أسس أمن المعلومات – مراجعة سريعة

يشارك معكم روبودين هذه المقالة حول أسس أمن المعلومات، والدوافع وراء الهجمات الإلكترونية، والإجراءات المختلفة التي يمكن اتخاذها لحماية المعلومات الحساسة.

127 مشاهدة
8 دقائق
أسس أمن المعلومات

في المشهد الرقمي الحالي، لا يمكن التقليل من أهمية أمن المعلومات. مع تزايد تعقيد وانتشار الهجمات الإلكترونية، يجب على الأفراد والمؤسسات على حد سواء إعطاء الأولوية لحماية بياناتهم. يشارك معكم روبودين هذه المقالة حول أسس أمن المعلومات، والدوافع وراء الهجمات السيبرانية، والإجراءات المختلفة التي يمكن اتخاذها لحماية المعلومات الحساسة.

مشهد تهديدات الأمن السيبراني

غالباً ما توصف الهجمات السيبرانية بأنها لا ترحم ولا تتوقف ولا يمكن إيقافها. إنها لاتستثني أحد، المستخدمين الأفراد بأجهزتهم المحمولة ، الشركات بمختلف أحجامها، الجميع أهداف محتملة. وقد بلغ حجم الهجمات مستويات فلكية. وفقاً AV-TEST بوجود أكثر من 450,000 برنامج ضار جديد وتطبيقات محتملة غير مرغوب فيها يومياً. و ارتفع العدد الإجمالي لحوادث البرمجيات الخبيثة من 182 مليون حالة في عام 2013 إلى أكثر من 1.34 مليار حالة اليوم. يبرز هذا الاتجاه المقلق الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير قوية لأمن المعلومات.

إحدى أهم أسس أمن المعلومات هي حماية سرية المعلومات وسلامتها وتوافرها (CIA). يشمل هذا المجال مجموعة واسعة من الممارسات والعمليات والتقنيات المصممة لحماية البيانات من الوصول غير المصرح به أو التغيير أو التدمير. الهدف الرئيس لأمن المعلومات هو ضمان بقاء المعلومات الحساسة محمية، حتى في مواجهة التهديدات المستمرة.

عادةً ما يتم تقسيم الفرق المسؤولة عن إدارة أمن المعلومات إلى فئتين رئيستين: الموظفون الإداريون والموظفون الفنيون. يشرف الموظفون الإداريون على الخطط والسياسات والأشخاص، بينما يركز الموظفون الفنيون على تصميم وتكوين وتثبيت وصيانة أنظمة الأمن. تشمل الأدوار المختلفة ضمن هذه الفئات رئيس أمن المعلومات (CISO)، ومدير الأمن، ومسؤول الأمن، وفني الأمن.

جهات التهديد في الأمن السيبراني

لمواجهة التهديدات السيبرانية بفعالية، من الضروري فهم أسس أمن المعلومات و دوافع وخصائص الجهات المهددة، وهم الأفراد أو الكيانات المسؤولون عن الهجمات الإلكترونية ويمكن تصنيفهم إلى عدة فئات بناءً على مهاراتهم ومواردهم وأهدافهم.

1. المهاجمون الهواة: يُشار إليهم “script kiddie”، يفتقر هؤلاء الأفراد إلى المهارات التقنية المتقدمة ولكن يمكنهم استخدام الأدوات المتاحة بسهولة لشن الهجمات. غالبhW ما تدور دوافعهم حول استخراج البيانات (Data exfiltration) أو تعطيل الخدمات.

.2. الجريمة المنظمة: مجموعات مركزية تشارك في أنشطة غير قانونية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، لتحقيق مكاسب مالية. غالباً ما تعمل هذه المنظمات مثل الشركات، حيث تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من الأرباح من خلال مؤسسات إجرامية مختلفة.

3. التهديدات الداخلية: قد يشكل الموظفون أو المتعاقدون أو شركاء الأعمال مخاطر كبيرة على المؤسسات. قد يسرق المطلعون الساخطون معلومات حساسة أو يخربون الأنظمة، مما يجعل من الصعب اكتشاف ومنع هذه الهجمات.

4. الناشطون السيبرانيون: بدافع من معتقدات سياسية أو أيديولوجية، يستخدم الناشطون السيبرانيون الهجمات الإلكترونية لإبداء آرائهم أو تعطيل العمليات. غالباً ما تهدف أفعالهم إلى زيادة الوعي بقضايا أو أسباب معينة.

5. جهات مدعومة من الحكومات (APT): تستخدم الحكومات بشكل متزايد المهاجمين المدعومين من الدولة للقيام بالتجسس السيبراني أو تعطيل عمليات الدول المنافسة. عادةً ما يكون هؤلاء المهاجمون ذوي مهارات عالية وموارد جيدة، مما يجعلهم خصوماً أقوياء.

كيف تحدث الهجمات السيبرانية؟

إن فهم أسس أمن المعلومات و وكيفية حدوث الهجمات يعتبر أمراً بالغ الأهمية لتطوير دفاعات فعالة. يستهدف المهاجمون السيبرانيون منصات رقمية مختلفة، مستغلين الثغرات في البرمجيات والأجهزة والشبكات. يشير سطح الهجوم إلى نقاط الضعف السيبرانية المحتملة في المؤسسة. بينما يدل ناقل التهديد (attack vector) على الطريقة أو المسار الذي يتسلل من خلاله مُجرم خبيث إلى شبكة أو نظام حاسوبي. و الوسائل التي يستخدمها المُهاجم لاستغلال الثغرات الأمنية وتحقيق أهدافه.

سطح الهجوم

1. ثغرات البرمجيات: تعد التطبيقات البرمجية، وخاصة أنظمة التشغيل، أهدافاً شائعة للمهاجمين. يمكن استغلال الثغرات في البرمجيات من خلال التحديثات الضارة أو من خلال استغلال نقاط الضعف المعروفة.

2. ثغرات الأجهزة: تفتقر الأنظمة القديمة والأجهزة التي انتهى عمرها الافتراضي إلى التحديثات الأمنية اللازمة، مما يجعلها أهدافاً جذابة للمهاجمين. كما أن صعوبة تصحيح البرامج المدمجة (مثل أجهزة IoT) قد تترك الأنظمة عرضة للمخاطر.

3. ثغرات الشبكات: يمكن أن توفر الشبكات غير المؤمنة، والمنافذ المفتوحة، والإعدادات الافتراضية، للمهاجمين وصولاً سهلاً إلى المعلومات الحساسة. وبالتالي، يجب على المؤسسات حماية شبكاتها بشكل صحيح لتقليل هذه المخاطر.

نواقل التهديد

بالإضافة إلى أسطح الهجوم الرئيسة، قد يستهدف المهاجمون نواقل تهديد متخصصة، مثل أدوات الاتصال وسلاسل التوريد. تُستغل أدوات الاتصال، بما في ذلك البريد الإلكتروني والرسائل الفورية، لتوصيل البرمجيات الخبيثة أو هجمات التصيد الاحتيالي إلى وجهتها. يمكن أن تنشأ ثغرات سلسلة التوريد عندما يتم حقن البرمجيات الخبيثة في المنتجات أثناء التصنيع أو التوزيع، مما يشكل مخاطر كبيرة على المؤسسات.

تأثير الهجمات السيبرانية

يمكن أن تكون عواقب الهجمات الإلكترونية الناجحة مدمرة. وقد تشمل فقدان ، تسريب ، وانتهاكات البيانات، وسرقة الهوية. قد تواجه المؤسسة (الضحية) خسائر مالية كبيرة، وأضراراً في السمعة، وآثاراً قانونية نتيجة لهذه الهجمات.

1. فقدان البيانات: يمكن أن يكون لتدمير البيانات الحيوية عواقب وخيمة على المؤسسات ، لا سيما في قطاعات مثل الرعاية الصحية والمالية.

2. تسريب البيانات (Data exfiltration) : قد يسرق المهاجمون معلومات حساسة لبيعها للمنافسين أو استخدامها لأغراض خبيثة، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة.

3. خروقات البيانات: في أسس أمن المعلومات، نعلم أن الوصول غير المصرح به إلى البيانات الحساسة يؤدي إلى أضرار في السمعة وفقدان ثقة العملاء.

4. سرقة الهوية: يستخدم المجرمون السيبرانيون المعلومات الشخصية المسروقة لانتحال هوية الأفراد، مما يؤدي إلى احتيال مالي وأنشطة إجرامية أخرى.

إلى جانب الضرر على البيانات بحد ذاتها، يمكن أن تؤدي الهجمات الإلكترونية الناجحة إلى تعطيل العمليات التجارية، مما يؤدي إلى فقدان الإنتاجية والخسائر المالية. وقد تتأثر سمعة المؤسسة أيضاً، لا سيما إذا تم اختراق بيانات العملاء. وبالتالي، يجب على المؤسسات إعطاء الأولوية لأمن المعلومات للحفاظ على ثقة العملاء وحماية سمعتها.

أسس أمن المعلومات – اختيار الإطار المناسب

للتعامل مع التهديدات السيبرانية بفعالية، يجب على المؤسسات تنفيذ إطار عمل شامل لأمن المعلومات. يجب أن يشمل هذا الإطار السياسات والإجراءات والتقنيات المصممة لحماية المعلومات الحساسة. وتشمل المكونات الرئيسة لهذا الإطار:

1. إدارة المخاطر: تقييم وإدارة المخاطر التي تهدد معلومات المؤسسة وأنظمتها. يشمل ذلك تحديد التهديدات المحتملة والثغرات وتأثير الهجمات الناجحة.

2. ضوابط الأمان: تنفيذ مجموعة متنوعة من ضوابط الأمان، بما في ذلك التدابير الرادعة والوقائية والكشفية والتصحيحية، لتقليل المخاطر وحماية المعلومات الحساسة.

3. التدريب والتوعية: يلعب الموظفون دوراً حاسماً في أمن المعلومات. يجب أن توفر المؤسسات برامج تدريب وتوعية منتظمة لتوعية الموظفين حول التهديدات المحتملة وأفضل الممارسات لحماية المعلومات.

4. الاستجابة للحوادث: يعد تطوير خطة استجابة قوية للحوادث أمراً ضرورياً لتقليل تأثير الهجمات الناجحة. يجب على المؤسسات وضع إجراءات للكشف عن الحوادث السيبرانية والاستجابة لها والتعافي منها.

5. المراقبة المستمرة: تساعد مراقبة الأنظمة والشبكات بانتظام لاكتشاف علامات النشاط المشبوه في اكتشاف التهديدات والاستجابة لها في الوقت الفعلي.

كلمة أخيرة

مع استمرار تطور التهديدات السيبرانية، لا يمكن التقليل من أهمية أمن المعلومات. فمن خلال فهم أسس أمن المعلومات، والدوافع وراء الهجمات الإلكترونية، والإجراءات التي يمكن اتخاذها لحماية المعلومات الحساسة، يمكن للأفراد والمؤسسات حماية بياناتهم بشكل أفضل في مشهد رقمي يزداد خطورة. إعطاء الأولوية لأمن المعلومات ليس مجرد ممارسة جيدة؛ بل هو ضرورة في عالمنا المترابط اليوم.

شارك المقال
اضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *