مع زيادة تعقيد التهديدات من مجرمي الانترنت، هناك حاجة متزايدة لتطوير مجموعة قوية من الكفاءات السيبرانية القادرة على الدفاع ضد هذه المخاطر. في عام 2017، كان هجوم WannaCry ransomware بمثابة الصدمة في العالم الرقمي، أثر الهجوم على أكثر من 200000 جهاز كمبيوتر في أكثر من 150 دولة. كشف هذا الهجوم العالمي عن نقاط ضعف كبيرة في البنية التحتية الرقمية، مما سلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تدابير الأمن السيبراني القوية. والأن، أصبحت المخاطر أعلى. مع توقع وجود 75.44 مليار جهاز متصل بحلول عام 2025، أدى التداخل بين التنقل وانترنت الأشياء والحوسبة السحابية إلى توسيع سطح الهجوم بشكل كبير، مما يجعل من السهل على مجرمي الانترنت استغلال نقاط الضعف. لقد جعل التكرار المتزايد وتعقيد التهديدات السيبرانية الأمن السيبراني أولوية للشركات والحكومات على حد سواء. تم التصدي لما يقارب 500 مليون هجوم إلكتروني في الربع الأول من عام 2023 وحده، مما يؤكد على الحاجة لحماية الأصول الرقمية.
زيادة الطلب على الكفاءات السيبرانية
الموهبة أو الكفاءة هي قدرة طبيعية أو استعداد. القدرة على الإنجاز والنجاح. يبحث الجميع عن المواهب السيبرانية ويسعون لتوظيف الأفراد ذوي الإمكانات العالية. ويستخدم مسؤولي الموارد البشرية وقادة أمن المعلومات (CISO) بيانات موضوعية لقياس استعداد الفرد وقدرته على الإنجاز في مجال الأمن السيبراني.
مع تسابق الشركات لحماية نفسها، يرتفع الطلب على المتخصصين في الأمن السيبراني. تسعى الشركات في جميع أنحاء العالم لملئ الوظائف، مع توقع نقص عالمي قدره 1.5 مليون متخصص في الأمن السيبراني بحلول عام 2025. في أغلب الدول، تظل الوظائف في مجال الأمن السيبراني شاغرة لمدة طويلة، حيث يغذي هذا الطلب الارتفاع المثير للقلق في الهجمات الإلكترونية، مع توقع أن تصل الأضرار العالمية إلى 10.5 تريليون دولار بحلول عام 2025. لم تكن الحاجة إلى الخبراء المهرة أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. أفادت أكثر من 59٪ من الشركات بوجود وظائف شاغرة في مجال الأمن السيبراني، بينما من المتوقع أن تشهد 45٪ من المنظمات هجمات على سلاسل توريد البرامج الخاصة بها بحلول عام 2025. وهذا يمثل فرصة فريدة لمحترفي التكنولوجيا وخبراء الأمن السيبراني الطموحين لتولي أدوار عالية التأثير تشكل مستقبل الأمن الرقمي. مع تعقيد التهديدات السيبرانية، هناك دافع أقوى لتطوير مجموعة قوية من المهارات والمواهب القادرة على الدفاع ضد هذه المخاطر المتزايدة باستمرار.
أهمية برامج التدريب
لاستدراك النقص في المواهب السيبرانية، تعمل الحكومات والشركات على تطوير مسارات تعليمية أكاديمية و مهنية في الأمن السيبراني والدفاع السيبراني تزود المهنيين بالمعرفة والمهارات المطلوبة في هذا المجال سريع التطور. تجمع البرامج بين الرصانة الأكاديمية والتدريب العملي، مما يوفر للمتعلمين خبرة عملية في التعامل مع التهديدات السيبرانية الحديثة. وتشمل ساعات من التدريب العملي، وجلسات مباشرة عبر الانترنت، وطرق التعلم التفاعلية مثل مشاريع التخرج، مما يضمن قدرة المشاركين على معالجة تحديات الأمن السيبراني في العالم الحقيقي. بالإضافة إلى المعرفة المكتسبة من أعضاء هيئة التدريس من ذوي الدرجات الأكاديمية المرموقة ، كما يضاف لتلك المكونات التعليمية الهامة فرصاً للتعرف عن كثب على المراكز الوطنية للدفاع السيبراني. تسمح مثل هذه التجارب العملية ،جنباً إلى جنب مع الدروس النظرية في إعداد المهنيين للقيادة في مجال الأمن السيبراني.
تطوير الكفاءات السيبرانية
إن الحفاظ على مجموعة المهارات لدى العاملين في مجال الأمن السيبراني وتحسينها – وخاصة مع تطور التهديدات بوتيرة سريعة – يتطلب أكثر من حملة تسويقية للموظفين أو جرد المهارات الحالية أو تدريب لمرة واحدة. فهو يتطلب نهجاً متكاملاً لإدارة المواهب السيبرانية. يتشارك المتخصصون الناجحون في مجال الأمن السيبراني في سمات غير تقنية متماثلة، بما في ذلك الشغف بالتكنولوجيا وعقلية حل المشكلات. إن فهم ما يحفز متخصص الأمن السيبراني أمر مهم لجذب الفريق المناسب والاحتفاظ به.
إضافة لما سبق، يرغب المتخصصون في مجال الأمن السيبراني في النمو المعرفي و الوظيفي. إن الحفاظ على الفريق يعني السماح لهم بالتعلم والنمو من خلال مهام العمل التجريبية والتوجيه حتى عندما -تكون أنت كقائد أمن معلومات- تشعر بنقص الموارد.
يتم تصميم البرامج التدريبية لمحترفي الأمن السيبراني الحاليين والطموحين، وخبراء التكنولوجيا الذين يهدفون إلى تطوير حياتهم المهنية، وأولئك الذين لديهم خلفية في المجالات ذات الصلة والذين يرغبون في إحداث تأثير مفيد في مجال الأمن السيبراني. سواءاً كنت مهندس أنظمة أو مسؤول شبكة أو خريجاً حديثاً، فإن الدورات وزالشهادات المهنية الموثوقة تقدم مساراً شاملاً نحو التقدم في هذا المجال الذي يحظى بطلب كبير.
كلمة أخيرة
يحمل مستقبل الأمن السيبراني فرصاً هائلة للنمو والتقدم. مع إعطاء الشركات والأفراد الأولوية بشكل متزايد للأمن عبر الانترنت، سيرتفع الطلب على المهنيين المؤهلين. من خلال الاستثمار في تعليمك للأمن السيبراني الأن، فأنت لا تعد نفسك لمهنة مضمونة فحسب، بل تلعب أيضاً دورًا حاسماً في حماية العالم الرقمي الذي نعتمد عليه جميعاً. سواءاً كنت مبتدئاً يتطلع إلى دخول هذا المجال أو محترفاً متمرساً يسعى إلى صقل مهاراته، فإن التدريب المناسب يمكن أن يساعدك في الحصول على فرص وظيفية جديدة ووضعك في وضع يسمح لك بالنجاح في واحدة من أهم الصناعات في هذا الوقت.