يؤكد الحاجة إلى التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات لمعالجة التهديدات المشتركة بشكل فعال. وتهدف معارض ومؤتمرات الأمن السيبراني إلى تسهيل هذا التعاون من خلال الجمع بين أصحاب المصلحة من مختلف دول الشرق الأوسط.
أهمية Black Hat MEA على الأمن السيبراني
أصبح الأمن السيبراني مصدر قلق بالغ الأهمية في عالمنا العربي حيث تشهد المنطقة ارتفاعاً في الهجمات السيبرانية التي تستهدف الحكومات والشركات والأفراد على حدٍ سواء. مع التقدم السريع في التكنولوجيا والترابط المتزايد لعالمنا الرقمي، تطور مشهد التهديدات، مما يطرح تحديات ومخاطر جديدة. لذلك فإن هذا الملتقى يشكل حدثاً مميزاً للأمن السيبراني على خطى تشكيل مستقبل أمن المعلومات عالمياً. إنه لقاء للأشخاص الأكثر معرفة في أمن المعلومات لعرض معارفهم وتبادل الآراء حول المخاطر السيبرانية . ومن خلال فهم التعقيدات والاتجاهات المحيطة بالأمن السيبراني في الشرق الأوسط، يمكننا تجهيز أنفسنا بشكل أفضل للحماية من التهديدات السيبرانية دائمة التطور التي نواجهها والتخفيف من حدتها.
“Black Hat MEA” هو حدث دولي مرموق يجمع كبار المتخصصين والباحثين والخبراء في مجال الأمن السيبراني. ويعد هذا الحدث بمثابة منصة لتبادل المعرفة والتعاون والأبحاث المتطورة في معالجة التهديدات السيبرانية ونقاط الضعف الخاصة بالمنطقة العربية. مع التركيز على التقنيات الناشئة وتقنيات القرصنة المتقدمة والاتجاهات في مجال أمن المعلومات، يوفر هذا الحدث للحاضرين فرصة للتفاعل مع كبار قادة الصناعة من خلال العروض التقديمية وورش العمل وجلسات التواصل. سيتناول المتحدثون المشهورون موضوعات مهمة مثل أمن الشبكات، وحماية البيانات، وتحليل نقاط الضعف، وممارسات القرصنة الأخلاقية، واستراتيجيات الاستجابة للحوادث.
ومن خلال حضور Black Hat MEA 2023، يمكن للمشاركين الحصول على رؤى قيمة حول مشهد التهديدات المتطور باستمرار مع البقاء في طليعة ابتكارات الأمن السيبراني. ويعد هذا المؤتمر بمثابة منصة مثالية للمهنيين الذين يسعون إلى تعزيز قاعدة معارفهم والمساهمة في تأمين البنى التحتية الرقمية في مختلف الصناعات. وعلى التوازي، ستعمل Black Hat MEA كمنصة رئيسية لبناء القدرات عبر نخبة من المتخصصين في مجال أمن المعلومات لتدريب الأشخاص لحماية المملكة من التهديدات السيبرانية.
فعاليات هامة بانتظاركم
في هذا الحدث الهام يٌقام معرض Infosec ، وهو الأكبر في المنطقة. حيث يضم مئات البائعين بدءاً من رواد هذه الصناعة وحتى المبدعين في مجال الشركات الناشئة الذين أقاموا منصاتهم – لعرض خدماتهم ومنتجاتهم المتطورة. بالتوازي مع ذلك، يقدم خبراء الأمن من جميع أنحاء العالم أبحاثهم. ويتم عرض الأدوات الجديدة ونقاط الضعف المكتشفة والثغرات والتطورات في مجتمع InfoSec.
تتواجد Black Hat Arsenals أيضاً هناك حيث يشارك المطورون برامجهم وأدواتهم مفتوحة المصدر في بيئة حوارية مفتوحة للمساعدة في صقل مهاراتك في مجال الأمن السيبراني. بالإضافة إلى ذلك، وعلى مدار ثلاثة أيام، يتنافس أكبر فريق CTF في المنطقة بشكل جدي، حيث يتنافس 300 فريق على الجائزة الأولى.
بعيدًا عن القمة التنفيذية، حيث يجتمع المديرون التنفيذيون وخبراء الإنترنت من جميع أنحاء العالم لمشاركة أفكارهم وتجاربهم مع الجمهور.
مع كل هذه الجدية قإن هناك فسحة هامة للاحتفال عبر نشاطات اجتماعية و ترفيهية كحفلات الشواء، ومعارك ألعاب الفيديو، كل ذلك في أهم مؤتمرات الأمن السيبراني في منطقتنا.
كلمة أخيرة
الأمن السيبراني ليس مسؤولية المتخصصين فحسب. إنه مصدر قلق الجميع و مسؤولية الجميع أيضاً. توفر ملتقيات الأمن السيبراني منصة لرفع مستوى الوعي العام حول المخاطر السيبرانية وكذلك ممارسات الانترنت الآمنة. ومن خلال اللقاءات بين المعنيين، يمكن تطوير الآليات المستدامة التي تكفل حماية المعلومات ، وتجنب الهجمات. لذلك يعتبر Black Hat MEA حدثاً فريداً بحق في مجال الأمن السيبراني، حيث تم تقديم دورات تدريبية حول القرصنة الأخلاقية و تقنيات الهجوم السيبراني. ويتضمن أيضاً قمة على مستوى التنفيذيين ولقاءات أعمال و معرضاً لآخر ما توصلت إليه التقنية.