يتنافس بائعو منتجات الأمن السيبراني على تقديم مجموعة متنوعة من خدمات وأدوات البحث عن التهديدات (Threat Hunting). لكن المتخصصون في الأمن يتساءلون عما إذا كان البحث يمكن أن يفيد الشركة بالفعل أم أنه مجرد هدر للموارد. من حيث المبدأ، لا يعتمد البحث عن التهديدات على تكنولوجيا بعينها ستتقادم في غضون بضعة أشهر وتصبح غير ذات جدوى. لكنه تطبيق لأحد أهم أفكار أمن المعلومات. تركز هذه الفكرة على مراجعة بيئة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بك بحثاً عن علامات النشاط الضار والعيوب التشغيلية. يستخدم البحث عن التهديدات نهجاً قائماً على الفرضيات وغالباً ما يكون مدعوماً بالتحليلات السلوكية. يمكن اعتبار هذا النهج أفضل ثل هذه هذه الطريقة هذه الطريقة بكثير الكشف التقليدي القائم على القواعد أو التوقيع.
البحث عن التهديدات
تعد عملية Threat Hunting إحدى العناصر الأساسية في مجال الأمن السيبراني. ينفذ المتخصصون في هذا المجال هذه العملية للبحث عن الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الأنظمة والشبكات. وتتمثل هذه العملية في تحليل ومراقبة البيانات والسجلات المتعلقة بحماية الأنظمة والتعرف على الأنماط الغير عادية. قد التي يمكن أن تشير إلى هجوم أو تهديد لأحد عناصر أمن المعلومات. كما يمكن أن تتضمن عملية Threat Hunting استخدام تقنيات تحليل البيانات الضخمة والتعلم الآلي. توفر هذه التقنيات القدرة على استخراج البيانات من مصادر مختلفة وتحليلها باستخدام الأدوات والتقنيات المختلفة مثل التحليل الإحصائي والذكاء الاصطناعي لتحديد السلوك الغير طبيعي الذي من الممكن أن يدل على وقوع هجوم محتمل.
على الرغم من أن عملية Threat Hunting تتضمن البحث الفعال عن الهجمات إلا أنها ليست كافية لاكتشاف جميع الهجمات المحتملة. ولا يمكنها أيضاً ضمان الحماية الكاملة من الهجمات السيبرانية. ولكن بفضل القدرات التي توفرها هذه العملية يمكن لفرق الأمن السيبراني اكتشاف الهجمات وتحليلها في وقت مبكر. وبالتالي الحد من الأضرار الناجمة عن الهجمات.
أهمية عملية Threat Hunting
تعد هذه العملية جزء أساسي من استراتيجية الأمن السيبراني لأي مؤسسة أو منظمة. سيتم استخدامها للكشف عن الهجمات التي قد تكون قد تجاوزت أنظمة الحماية كالجدران النارية وتمكن المهاجم نتيجة لذلك من الوصول إلى النظام. من أهم مزايا عملية Threat Hunting أنها تساعد على اكتشاف الهجمات التي لم يتم الكشف عنها من خلال أنظمة الحماية التقليدية. كما تمكن المؤسسات من التحقق من فعالية إجراءات الحماية وتقوية النظام والحد من الثغرات التي يمكن استغلالها في الهجمات السيبرانية.
متطلبات عملية Threat Hunting
تتطلب هذه العملية الخبرة والكفاءة ومهارات التحليل ويجب تنفيذها بشكل منهجي وعلمي لتحقيق الفائدة الكاملة منها. تحقق العملية الفعالة الجدوى المطلوبة منها عندما تكون على شكل عملية مستمرة لتحليل البيانات واحتماليات السلوكيات التي قد تشير إلى وجود هجمات. وتتم عملية التحليل والتحقق بشكل دوري ومنتظم باستخدام التقنيات المتطورة الحديثة.
يتطلب نجاح عملية Threat Hunting إدراكاً جيداً للتهديدات السيبرانية المختلفة والمتطورة. ولتحقيق هذا الغرض يتم استخدام أدوات وتقنيات متطورة وفعالة للكشف عن الثغرات والتهديدات وتحليلها. ومن بين التقنيات التي يمكن استخدامها في هذه العملية:
المراقبة الشاملة للنظام: حيث تتم عملية المراقبة المستمرة لسجلات النظام، حركة البيانات والتغيرات على الملفات وتحديد أي نشاط غيار عادي يتم رصده.
تحليل سجلات حركة البيانات عبر الشبكة: يتم رصد حركة البيانات عبر الشبكة. وكذلك تحليل البيانات الصادرة عن الأنظمة والتطبيقات وتحديد أي سلوك غير عادي.
استخدام الذكاء الاصطناعي: تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتحليل البيانات والتنبؤ بالسلوك الغير عادي.
التحليل الأمني الشامل: التحقق من جميع العمليات والبرامج المثبتة على الأجهزة وتحديد أي نشاط غير عادي أو تهديد للنظام.
استخدام Endpoint Detection and Response (EDR): مراقبة الأجهزة المختلفة في الشبكة وتحليل البيانات الصادرة عنها لتحديد أي سلوك غير عادي.
منهجية البحث عن التهديدات
يجب على فريق Threat Hunting أن يتبع منهجية فعالة لتحديد ومعالجة التهديدات السيبرانية والتي قد تشمل على النقاط التالية:
- التخطيط والتحليل: يجب على فريق Threat Hunting العمل على تحديد الأجزاء الحساسة في النظام وتحليل البيانات المنتجة منها وذلك لتحديد أي سلوك غير عادي يتم رصده.
- الكشف والتحقق: بعد تحليل البيانات وتحديد أي سلوك غير عادي يتحقق الفريق من صحة هذه البيانات والتأكد من وجود أي تهديدات سيبرانية.
- التحليل والتقييم: في حالة وجود تهديدات سيبرانية يجب على الفريق تحليلها وتقييمها لتحديد ما إذا كانت تشكل خطراً على النظام والبيانات.
- الإبلاغ والعمل على إزالة التهديد: في حالة وجود تهديدات يجب على الفريق إبلاغ الجهات المعنية واتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة التهديد ومنع حدوث أي أضرار.
بناء القدرات السيبرانية -البحث عن التهديدات
تتطلب هذه العملية التركيز على بناء قدرات الأمن السيبراني للمؤسسات والتي تشمل على النقاط التالية:
تطبيق الإجراءات الأمنية الصارمة: تفيد هذه الإجراءات في حماية الأنظمة والبيانات وقد تشمل هذه الإجراءات على عمليات تحديث البرامج والأنظمة بانتظام وإجراء عمليات الفحص بشكل دوري.
تدريب الموظفين على الأمن السيبراني: التدريب على اكتشاف التهديدات السيبرانية المختلفة وكيفية التعامل معها والابلاغ عن أي نشاط غير عادي.
تطوير الأمن السيبراني الدفاعي: يتضمن هذا الأمر تطبيق أدوات الحماية الأمنية الشاملة للشبكة مثل نظام الحماية من الاختراق IPS وأنظمة الكشف عن الاختراق IDS والتأكد من تحديث القواعد الخاصة بها بشكل دوري.
تحليل البيانات الضخمة: من المهم استخدام الأدوات المناسبة لتحليل البيانات الضخمة لمراقبة النظام والكشف عن أي سلوك غير عادي وتحديد أي تهديدات سيبرانية محتملة.
التعاون مع فرق الأمن السيبراني الخارجية: يجب على المؤسسات التعاون مع فرق الأمن السيبراني الخارجية لتقييم النظام الأمني للمؤسسة والكشف عن أي ثغرات أمنية وتحديد ما إذا كانت هناك تهديدات سيبرانية محتملةز
تحسين القدرة على الاستجابة للتهديدات: إنشاء خطة استجابة للتهديدات وتعزيز التدريب على إجراءات الاستجابة.
تطوير القدرة على التحقق والتحليل: تدريب الفرق على كيفية تحليل البيانات والكشف عن أي سلوك غير عادي.
كلمة أخيرة
تعتبر عملية Threat Hunting أسلوب فعال في التصدي للهجمات السيبرانية، حيث تمكن من الكشف عن الهجمات التي قد تكون قد تجاوزت الأنظمة الأمنية التقليدية وتحليل البيانات بشكل عميق ومتقدم لتحديد السلوك الغير طبيعي ومصادره والعمل على تحديد وإصلاح الثغرات وتقوية النظام الأمني للمؤسسة وبالتالي فإن استخدام هذه العملية يساعد على حماية الأنظمة الإلكترونية والبيانات الحساسة وتحقيق الأمن السيبراني الكامل.